لا بد أن أشير إبتداءً إلى أن تناول العاملين في الشؤون العامة (كالصحافيين وغيرهم) لما يدور في الجامعات من مشاكل بصورة غير دقيقة تجعل الكاتب يتهم بالبعد عن أمانة المهنة أو بأنه يحمل أجندة خاصة يعوق وظيفة الجامعة الأكاديمية ، وربما يتسبب ذلك في زرع فتنة تنسف إستقرار الجامعة وتزعزع أمنها بل أمن الولاية، ويضر بالمصلحة العامة . يجب أن يتداول منسوبو الجامعة مشاكلها ويسعوا إلى حلها في إطار محيطهم الداخلي بعيداً عن أصحاب الهوى والغرض . وإذا عجزوا عن ذلك فعلى دنياهم السلام، إذ يعول المجتمع على الأستاذ الجامعي في ?قديم الحلول له في ما استعصى من أموره، ونعتقد أنه مؤهل لذلك بما يملكه من قدرات علمية وخبرات مهنية سبق له أن درسها ويدرسها لطلابه، أساسها الموضوعية والحياد في تناول أطراف المشكل إن كانت له أو عليه. والتعصب من دواعي الجهل والغرور ولا يليق بعالم أو على الأقل بأستاذ جامعي. إذا ظن أستاذ جامعي غير ذلك فليبحث له عن مقعد في غير الجامعة . ومن هنا أرجو من الأخ راشد أوشي وبقية الصحفيين الذين يكتبون عن الجامعات أو المؤسسات العلمية بصورة عامة أن يشرفوا أقلامهم بالكف عن تناول ما يدور في جامعة الإمام المهدي تحديداً إن أخذ?ا المعلومات من مصادرها من مؤسسات الجامعة ليتصفوا بالصدق والأمانة . سؤال مهم لابد للاخ أوشي أن يجيب عليه: ما الغرض من ما كتبه؟ وما هي النتيجة التي يريد التوصل إليها؟ هل شهد ما يدور في الجامعة من حراك إيجابي منذ تولي بروفسير / بشير محمد آدم إدارتها منذ 6 أشهر تقريباً وما يجري من تأهيل للبنيات التحتية في كل مجمعات الجامعة؟ وهل لمس بحسه الصحفي الرضا التام الذي تحظى به إدارة البروفسير/ بشير من قبل كل مكونات الجامعة؟ ألم يسمع بما يتناوله مجتمع الولاية من إيجابيات تحسب له؟ أما ما جاء في صلب الموضوع الملئ بالمعلومات المغلوطة فأصحح بأن المدير لم يصف قرار إغلاق الجامعة بأنه «قرار فاشل» وإنما ذكر في المؤتمر الصحفي المشار إليه بأن أفشل قرار تصدره مؤسسة أكاديمية هو إغلاقها، دون ذكر جامعة الإمام المهدي، لأنه أسهل الحلول ويتضرر منه الطلاب ويفهم من سياق عبارة الصحفي أوشي الفتنة بين المدير ومن سبقه. ذكر أخي أوشي بأن بروف بشير إنتقد أسلوب «المدرسة الحديدية» الذي انتهجه المدير الأسبق. والحقيقة بروف بشير لم ينتقد المدير الأسبق ولا السابق وإنما ذكر في المؤتمر الصحفي وفي كل لقاءاته مع منسوبي الجامعة بأنه سينتهج أسلوب المشاركة الجماعية ومؤسسية اتخاذ القرار ولن ينفرد برأيه ولن ينتهج أسلوب المدرسة الحديدية لأنه أكد في كل لقاءاته بأنه على قناعة بأن مشورة الجماعة تشكل له سنداً إذا اقتنعوا بما يطرحه عليهم ساندوه وتبنوا رأيه وإذا اختلفوا معه قدروا له إشراكهم بالرأي والمشورة. ذكر أوشي أن انفجار الصراع في الجامعة أطاح بمديرها السابق وهذا غير صحيح ويعلم الجميع بأن البروف عبدالرحيم «شفاه الله» لم تطح به الصراعات التي افتعلت ضده وإنما تم تغييره بانتهاء مدته القانونية بعد أن قضى دورتين كاملتين وزاد عليهما بستة أشهر. أين الدقة والموضوعية في نقل هذه المعلومة؟ يتحدث عزيزي أوشي بأن المدير أصدر قرارات «في وقت قياسي» من الذي يحدد توقيت إصدار القرارات؟ الموضوعية تستوجب الحكم على مؤسسية وصحة القرارات وليس توقيتها. أما ما قاله أوشي بأن مدير الجامعة «دخل في صراع مع النقابة إنتهى بتشكيل لجنة للتحقيق مع رئيس النقابة بسبب مطالبته بصرف مستحقات البديل النقدي وتذاكر السفر للعاملين بالجامعة». نصحح بأن المدير لم يدخل إطلاقاً في أي صراع مع النقابة كجسم شرعي ممثل للعاملين. أما التحقيق مع رئيس النقابة فسببه أن رئيسها أرسل خطاباً فردياً معنوناً للمدير يطالبه بصرف فرق البديل النقدي وتذاكر السفر ويرجوه الرد على الرغم من أن الخطاب لم تصدره النقابة عبر مؤسسيتها ، كما علمنا ، ولا علم لها به. قبل تسليم الخطاب المعنون لمدير الجامعة تم?نشره على لوحات الإعلانات ووزع على العاملين في الجامعة بل ربما خارجها. الإستيضاح والتحقيق مع رئيس النقابة كان محوره فقط نشر خطاب معنون لمدير الجامعة وتوزيعه على العاملين قبل رد المدير عليه. ويجد هذا التصرف الإستهجان من كل من له علم بالعمل النقابي. يفسر البعض أن قصد رئيس النقابة ليس المطالبة بحقوق العاملين وإنما الأثر الذي يمكن أن يحدثه خطابه من إثارة البلبلة والتذمر وسط العاملين وإحساسهم بالظلم والغبن تجاه المدير، وما قد يترتب على تلك الإثارة على الأداء العام للعاملين . والمعلوم نظماً أن رئيس النقابة ليس هو النقابة يتصرف بإسمها كما يريد وإنما أمره أن يرأس إجتماعاتها وينفذ مع ?لمقرر قراراتها في حيدة ونزاهة وبأمانة بما يخدم مصالح العاملين بالتعاون وليس التشاكس مع مدير الجامعة. * جامعة الإمام المهدي كلية الآداب