٭ لم أجد ما هو أجدر بالكتابة في هذه الأيام المفترجات غير مدح المصطفى عليه الصلاة والسلام ليخرجنا من كدر السياسة وأسواقها التي لا يُجلب فيها إلا الخبال والخيال.. وتنسج فيها الشراك والحبائل حتى ليقع الأخ على أخيه حيث لا منتصر فكلاهما خاسر.. وهذه مناسبة جليلة لطلب العفو والصفح لكل من أصابه رذاذ قلمنا الذي نتجنَّب الحدة التي فيه والرَّهق الذي يعتريه فيتجاوز المسموح كسيف خالد بن الوليد يوم الفتح.. أسأل الله العافية والسلامة لكل صديق أو خصم، فالخصومة السياسية اختلاف رأي الذي لا يفسد للود قضية.. وقد اخترت من بين ?لمدَّاح الشيخ محمد حياتي بن الحاج حمد بن محمد العربي المولود في أم ضواً بان عام 1871م المتوفي عام 1943م وهو من أصحاب المعاني السامية والألفاظ الجزلة في شعره المشهور في مدح المصطفى (صلى الله عليه وسلم) وكان الأغزر انتاجاً من بين معاصريه من الشعراء في ضروب المديح بإيقاعاته المختلفة فأكثر من إيقاع الهمباتي.. والمَخَبُوت.. والحربي.. والدقلاشي.. والمربع.. وقد اخترت للقارئ الكريم قصيدته آلاف الصلا لي أب قدراً جليلُ، وهي من إيقاع الهمباتي وقد سجلها للاذاعة الشيخ علي الشاعر مع الشيخ الأمين أحمد القرشي رحمه الله رح?ة واسعة. يقول الشيخ حياتي: آلاف الصلا لي أب قدراً جليل تاج الأصفيا الفاق الخليل يا سامع الندا سُوحى اندِى المحيك أجلى بصيرتي قلبي إليك حِيلُ أمنحني الرضا من قبل الرحيلُ والعظم الوَهَنْ شد في الطاعة حيلو خُذ من عادى لي بالأخذ الوبيلُ في السر والعلن انتَ تكُ قبيلُ والنهج القويم حال أسلك سبيلُ وألبس من تُقاك حللاً لَسْ تبيلُ(1) في عين الكمال سو زمالي طُراً يبقوا جواهراً أو ياقوت ودُرَّاً لا يمجَّوُا قط جهراً ولا سراً يسقوا أهل الغرام دَنَّاً ليس مُراً من دندن مدايحو العذبة وحليَّه يا لها من جناس من عيب خليَّه خامرت القلوب بالآيات مليَّه فوق من أسّْرى شاف الذات العليَّه ذو الوصف الجميل المابيحيطبوا واصف جلَّ عن الشبيه أين المتلو ناصف من جودو الرياح كلَّت والعواصف باع المرسلين من طول شبرو قاصف معلوم كل شيء في عليا انتهاهو الرَوُف الرحيم الفايق بهاهو كالشمس البدر يخجل من زهاهو لم لا والكليم رام ليمو اشتهاهو روح الكائنات إنسان عين وجودا طِهرت بو الأرض أغوارا ونجودا تخضع لو الحجار والأشجار سجودا كالشاكي الغزالة بالنبي صار نجودا ذو الخُلقُ العظيم قايد الخير زُمامُو ينظر من وَرا كالواقف أمامو والعنكب حَمَا باض فوقو الحمامُ إن بسم الرسول فاق حَب الغمامُ أخبر بالنجاشي وبي كتاب جراده والعير والشمس رجعت حين أرادَ والأيكه الأياكي والبُدَن اضطرادا أشبع وأروى قومو البلغت مرادا إحياء الشُّهُبْ واليابس تَهَوُتَنْ والبير والثدى والسما غيثو هتَّن(2) والأعمى الكسير كَمْ كَمْ مثلو ميتاً والعضو والجذع صاح بي أعلا صوتاً إلفْ النافرات والشُّم قُل سعيها والعِجف العِجاف والرَّاى رأيها ميسرا سيدتو ما أعجب دَعِيها آيات الكتاب تكفي لمن يعيها أصحابو الأسود صدِّيق والغضنفر ذو النورين على يابَرْ ذنبي يُغفر بي جَاهُم كمان أُحظى بحظٍ أوفر وأرقى مارقى جعفر وابن جعفر الليله البريق شنَّ عليَّا غارتو بالسَّبى والسِّجن حاكمه علَىْ إدارتو من بعد العمر ما إنفضت بكارتو أسعد يا كريم النبَّي بي زيارتو آلاف الصلاه الفاخره البرمكيه مني حياتي جات لي أب ريحاً زكيه تُنجى المسلمين تبقى لَيْ تكيه ترفع شاني في الرتب المالكيه وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم (1) لَسْ تبيل: ليس تبلى (2) تهوتن: هتن المطر وهذا هو المفروض