*حتى وإن كان مجلس المريخ على حق وله قضية عادلة ومنطقية إلا أنه لم يحسن إدارة ملف هذه القضية بالشكل المطلوب وتعامل معها بالطريقة الخطأ والمعاكسة ويكفى أنه اختار منهج التحدي ومنطق العضلات في أمر لا يستحق كل هذه الضجة وهذا بالطبع سيعرض المريخ للخسارة والمؤكد أن المجلس سيدفع ثمن هذا التهور وسيكون مسئولا عن الأضرار كافة التى قد تنجم جراء هذه الخطوة «الانفعالية والعشوائية وغير المدروسة والتى لا مبرر لها ولا داع وتفتقد للحيثيات المقنعة» ولا نستبعد أن تؤثر على استمراره فى قيادة هذا النادى الكبير والعملاق والعري? لا سيما وأن كل أنصار المريخ أعلنوا استغرابهم قبل رفضهم لهذه الخطوة. *وقبل أن نواصل فى التعليق لا بد أن نؤكد أننا ضد القرار الذى يلوح به المجلس وهو رفض اللعب والانسحاب من بطولة كأس السودان أو «البطولة المحببة للمريخ» كما يقول عشاقه استنادا على أنه الفريق الأكثر فوزا بها نقول ذلك ونحن نعلم أن القرار طرف المجلس بحكم أنه الجهة الشرعية التى تدير المريخ ويجئ رفضنا لموقف المجلس من منطلق أن الأسباب التى قدمها ضعيفة وغير مقنعة ونرى أنها تقلل كثيرا من هيبة وقيمة المريخ. *أعود للقضية وأرى أن مجلس المريخ سعى لصناعة أزمة من العدم وأراد إشعال معركة فى غير معترك وتفجير الوضع الرياضى ونسف الموسم الكروى ويبدو أنه أراد أن يعلن عن نفسه وذلك بلجوئه لاسلوب التحدى حينما طلب المستحيل ووضح ذلك من خلال المذكرة التى رفعها للاتحاد ويطالب فيها بتأجيل لقائه مع الهلال فى نهائى الكأس والذى تحدد لقيامه الرابع من نوفمبر الحالي وهذا الموعد ليس جديدا بالتالى ليس مفاجئا حتى يتخذ المجلس هذا الموقف غير ذلك فالطلب الذى رفعه ليس فيه مبرر مقنع حتى يأخد الاتحاد به ويقبله. *إن كان مجلس المريخ يقصد تأديب الاتحاد أو يريد استعراص عضلاته فقد أخطأ فى اختيار الطريقة والكيفية وإن كان هدفه الهروب من مواجهة الهلال ويخاف الهزيمة منه فيبقى قد جنى على نفسه وظلم المريخ فالخسارة لا تعنى شيئا فى كرة القدم وهى إحدى قواعد اللعبة وليس هناك فريق معصوم منها وأى فريق فى الكون يتعرض لها بالتالى يبقى أمر الخوف من الهزيمة أمرا لا قيمة له ولكن نسأل أعضاء المجلس عن السبب الذى يجعلهم «متأكدين» من خسارة فريقهم أمام الهلال فى المبارة مثار الحديث!!؟؟ علما به أن واقع الحال و كل أنصار المريخ والمدربين وك?فة المهتمين باللعبة يرجحون كفة المريخ ويرشحونه للفوز على اعتبار أن فريقه هو الأفضل فنيا والأجود نجوما وإعدادا والأكثر استقرارا بالتالى ينتفى مبرر الخوف من الهزيمة.. هذا من جانب ومن آخر ولنفرض أن المريخ إنهزم من الهلال فهل ستنتهى الدنيا وهل هذه هى المرة الأولى التى يخسر فيها من نده التلقيدى؟ وتانى نكرر لماذا لا يرجح مجلس المريخ فوز فريقه بدلا من وضع الاحتمال الآخر!؟ *مؤكد أن الاتحاد لن يوافق على طلب المريخ الخاص بتأجيل المباراة لعدة أسباب منها عدم وجود مبرر منطقى.. ثانيا اللغة التى استخدمها المريخ التي لا تخلو من التهديد والوعيد.. ثالثا عدم وجود الزمن الكافي لتحويل المباراة لتاريخ جديد على اعتبار أن الزمن المتبقي للموسم محدود ولا يكفي.. رابعا الاتحاد هو الذى يدير النشاط وله كامل الحق فى وضع البرنامج وفق الرؤية التى يراها وبالطبع فإن النشاط لابد أن يكون محكوما وليس خاضعا لأمزجة الذين يديرون الأندية غير ذلك فإن رضخ الاتحاد ووافق على طلب المريخ فإن العدوى ستنتقل وغدا س?تقدم الهلال بطلب مماثل وعندها سيجد الاتحاد نفسه مجبرا على الموافقة على طلب الأخير لأنه وافق من قبل للمريخ. *الذى يجب أن يعرفه أعضاء مجلس المريخ أنهم وخطوتهم هذه قد أضعفوا المريخ وأدخلوه فى نفق مظلم وموقف صعب ومعقد الخروج منه صعب وهزوا الثقة فى نفوس اللاعبين والجهاز الفنى وقتلوا حماس الجمهور ومنحوا خصمهم قوة «من ما فى» وأعادوا له التوازن كل ذلك لأنهم تعاملوا بغرور ولجأوا «للعنجهية ومنطق العضلات» ولم يدرسوا هذه الخطوة وانفعلوا مع رغبة طائشة.! *إن أدى المريخ المباراة أو قرر الانسحاب فإن الوضع أصبح معقدا والسبب مجلس إدارة نادى المريخ وعليه أن يتحمل مسؤولية «خرمجته وخمجه»! * فى سطور *فريق الهلال الحالى لا يستطيع إحداث التفوق على المريخ حتى وإن لعب الأخير بسبعة لاعبين! *يبدو واضحا أن أعضاء مجلس المريخ لا يعرفون ماذا يريدون.! *فى اعتقادى أن القرار القوي والصحيح يجب أن يأتى من اللاعبين والجهاز الفنى والجمهور بعد أن يتم إبعاد المجلس من الصورة. *المريخاب رفضوا الانسحاب وطالبوا بأن يخوض فريقهم مواجهة نهائى الكأس فى موعدها وإن كان المجلس له رأي آخر فهو حر.