* لا أريد أن أزيد النار حطباً فيكفي ما أورده الأستاذ الهندي عز الدين في «شهادته لله» بعدد الأمس من الأهرام الغراء في حق الأستاذ محمَّد لطيف.. وإن كنت لا أتفق مع الأستاذ الهندي في إن هناك وزارات «وضيعة» وأخرى رفيعة.. وأن عرض المشاركة المقدّم من المؤتمر الوطني للاتحادي الأصل جاء «هزيلاً».. ولا توجد مقارنة بين مشاركة الحركة الشعبية للمؤتمر الوطني أبَّان الفترة الإنتقالية التي أعقبت توقيع السلام الشامل.. وبين مشاركة الأحزاب الكبرى في حكومة القاعدة العريضة التي «يشحد» لها المؤتمر الوطني الأحزاب «شحدة».. «فيت?نَّعون وهم الراغبون».. فالمعلوم بأن إتفاقية السلام الشامل أعطت الحركة الشعبية «الطاق طاقين» فحقِّت عليهم مقولة الإمام الصادق المهدي عقب لقاء جيبوتي «جئنا لنصطاد أرنباً فإصطدنا فيلاً».. والمبررات التي ساقها وفد الحكومة لتمرير هذه «القسمة الضيزي» كانت إعتبار هذه القسمة مؤقتة ريثما يُجرى التعداد السكاني لتعاد القسمة وفق ما تأتي به نتائج التعداد ثم إن تلك «الرُضْوة» كانت ضرورية لإنهاء الحرب وتحقيق الأمن والسلام واعتبار كل ذلك جزءاً من سياسة «الوحدة الجاذبة» ربنا يطراها بالخير.. ولا شك في ان الحزب الاتحادي الد?مقراطي.. حزب الأزهري الزعيم رافع عالم الاستقلال.. حزب كبير لأنه تكوَّن من حزبين بإندماج الحزب الوطني الاتحادي بزعامة الأزهري وحزب الشعب الديمقراطي برعاية مولانا الحسيب النسيب السيد علي الميرغني ورأسة الشيخ علي عبد الرحمن الأمين.. لم يحدث البتة أن حصل على الأغلبية المطلقة ليحكم البلاد إلا من خلال الائتلاف مع خصمه اللدود حزب الأمة ومن مثل هذه الإئتلافات كانت تجئ المحاصصات التي تؤدي إلى المكاجرات.. وسياسة الخيار والفقوس حتى تُينعْ الروؤس فيقطفها إنقلاب عسكري ليباركه أول من يباركه زعيما الطائفتين الكبيرتين وأت?اعهما!! فينزوي أفندية الحزبين في ركنٍ قصي أو يشاركون في النظام الجديد!!! بقناعاتهم أو أطماعهم الشخصية وتدور الحلقة المفرغة بالبلاد من نظام برلماني تعددي.. إلى إنقلاب عسكري شمولي.. إلى ثورة شعبية .. إلى فترة إنتقالية إلى مالا نهاية كالحكاية التي ليست لها نهاية «دخلت نملة وأخذت حبة وخرجت.. دخلت نملة...... « * أما الآن وقد ذهب ثلث البلاد بالانفصال وأظلَّنا عهد جديد أسميناه «الجمهورية الثانية» ويعاني اقتصادنا من «متاعب الفطام» من الرِّضاعة البترولية.. وتنادي القيادة بخفض الصرف الحكومي .. ويقول المختصون بأن القطاع السيادي من أكثر القطاعات «بعزقةً» لموارد البلاد.. يقول د. محمد خير الزبير محافظ بنك السودان «جذور المشكلة أن الحكومة بدأت تصرف أكثر من مواردها وبدأت تستلف من البنك المركزي «ومن الجمهور»!! عن طريق شهادات شهامة.. وتستلف استلافاً خارجياً كذلك فإذا رجعنا إلى ميزانية عام 2000م كانت الاستدانة في حدود «إثن?