قطع نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل علي محمود حسنين بعدم قدرة حزبه على اتخاذ قرار بالمشاركة فى الحكومة المرتقب اعلانها في غضون الساعات القادمة، قائلا ان زعيم الحزب محمد عثمان الميرغني يدرك طبيعة المخاطر التى تحيط بدخوله السلطة، بينما عبرت مركزية الاتحادي بالخرطوم عن ثقتها في رفض الميرغني للمشاركة، واتهمت المؤتمر الوطني بمحاولة تلويث تاريخ الحزب. ويحسم الاتحادي الأصل بعد غد الاحد امر مشاركته في الحكومة خلال اجتماع لهيئة القيادة بينما بدأت التيارات المؤيدة والرافضة للمشاركة داخل الحزب في الحشد والاستقطاب كل لصالح موقفها. واكد القيادي في الاتحادي حسن ابوسبيب ان حزبه لن يشارك في الحكومة الجديدة وتساءل في تصريح ل»الصحافة» عن ما يمكن ان يقدمه الحزب للشعب السوداني من المشاركة وقطع ان الحزب سيستجيب لقواعده الرافضة للمشاركة. وابلغت مصادر موثوقه «الصحافة « ان ان المجموعة الرافضة للمشاركة في الاتحادي اجهضت محاولات مؤيدي دخول الحكومة وقالت ان الميرغني يحاول تبرير المشاركة بضغوطات قال ان قطر والسعودية تمارسها عليه للدخول في الحكومة الجديدة. واستغرب حسنين، الذى يرأس تنظيم الجبهة العريضة، تدخل الرئيس عمر البشير السافر فى الشأن الاتحادي، وطلبه من الميرغني فصل نائبه كشرط لدخول الحكومة. واكد حسنين في مقابلة مع «سودان تربيون» بمصر ان الميرغني ابلغه فى لقاء سابق جمعهما بالقاهرة اواخر يوليو الماضي بعدم نيته المشاركة فى الحكومة مهما كان العرض ، واضاف «لا احسب ان رئيس الحزب سيتخلى عن هذا الالتزام ، فبجانب انه رئيس للحزب فهو مرشد لطريقة صوفية كبيرة الختمية والتي اذا قالت فعلت». وقال نائب رئيس الاتحادي، ان دستور حزبه الذي اقر في مؤتمر المرجعيات 2004 يمنع التحالف والتشارك مع اي نظام شمولى، وشدد على ان الاستمرار فى الاحتفاظ بعضوية الحزب متوقف على مقاتلة «الانقاذ». واشار حسنين الى ان جماهير الاتحادي تقف في طليعة المطالبين باسقاط النظام، واضاف انه لايعتقد بان أى قائد سوداني سيضع حزبه او نفسه في ما يشبه الانتحار ويؤدي في النهاية الى قبر الحزب وتصفيته، مبديا ثقته في ان الحكومة «تلفظ انفاسها الاخيرة» ، وقال انها مهددة بالسقوط فى أي لحظة وباسرع مما يتصور الجميع. واتهم حسنين، شخصيات فى حزبه بالعمل لحساب المؤتمر الوطني، وتابع «هؤلاء تعاملوا مع الوطني في مسعى يائس وبائس للقضاء على الاتحادي وقيادته» ،معلنا تبرؤ جماهير الاتحادي من تلك الشخوص، مؤكدا انها ستلقى حسابا عسيرا في يوم قريب. وفي الخرطوم، قالت مركزية الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل بالعاصمة، ان اجتماعات متواصلة للمركزية اقرت بان مشاركة الحزب في السلطة ستتعارض مع اهداف الاتحادي وجماهيره. واكدت المركزية في بيان ممهور بتوقيع عبدالقادر البرعي مسؤول الاعلام، ان قواعد الاتحادي ترفض اي تفكير او حوار مع النظام الذي كان له الدور الاساسي في تجزئة السودان وفصل الجنوب واشعال فتيل الفتنة والحرب في كردفان ودارفور وغيرهما ما اثر على الاقتصاد وقوت المواطن. واتهمت المؤتمر الوطني بالسعي الى مخرج يتحصن به والى تلويث تاريخ الاحزاب الوطنية، وهى مسألة تقف ضدها كل جماهير الحزب فى الولايات والمناطق، حيث اقرت لجانه رفض أى مشاركة مع المؤتمر الوطني مهما كان حجمها. وقال البيان، ان مركزية الخرطوم على ثقة بان رئيس الحزب محمد عثمان الميرغني سينحاز الى جماهير الحزب والقوى الوطنية. وناشد المكتب القيادي ليرتفع لمستوى الاحداث ويساند مخرجات الخطاب التاريخي الذي قدمه الميرغني في عيد الاضحى امام مسجد السيد علي.