بعد توقف دام تسعة أيام حسوما عاود دولاب العمل بالقطاع العام أمس نشاطه بعد أن قضى العاملون إجازة عيد الأضحى المبارك التي لا تتجاوز 5 أيام عادة بما فيها يوم عرفة إلا أنه ولأسباب يراها بعض المختصين موضوعية مقارنة بطبيعة الشعب السوداني فيما يذهب آخرون إلى تعداد سلبيات تعطل دولاب العمل بالدولة لأكثر من أسبوع مما يرمي بظلال كثيفة على الاقتصاد الكلي بالبلاد لاسيما في جانب تناقص الإيرادات وتراجع عجلة الإنتاج فيما تباينت آراؤهم حول عطلة يوم السبت ودعوا لمراجعتها وتقييم مردودها على الاقتصاد الكلي بجانب ضرورة إعادة ا?نظر في الخدمة المدنية والعمل على تخليصها مما علق بها من موبقات أقعدتها عن دورها الطليعي . يقول الخبير الدولي الدكتور التجاني الطيب إن مجموع الإجازات بالسودان يصل 130 يوم في السنة أي ما يعادل ثلث أيام العام في وقت لا يتجاوز عدد أيام الإجازة بالاقتصادات المتقدمة والصاعدة 105 ايام في السنة مما يعني أن السودان يتخلف عن سائر دول العالم بشهر كامل الأمر الذي يرمي بتبعات سالبة مباشرة على الإنتاج ومعدل نمو الاقتصاد الكلي وأعرب التجاني عن اندهاشه لاستمراء الحكومة والشعب على حد سواء للإجازات والعطل بالرغم مما يحيط بالبلاد من محدقات اقتصادية جمة لاسيما في العام الحالي الذي تشير فيه الدلائل انخفاض معدل النم? الاقتصادي الأمر الذي يتطلب مزيدا من الجهد بغية مضاعفة الإنتاج لا الاستمرار في معدل الإجازات وكأن شيئا لم يكن وزاد أنه لو تم تخفيض عدد الإجازات في العام بواقع أسبوعين عن ما هو عليه الآن لساعد في ردم هوة الإيرادات وتحريك معدل النمو وختم بأن ثمة حاجة ماسة وملحة لإعادة النظر في معدل الإجازات على مدار العام مع العمل على زيادة معدل إنتاجية الفرد السوداني التي تعد الأدنى على مستوى العالم بالتراجع عن عطلة السبت لزيادة أيام العمل لتصبح ستة عسى أن يسهم ذلك في زيادة الإنتاج. وغير بعيد عن إفادة التجاني الطيب يقول الدكتور محمد الناير إن طول الإجازات وتعطل دولاب العمل بالبلاد مرجعه إلى طبيعة أهل السودان الاجتماعية وأمن على أثرها على عجلة الإنتاج والاقتصاد الكلي ودعا لتقليص سلبياتها باستمرار دولاب العمل في المؤسسات ذات الحساسية العالية المرتبطة بتسيير أمور العباد في بعض المرافق مثل الموانيء البحرية وترخيص العربات والجوازات حتى تسهم في انسياب حركة الاقتصاد بصورة طبيعية وزاد أن العطل الطويلة حتما لها اثر على إيرادات الدولة الكلية وزاد أن عطلة السبت أدت فوائدها بالقطاع العام باستثنا? الوحدات عاليه ودعا إلى حفز معدل إنتاج العامل السوداني الذي يوصفه بالمتدني مقارنة بالمعدل العالمي وطالب بزيادة جرعات التربية الوطنية والعمل بكفاءة وجودة والتخلص من أدران الخدمة المدنية والعمل على ضبطها ووضعها في مسارها الصحيح. أما الدكتور بجامعة الأحفاد السماني هنون فيقول إن السودان بطبيعة وضعه الحالي يحتاج لزيادة ساعات العمل لمضاعفة الإنتاج وأن كثرة وطول العطل والإجازات له آثار سالبة على معدل النمو والإنتاج لاسيما على القطاع التجاري بجانب شل حركة التعامل الخارجي وطالب بتقصير مدة الإجازات والعطل لأدنى مستوى مع إعادة النظر في عطلة السبت وإخضاعها لتقييم اقتصادي موضوعي للوقوف على مردودها الاقتصادي ودعا لأن تكون العطل الطويلة دافعا للانضباط في العمل والتخلي عن ثقافة التأخير التي ظلت ملازمة للشعب السوداني وختم بأن الخلل في معايير تقي?م وتقويم الشؤون الاقتصادية النظر إليها من زوايا اجتماعية أو سياسية أو أمنية وليس من منظور اقتصادي بحت.