«برلمان المؤتمر الوطني « بذلك تصف المعارضة المجلس الوطني ويجد ذلك الوصف تهكما من قبل قادة المؤتمر الوطني الممسكين بقيادة البرلمان نفسه فكثيرا ماحاول نائبا رئيس البرلمان هجو قسم السيد وسامية أحمد محمد حث النواب على عدم التساهل مع الحكومة والقيام بدورهم الرقابي بكل قوة والقيام بدور المعارضة الرشيدة التي تتحسس مواطن الخلل وتطالب بتغييره، حتى ان نائب رئيس البرلمان هجو قسم السيد قد ذهب اكثر من ذلك في احدى الجلسات البرلمانية التي كان يرأسها بان منع احدى النواب من الخروج من الجلسة المنعقدة لاسيما وان مبرراته للخر?ج كانت بغرض المشاركة في المؤتمر الثقافي لحزب المؤتمر الوطني، وزجر هجو العضوة التي طالبت الاستئذان بالخروج بكل ثقه، وخاطبها قائلا «مؤتمرات المؤتمر الوطني ليست اهم من جلسات البرلمان « ،الا ان ذات الرجل اعلن في نهاية جلسة البرلمان اول امس عن رفع جلسة امس الاربعاء لتمكين النواب من المشاركة في المؤتمر التنشيطي للمؤتمر الوطني، ووجدت الخطوة استهجان عدد من النواب خاصة المنتسبين لاحزاب غير الحزب الحاكم كما وجدت ارتياحا ودفاعا مستميتا من اعضاء الوطني . ويرفض رئيس كتلة المؤتمر الشعبي اسماعيل حسين فضل ،الخطوة بشدة ،ويشير الي انها اكدت ان الحزب الحاكم يدير البلاد كأنها دولة للمؤتمر الوطني وليس دولة السودان ،ويقول ل»الصحافة « ليس من الاوفق ان يعطل البرلمان بسبب مؤتمر خاص بحزب خاصة انه يوصف بالبرلمان المنتخب، واوضح «كان الاوفق ان يعقد البرلمان جلساته بالصورة الراتبة وفي حال عدم اكتمال النصاب ترفع ولكن الغاء الجلسة نفسها بهذه الصورة تجعل البرلمان وكأنه اداة من ادوات المؤتمر الوطني « ، واضاف «هذا شئ مؤسف» .واعتبر الخطوة تقدح في استقلالية البرلمان لانه احد الا?مدة الثلاثة الرئيسية لجهاز الدولة «التشريعي والتنفيذي والقضائي « ، وقال يفترض ان يتمتع البرلمان بدرجة عالية من الاستقلالية ، وانتقد بشدة تجاهل النواب من الاحزاب الاخرى ومشاورتهم في قرار رفع الجلسة الي جانب عرض الامر للتصويت، واضاف «عموما لاداعي للاندهاش فهذه طبيعة النظم الشمولية التي تفرغ المؤسسات من وظائفها ومن رسالتها التي يفترض ان تؤديها باستقلالية كاملة، لكن النائب البرلماني عن المؤتمر الوطني ابراهيم العزاز دافع عن الخطوة بشدة باعتبارها ضرورية لتفادي مشكلة النصاب، وقال ان الاغلبية في البرلمان للمؤتم? الوطني ومعظمهم سيكون في المؤتمر التنشيطي مما سيخل بالنصاب ولتفادى ذلك رفعت الجلسة، واضاف «وأصلا لم يوضع لها جدول اعمال « ، نافيا تماما ان يقدح ذلك في استقلالية المجلس. ويقول المحلل السياسي والاكاديمي والكاتب الصحفي بروفسير الطيب زين العابدين ان الخطوة نتاج طبيعي لاستمرار سيطرة الانظمة الشمولية على نظام الحكم في البلاد برغم مظاهر التعددية والحريات التي جاءت بعد اتفاقية نيفاشا ، واضاف «مازل الحكم فيه النكهة الشمولية « ، وقال ماقبل الانفصال كان الوطني يعمد لعقد النشاطات الحزبية الخاصة به في المساء دون ان يجنح لتعطيل عمل الدولة، واضاف لكن الان خلاص الحركة الشعبية طلعت واصبح لديه 95% من العضوية في البرلمان بجانب معظم مقاعد مجلس الوزراء اللهم الا اثنين او ثلاثة مقاعد بالتا?ي مافي جهة تحاسبه ، واعتبر عقد النشاط الحزبي للحزب الحاكم اثناء ساعات العمل يمثل ضررا حقيقيا وتعطيلا لمصالح المواطنين لاسيما وان الماسكين بمفاصل الخدمة المدنية والمؤسسات الاقتصادية من المؤتمر الوطني، ويسترجع النائب البرلماني السابق ورئيس هيئة تحالف المعارضة فاروق ابوعيسى خطوة مماثلة سبق وان نفذت ابان البرلمان الانتقالي الذي شارك فيه التجمع ، ويقول ان كتلة التجمع سبق واعترضت بشدة بخطوة مماثلة عندما رفعت جلسات البرلمان لنشاط خاص بحزب المؤتمر الوطني باعتبار ان ذلك يجعل من البرلمان مؤسسة تابعة للحزب الحاكم. وا?ضح ومفروض يكون برلمانا مستقلا تحقيقا لمبدأ فصل السلطات كما ان البرلمان من مهامه مراقبة السلطة التنفيذية واحزابها . واكد ان الخطوة التي تمت امس تحول المؤسسة التشريعية لمؤسسة تابعة للوطني، واضاف «كما ان الخطوة خلط للامور واستهانة بالبرلمان الذي جاء بالتزييف والتزوير « ، وشدد وهذا تأكيد ان البرلمان هو تابع للحزب وليس للوطن .وبالعودة لتسلسل خطوة اعلان رفع جلسة اليوم نجد ان رئيس البرلمان أحمد ابراهيم الطاهر مهد الاسبوع الماضي لرفع جلسة امس ، اذ نوه الطاهر خلال جلسات الاسبوع الماضي بان جلسة امس خوفا من عدم اكتم?ل النصاب بسبب ان معظم النواب سيشاركون في المؤتمر التنشيطي للمؤتمر الوطني كما ان لجنة شئون المجلس التي من مهامها وضع جدول جلسات البرلمان لم تضع اصلا اي اجندة لجلسة الاربعاء رغم انها وضعت اجندة الجلسات للاسبوعين المقبلين .