ن مليار دولار».. الآن وصلت إلى «أحد عشر مليار دولار» يعني صرف الحكومة وحدها تضاعف أكثر من خمس مرَّات !! ودا كلو صرف حكومي. هذا الصرف مع وجود إيرادات البترول بجانب الاستلاف من الجمهور.. ونذكر أن الحكومة عام 2006م رغم مواردها الكبيرة «وقتها» اضطرت وعملت زيادات في السكر والبنزين!! فكيف مع كل تلك الموارد الكبيرة تضطر الحكومة للموازنة عن طريق زيادات السكر والبنزين؟؟ إذن توجد مشكلة في الصرف الحكومي. وبالتالي لا بد أن يحدث إعادة توازن لإيقاف الصرف الحكومي».. السوداني بتاريخ 30/10/ 2011م .. والحال هذه نجد أن مساحة?المناورة تضيق بحيث يقف عندها «حمار الشيخ في العقبة.. فلا يقطع بالمشاركين أرضاً.. ولا يبقون له ظَهْراً.. فماذا لو توكَّل المؤتمر الوطني. على الحي الدائم.. وأعلن عن تشكيل حكومة خبراء .. بالتضامن مع من معه من الأحزاب أو بالأنفراد.. لتعبر بنا هذه المرحلة الحرجة وتدير موارد البلاد بالحسني .. وتنفِّذ البرامج المجازة.. وتعد للانتخابات القادمة.. وتتعهد بعدم ترشيح أيٍ من أعضائها في تلك الانتخابات التي ستشرف عليها لتضمن حيدتها ونزاهتها.. وتنكفئ جميع الأحزاب بما فيها المؤتمر الوطني للداخل تعبئ جماهيرها وتعلن برامجها ?تسمِّي مرشحيها وتمشي للانتخابات القادمة «كما يمشي الوجي الوَّحِلُ» وتقول الجماهير كلمتها فتأتي بمن تأتِ به ليتسلَّم زمام الأمور.. ونكون قد حققنا مبدأ التداول السلمي للسلطه.. وأحِلْنَا «الأكلشيه» الذي يردده البعض كالببغاوات «كيف يُحكَمْ السودان؟ لا مَنْ يَحْكُم السودان!!».. ومنهم من يلمِزُك في «الصدقات» فإذا أعطوا منها رضوا.. فالمناصب الوزارية ليست صدقة على أية حال. ولَّا شنو؟ * وما أورده الأستاذ محمد لطيف على لسان السيد الرئيس .. غضَّ النظر عن إنه يمتهن الصحافة أم السياسة أم العقوبتين معاً.. ولا عن الكيفية التي استنطق بها السيد الرئيس.. فما يتاح للأستاذ لطيف من فرص للقاء السيد الرئيس تفرضه «المصاهرة» فما عليه إلا أن يقود سيارته لتوصيل السيدة حرمه «لعمتها الحاجَّه» فيلتقي بالرئيس فيتوَنَّس معه ثمَّ يحيل الونسة إلى تصريحات رئاسية ويطلع بها مانشيت.. مثلَّما بمقدوره الإلتقاء بالسيد وزير الدفاع «الذي يستلطف لطيف». وقت ما يريد ويظفر بما يتمنَّاه أي صحفي لكن ما يلفت النظر إن «تصريح?ت» السيد الرئيس لمحمد لطيف أغاظت الاتحادي الأصل بأكثر من العبارات ذات السهام الحادة التي أطلقها السيد الرئيس من على منصبه المؤتمر الوطني لولاية الخرطوم فأصاب بها كبد الحزبين الكبيرين وطالبهما بتطبيق الديمقراطية داخلهما.. وقال فاقد الشيء لا يعطيه. فكانت طعنة نجلاء تجاوزها الحزب الاتحادي ليصب جام غضبه بعد ذلك على تصريح لطيف فاعتبره غير لائق وتدخلاً في شؤون الحزب!! «هِي الدَبَرَه فوق الجواد يجيبوا الحمار يكووه؟» وهذا هو المفروض