الأستاذة الفاضلة إخلاص نمر.. أرجو نشر هذا المقال في عمودك المقروء «نمريات» ماذا يحدث في جامعة الامام المهدي؟ سؤال طرح في الساحة علي مستوى ولاية النيل الأبيض، فالمدير الجديد ظهر في أول مؤتمر صحفي له بمظهر الرجل الحاضر، ووصف قرار اغلاق الجامعة بانه «قرار فاشل» او هكذا يمكن ان يفهم من سياق حديثه، كما انتقد بروف بشير محمد أسلوب « المدرسة الحديدية» التي انتهجها المدير الاسبق، ولكن، وبعيد مضي اقل من شهرين من حديث المدير، اتهم بانتهاج اسلوب المدرسة الحديدية على طريقته الخاصة، فانفجر الصراع الذي اطاح الادارة السابقة من جديد، فالمدير اصدر جملة قرارات في وقت قياسي، ووفقا للمستندات التي تحص?نا عليها فإن المدير دخل في صراع مع النقابة انتهى بتشكيل لجنة للتحقيق مع رئيس النقابة بموجب القرار رقم «111» لعام 2011م، وكان رئيس النقابة قد طالب في الخطاب المعنون للمدير بالنمرة: ج أ م/ ه ف ع/ص 40/ بصرف مستحقات البديل النقدي وتذاكر السفر للعاملين بالجامعة، وكان المدير قد اصدر قرارا في 4 اغسطس بتكوين لجنة للتحقيق مع 13 من العاملين بينهم اعضاء في المؤتمر الوطني، كما أن المدير قام بحل لجنة المشتريات والغاء مخصصات هيئة التدريس ومنح جميع العاملين حافزاً اطلق عليه الساخرون «مال المدير» دون مراعاة فوارق الوضع ا?وظيفي، ومن ثم شرع المدير في البحث في ملفات الأساتذة مشككاً في مؤهلات بعض هيئة التدريس دون ان يلقي بالا للانعكاسات السالبة لاي قرار يصدر بعد عملية التنقيب في الملفات، وباعتراف المدير في حوار سابق اجريته معه سابقا بأن العلاقة بين الجامعة ومجتمع مدينة كوستي والولاية عموما ضعيفة وهشة، واي تشكيك في هيئة التدريس من داخل حرم الجامعة، بغض النظر عن صحة بعض القرارات اللاحقة التي اتخذها المدير، فإن المجتمع ذا العلاقة الفاترة مع الجامعة سيصطدم بما يمكن ان تتمخض عنه حملة التشكيك التي ابتدعها المدير في سابقة ربما تكون ا?اولى على مستوى التعليم العالي، وحتى ان اتفقنا مع المدير في ما اتخذه من قرارات نحسب انها صحيحة، لكننا نعيب عليه أنه لم يجب قط عن الغرض من حملة التشكيك تلك، وهل كان المقصود منها اصلاح الحال أم تصفية حسابات شخصية مع بعض خصومه؟ وفي خطابه بالنمرة: ج ا م/ م.م/ ق بتاريخ 12/9/2011م اصدر مدير الجامعة القرار الاداري رقم «89»، وقضي القرار بتجفيف استراحة الأساتذة بكلية الشريعة والقانون في موعد اقصاه 30/9، واكد بروف بشير محمد في سياق قراره ان الغرض من اخلاء الاستراحة صيانتها للاستفادة منها في اعداد مكاتب لبعض اقسام كلي? الشريعة والقانون، اضافة الى معمل للحاسوب بالكلية، ولكن هل شمل القرار الاستراحتين في كوستي؟ ولماذا تمت تصفية واخلاء استراحة الجزيرة ابا بالذات؟ في اجتماع عقد أخيراً في الخرطوم حسب مصدر وبالتحديد في امانة العاملين بامانة المؤتمر الوطني، دار نقاش ساخن حول تجدد الصراع في الجامعة من جديد، سيما بعد أن اتهم منسوبو الوطني بالجامعة المدير بأنه يسلك طريقاً سيؤدي لهلاك الجميع ويقضي على سمعة الجامعة المهزوزة اصلا وسط المجتمع المحيط، وطوال السنوات الماضية ظلت الجامعة تعاني جملة مشكلات، وقد وضعت بعض الملفات بهذا ?لخصوص على مكتب المدير، ويعد ملف الفوضى والتلاعب في نتائج وتحصيل الرسوم في كلية الدراسات العليا واحداً من اخطر الملفات، بالاضافة لملف حادثة التزوير التي ضبطت في شهادات الميلاد لأحد العمداء، فهل تم التحقيق في هذه الملفات؟ إن التطورات السريعة والخطيرة للصراع تعني أن المدير لن يتراجع عن قراراته، وان فعل فإنه بذلك سيضع هيبة القرار الاداري في مهب الريح وكذلك مستقبل الجامعة، وستكون الأمور أسوأ مما كانت عليه سابقاً. وبغض النظر عن الاستقرار الدراسي الحالي الذي يحسب لصالح المدير، الا اننا نخشى ان يكون مجرد هدوء تعود?الأوضاع بعده للانفجار الكبير في ظل تربص كل طرف بالآخر وانتهاز الفرصة المناسبة للقضاء عليه. راشد أوشي