أخلت السلطات وإدارة جامعة كسلا الطلاب من كليات الولاية بعد أن تظاهر مجموعة منهم احتجاجاً على اللوائح الأكاديمية للجامعة بجانب المطالبة بكبح جماح الأسعار ومحاربة الفقر، حيث حمل الطلاب لافتات وشعارات تندد بذلك وتعتبر هذه التظاهرة الثالثة من نوعها في ظل موجة الغلاء التي ضربت الولاية مؤخراً بعد أن تنبأ عدد من الخبراء بنذر فجوة غذائية بعد خروج تسع محليات من دائرة الإنتاج في ظل اعتماد 70% من سكان الولاية البالغ عدد (1.7) مليون على الذرة بجانب 5 مليون رأس من الماشية فيما يعتمد 30% منهم على القمح وتوقع الخبراء أن ?كون إنتاجية هذا العام أقل من حاجة الولاية التي تحتاج إلى ما يقارب ال 400 ألف طن لسد حاجة الغذاء لدى الإنسان والحيوان. وقد ارتفعت وتيرة الأحداث واشتدت داخل جامعة كسلا بعد أن اتهم عدد من الطلاب الاتحاد وإدارة الجامعة بالتقاعس عن تبني قضايا الطلاب في اللائحة حيث يقول أحد طلاب اللجنة المكونة لتعديل اللائحة الجامعية بأن إدارة الجامعة رفضت قيام المؤتمر الأكاديمي إلا عبر الضغط الذي مورس عليها ولم يحقق المؤتمر أهدافه بعد إساءة مدير الجامعة للطلاب ووصفهم بالضعفاء تربوياً وأكاديمياً، ليلتئم الطلاب في اجتماعات متواصلة طالبت بإقالة المدير والإجماع بانه غير مؤهل إدارياً وأكاديمياً وحمل عضو اللجنة المكونة من الطلاب إنفجار الأوضاع للم?ير الذي أثار حفيظة الطلاب وخروجهم للشارع بجانب حكومة الولاية التي فشلت في الضغط على الجامعة وتبني قضايا الطلاب. وأبان أن بعض الطلاب لديهم إتجاهات سياسية سعوا بالضغط عليى الجامعة والحكومة عبر اللجنة المختارة بتجاوز الاتحاد الذي فشل في حل الأزمة ودعت اللجنة الخروج إلى الشارع والمناهضة رغم التهديدات بالاعتقال والمداهمة التي تمت لبعض ثكنات الطلاب. ويقول إبراهيم حمدنا الله الأمين العام للمؤتمر الشعبي بالولاية بأن خروج الطلاب للشارع جاء وفق المطالب الاكاديمية بعد أن فشلت الجامعة واتحاد الطلاب في تجاوزها، وقال ?ن القوى السياسية ترى انها مطالب مشروعة بعد أن تأثر عدد من الطلاب باللائحة وعزا تصاعد الأزمة بين الطلاب والجامعة والخروج إلى الشارع من جراء إساءة المدير التي زادت من وتيرة الخلافات، مشيراً إلى أن الطلاب جزء من المجتمع بعد معاناتهم من شدة الغلاء والفقر المدقع جاءت مطالبهم مترافقة مع القضية الأكاديمية في المطالبة عبر الخروج للشارع لتوفير حياة كريمة للأسر ومحاربة الغلاء بعد تنحي الدولة عن دعم الطلاب والتعليم لتشتد المعاناة. ويرى حمدنا ضرورة استجابة الدولة لمطالب الشارع بدعم السلع الأساسية أو إعادة السلطة للش?ب إذا اقرت بعجزها لاختيار حكومة قومية تضع حلولاً جذرية لمشاكل السودان من أهمها وقف الحرب الدائرة في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان التي أهدرت أموال الدولة وشدد حمدنا الله على ضرورة سياسة التقشف في الصرف في دواوين الحكومة لتخفيف أعباء المعيشة عن كاهل المواطن . من جانبه يقول أحمد مصطفى أحمد القيادي البارز بمؤتمر البجا بكسلا إن الولاية تعاني من السياسات الاقتصادية الخاطئة منذ الاستقلال وحتى الإنقاذ حيث جعلت الحكومات المتعاقبة الولاية منطقة للاستجمام والسياحة دون توفير أدني الخدمات للإنسان في الولاية ليصبح دخل الفرد لا يتجاوز 3 دولارات فهو أقل من ثلث احتياج المواطن اليومي خاصة أصحاب الأسر الكبيرة وطلاب الجامعات والمدارس، وانتقد سياسة المركز في توفير الدعم للولاية الذي لا يتجاوز 15% بعد أن تأثرت بنزيف الحرب وتوجيه المال لاوجه صرف غير ضرورية في نظره وقال إن الإنسان ?