شهدت الخرطوم في الفترة القليلة الماضية ازمة مواصلات حادة خاصة في خطوط الكلاكلة ومناطق احياء جنوبالخرطوم، في وقت اتجه فيه سائقو الحافلات للعمل في الخطوط القريبة بدعوي عدم فائدة العمل بالخطوط التي تصل وسط الخرطوم بالمناطق الطرفية التي استهلكت سياراتهم. منطقة الكلاكلات نالت اعلى معدلات ازمة المواصلات بالعاصمة لسنوات، ولم تنجح كل المحاولات لحل الازمة، وكانت آخر تلك المحاولات مشروع بصات الولاية الدائرية التي ورغم حركتها المتواصلة طوال اليوم الا ان الازمة مازالت شاخصة، وظل مشهد سكان الكلاكلة وهم يمسحون عرقهم تحت الشمس اللافحة في الاستاد يتكرر كل يوم خاصة ساعة الذروة، عندما يستغل بعض السائقين أزمة المواصلات لتنفيذ اجندتهم وتحقيق اكبر عائد من «الفردة» الواحدة فبدلا من جنيه للفردة الخاصة بالهايس يتحول العائد الى الضعف برفع سعر التذكرة الى جنيهين، في ظل عدم ?جود الرقيب .. والعدد الآخر من السائقين يغلقون ابواب حافلاتهم ويجلسون لتناول الشاي والقهوة. «الصحافة» التقت بعدد من سكان الكلاكلة القابضين على الجمر في موقف الاستاد الذين طالبوا الصحيفة بعكس معاناتهم للمسؤولين.. مبارك عبد الباقي الذي وجدناه عابسا وهو يحاول اتقاء حرارة الشمس باحدي الصحف بعد تصفحها، قال انه ظل يعاني يوميا ذات تفاصيل المعاناة حتى يتمكن من العودة الى المنزل، مبيناً انه حاول الخروج في اوقات مغايرة عسى ولعل ينصلح الحال ويتمكن من الحصول على مقعد بكرامة بدلا من حالة الذل والهوان الذي يجده سكان الكلاكلة. وتساءل مبارك «لماذا نعاني نحن بالذات من ازمة المواصلات على الرغم من أن سكان المناطق ?لاخرى مواصلاتهم متوفرة ونادرا ما يجدون صعوبة؟» وجدان عثمان ضمت صوتها لمبارك، مشيرة الى انه بات من المستحيل الحصول على مقعد، وان الشباب يدخلون عبر النوافذ ويحجزون المقاعد بطريقة عجيبة، أما الفتيات فيعجزن عن منافستهم لهذا يقفن لساعات طويلة وغالبا ما تصل الواحدة منهن إلى المنزل بعد الثامنة مساءً، مبينة ان هذا السيناريو يتكرر يومياً. ومن جهته دافع معتز عبد الرحمن عن شريحة الشباب، موضحا أن المعاناة تشمل الجنسين، وانهم أيضا يقفون لساعات طويلة في انتظار المواصلات، الا انه عاد واستنكر سلوك بعض الشباب في التدافع عبر نوافذ الحافلات، واصفا السلوك بغير المتحضر. أما مازن ابراهيم الطالب الجامعي، فقد أوضح انه بات من الطبيعي تأزم المواصلات، وانه لا يستغرب هذا الوضع الذي وقف عليه طوال حقبة دراسته الجامعية التي استمرت خمس سنوات. ولا يبدي مازن اي تفاؤل بالغد. أما إبراهيم أبو القاسم فقد أشار إلى أن سائقي خط الكلاكلات يحتاجون إلى ضبط ومراقبة من قبل النقابة التي باتت غائبة عن المشهد واكتفت بجمع العوائد، مع أن دورها يقتضي المراقبة اثناء ساعات الذروة.