* كينيا دولة تقع شرقي أفريقيا تمر بها الدائرة الاستوائية وتقع بين خط العرض «5» شمال خط الاستواء و30 40» جنوب وتشرف حدودها الشرقية على المحيط الهندي وتجاورها يوغندا من الغرب وتنزانيا من الجنوب وأثيوبيا وجنوب السودان من الشمال والصومال من الشمال الشرقي.. وعاصمتها نيروبي والتي ما ان تطأ أقدامك ترابها حتى تسلمك الجهات التي يهمها امنك وسلامتك نشرة تحذيرية تقول باختصار «إنك الآن في «أخطر» مدينة في العالم حسب تصنيف الأممالمتحدة.. وعليك ان تقفل عليك غرفتك.. وان لا تتجول وحدك.. وان لا تشق ميدان الحرية عند حلول ا?ظلام وأن لا تخرج يدك خارج السيارة حتى لا يقطعها لص بسبب ساعة أو خاتم!!.. وان لا تقاوم اذا اعترضك شخص أو أكثر وطلب منك مافي جيبك» والعديد من مثل هذه التحذيرات التي توقع قلبك في بطنك.. ويساورك شعور بالرغبة في العودة من حيث أتيت.. ويصيبك الحنين بمرض الوطن وتتذكر السودان والخرطوم العاصمة التي «لا تعتر لك فيها قشة» ويتجول الأجانب ويتريضون ويتفسحون على كيفهم.. ثم.. ما أن يعودوا الى بلادهم حتى يطلقوا على بلادنا النعوت والالفاظ من قبيل.. القتل والسحل والاغتصاب والابادة الجماعية وجرائم الحرب!! ولما لم يكن بالامكا? توجيه الاتهام لكل أفراد الشعب السوداني، فقد اختاروا رئيسهم المنتخب ورمز وحدتهم وابنهم الذي من بطنهم وصلبهم «عمر حسن أحمد البشير» ليوجِّهوا له الاتهام بكل الجرائم والجرائر المذكورة آنفاً أمام محكمة لا تعترف بها إلا اوروبا الغربية ولا توجه الاتهامات منها الا الى الدول الافريقية.. والكبار بمنأى عن «سلطان المحكمة المفترض» وهي لا تنعقد لها سلطة حتى على الدول الأعضاء فيها في ظل وجود القضاء الوطني.. * ولكن القاضي الكيني نيكولاس أمبيجا وتحت ضغوط الفرع الكيني للجنة الدولية للحقوقيين الذي رفع دعوى على وزير الامن الداخلي الكيني والنائب العام الكيني لعدم استجابتهما لمذكرة المحكمة الجنائية واعتقال الرئيس البشير عندما شارك في مناسبة إقرار الدستور الكيني الجديد في أغسطس من العام الماضي أصدر أمبيجا قراراً باعتقال الرئيس البشير إذا ما وطئت أقدامه كينيا في المستقبل.. بالله شوف!! ولم تتأخر حكومتنا» أم قلباً حار» في الرد فطردت السفير الكيني المسكين.. مع أن وزير الخارجية الكيني موسس باكنبولا كان قد عقد مؤتمراً صحفي?ً برأ فيه حكومته من هذا القرار ووصف القاضي الذي أصدر القرار «بعدم الاطلاع.. اسم الدلع للجهل.. وأعقب ذلك تصريح نائب رئيس الوزراء الكيني مودفيدي الذي سار على نهج وزير خارجيته في عدم انصياع الحكومة الكينية لقرار هذا القاضي.. وحكمه غير نهائي.. ثم ان السيد فرح معَلِّم نائب رئيس البرلمان الكيني موجود هذه الايام في الخرطوم وله رأي معلن يعبر عن موقف البرلمان الكيني من هذه المحكمة الجنائية.. وقد إرتبطت بالذاكرة مشاهد الاستقبال والحفاوة والاكرام التي وجدها السيد الرئيس عند زيارته الاخيرة لكينيا رسميا وشعبيا.. وقد عر? العرب طريقهم الى كينيا منذ اكثر من ألفي عام لذا فان الجذور العربية والاسلامية أثرت على التكوينات السكانية حتى بعد الاحتلال البريطاني عقب الاتفاق مع ألمانيا لاقتسام شرق أفريقي عام 1888م حي اخذت ألمانيا الجزء الجنوبي «تنجانيقا» جزء من تنزانيا الحالية فيما احتلت بريطانيا كل الأراضي الكينية وجزءاً كبيراً من الصومال حتى أعلنت كينيا استقلالها في 12/12/ 1963م وهي تعتمد على الزراعة ولا تشكل الاراضي الزراعية فيها أكثر من خمس مساحة البلاد التي يتزايد سكانها بشكل مضطرد. ومعدلات متسارعة ما يجعل وسائل توفير الغذاء أكب? تحد تواجهه الحكومة الكينية. * وكينيا كانت بمنتجاتها المختلفة «الوسيلة المتاحة لزيادة الدخل من السياحة لضيق الأراضي الزراعية».. محضناً لمحادثات السلام الشامل الذي توّج باتفاقية نيفاشا بعدما مر بمشاكوس وناكوروا وغيرها.. ويعرف السودانيون اسم الجنرال سامبويا.. ووزير الخارجية «وقتذاك» مستر مسيوكا وبالضرورة هم يعرفون جومو كينياتا.. ودانيال أراب موي.. ومواي كيباكي رؤساء كينيا على التوالي منذ الاستقلال وحتى اليوم.. ولسنا في حاجة لمعاداتها فهي لا تخيفنا لنكفي شرًّها ولا أطماع لدينا فيها لنبتغي خيرها ولكنها مركز لكل استخبارات الدول الغربية بلا?استثناء وخاصة أمريكا بعد تفجير سفارتها في نيروبي.. وتعتمد كينيا كثيراً على ما ينفقه الأجانب داخل أراضيها تحت غطاء السياحة أو غيرها وكلنا يعرف كيف «باعت» الأجهزة الأمنية الكينية عبد الله أوجلان الزعيم الكردي المعروف القابع في سجن جزيرة مرمرة التركية بعد عملية اختطافه قرب مطار نيروبي ومن ثم ترحيله بطائرة خاصة.. * بكل تأكيد لم يعجبني قرار القاضي الكيني فقلت في نفسي.. «يا كينيا ياهو ده الفضل».. وبالمقابل لم يعجبني استعجال الحكومة في قرارها بإعلان السفير الكيني بالخرطوم شخصاً غير مرغوب فيه واستدعاء سفيرنا من نيروبي.. مع ان كل البوادر تشير الى عدم امتثال الحكومة الكينية لقرار القاضي الذي تسانده المنظمات اليهودية المسماة «دولية» وأتمنى أن تتراجع حكومتنا عن قرارها.. ويا دار ما دخلك شر.. وهذا هو المفروض..