ل يتحايل على الظروف القاسية والصناديق الخيرية والمانحين بعد أن ارتدى صندوق دعم الشرق عباءة المؤتمر في برامجه ودعمه مما أدى إلى تفشي الفقر وتوفير الدعم عبر الجهوية والقبلية وتأثرت الولاية بأمراض فقر الدم والدرن وقال ان الفقر في الولاية تجاوز مفهوم التهميش. فيما انتقد الأستاذ بالجامعات السودانية والمحلل السياسي : أحمد معتصم لوائح الجامعات السودانية بأنها بنيت على عجالة في ظروف سياسية تختلف عن الوضع القائم الآن فإذا سلمنا بالتغيير الذي حدث في النظام السياسي بالسودان هنالك نسختان الأولى شمولية حكم فيها الرأي الواحد السودان كله وفي النسخة الثانية أسس لها دستور 2005 وفق الاتفاقية الشاملة للسلام وهي نسخة تعددية تعترف بتعدد الأطراف المشاركة في التخطيط والتنفيذ للنظام. ويرى معتصم بأن نظم الدولة في التعليم العالي والعام وشئون الطلاب لم تطالها يد التغيير لتظل اللوائ? كما هي لم تتغير لتعترف بالرأي الآخر وشدد علي ضرورة مشاركة الطلاب في وضع اللوائح والإدلاء برأيهم بالطريقة المثالية وبلوغ الأمر للخروج للشارع برهن على أن النظام الداخلي للجامعة لا يستمع لرأي الطالب وأن استمع له لا يستجيب مما يؤدي إلى ظهور تلك الأحداث وعزا مناداة الطلاب بمكافحة الفقر والجوع للتناقص والتفاقم من جراء النقص المتزايد في دخل الأسرة والخلل الهيكلي في البناء الاجتماعي الذي يشير فيه الاقتصاديون إلى ضمور الطبقة الوسطى واتجاهها للسقوط إلى الأدنى في الوقت الذي اثبتت كافة المشروعات التي تبنتها الدولة ل?كافحة الفقر عدم فعاليتها مما قاد الرئيس البشير في المؤتمر الاقتصادي الى القول بضرورة إعطاء أولويات لمشروعات التمويل على مشروعات الدولة في محاولة أخرى للسيطرة على الفقر وكبح حدة الغلاء و يعتبر هذا توفيراً للإرادة السياسية لتحقيق الهدف المعلن من قبل الدولة بمكافحة الفقر، واشار معتصم إلى ضعف وتضاؤل فرص إصابة الهدف لعدم توفر الإرادة في المستويين الوسيط والقاعدي خاصة على مستوي الجهاز التنفيذي للدولة الذي أصبح يتهرب من مواجهة التحديات الكبرى التي تهدد الاستقرار والتقدم والأمن مشيراً إلى أن الخروج للشارع المتوا?ر في أكثر من ولاية مهما قل حجمه هو ناقوس خطر في آذان أهل الحلم والعقل لإتخاذ ما يكفي لمعالجة الضائقة المعيشة التي يعانيها الناس من جراء نقص في الأموال والأنفس والثمرات. بينما يرى د. عصام الدين مصطفى عميد شئون الطلاب بجامعة كسلا في خروج الطلاب من مؤسسات الجامعة للضغط السياسي وممارسة العنف الطلابي دون رؤية أمر مؤسف ،مشيرا الى تدخل عدة جهات أفلحت في اخراج الطلاب دون التعامل مع القضية الأساسية وهي اللائحة الجامعية مشيراً إلى أن اللائحة تحكم المؤسسات العلمية وفق رؤية أكاديمية ولا سبيل إلى إدراج الأجندة السياسية فيها..