بعض المهن وأنواع الصنعة حدث لها نوع من الإندثار بسبب تغير متطلبات واحتياجات الناس ،وكذلك بسبب موجة التطور فى الرغبات ،وفى ذات الوقت نجد أن هنالك مهنا ورغم المتغيرات الحياتية والتطلعية مازالت موجودة ولكن بطريقة أخرى، مثل مهنة نساجة العناقريب بالحبال المصنوعة من سعف النخيل والدوم وغيرهما من الأشجار،والتى تغيرت إلى نساجة السراير ذات «الملل» المخروطة والمزخرفة التي يستخدم فيها حبل العصب المصنوع من مواد بترولية . ومهنة النساجة يمارسها الكثير من المواطنين ،حيث تعلمها بعضهم بالوراثة ،فمنهم من تعلمها من والده ومنهم من تأثر بأحد أقربائه أو شخص من المحيطين به ،وهذه المهنة تعلمها البعض لإكتساب صنعة يسترزق منها تقيه شر الفقر، ونجد أن بعض من يعملون بالنساجة تعلموها عن رغبة ولايبدلونها بأى صنعة أخرى . «الصحافة» جلست مع عدد من النساجين بسوق الدويم وهم من أعمارمختلفة،وقدكانت البداية باكبرهم سنا الشيخ عبدالباقى وهو من سكان قرية الطاهرة جنوبالدويم وإمام لمسجدها،حيث قال انه ظل يعمل بهذه المهنة منذ سنوات ،وقال انه ظل يعول أسرته من دخلها طوال الفترةالماضية وأنها تدر عليه دخلا معقولا خاصة فى حالة تواصل الطلب ،وأضاف بأن أكثر فترة تزدهر فيها مهنته هى الفترة التى تسبق الأعياد ،حيث قال انها تشهد حركة نشطة وإقبالا كبيرا من المواطنين ،إلا أنه قال ان عملهم يكون أكثره داخل السوق بنسج السرايرالجديدة والتى يحضرها له? تجارالأثاثات وفق سعر معين،إلا أنه قال ان هناك فترات يتوقف فيها العمل وأن النساجين يعانون فيها كثيرا وهى الفترة ما بعد العيد . أسامة صديق وهو شاب فى الثلاثينيات من العمر، قال انه تعلم هذه المهنة من أحد أصدقائه وقال انه استطاع أن يتزوج منها مشيرا إلى أن مايجنيه منها يكفيه ،وأضاف بأنها وفى بعض أوقات العام تشهد حالة من الركود تضطره للتوجه للعمل فى مجال البناء . الطيب العمدة«رب أسرة» ذكر بأنه ظل فى هذه المهنة لسنوات عديدة ،وقال انها من ذوات الدخل الضعيف وأنه لابد لأى نساج من إيجاد عمل آخر بجانبها حتى يتمكن من إعالة أسرته، مشيرا إلى أن هنالك فترات يتوقف فيها العمل ،وأوضح أن بعض من امتهنوا النساجة هم من المضطرين وذلك لعدم وجود فرص عمل أفضل على حد قوله، وأضاف بأن عددا غير قليل من النساجين وبسبب ضعف العائد المادى هجروها وتوجهوا إلى مناطق الذهب ، وكشف عن وجود بعض الضغوط المتمثلة فى فرض بعض المشغلين لقيمة معينة لنسج السريرالواحد ،وأنها فى الغالب تكون ضعيفة، وقال انه وف? حالة تذمر أى عامل على الأجر يواجه بالطرد من العمل ،واضاف بأن عدم تكاتف النساجين جعلهم وباستمرار عرضة لإبتزاز بعض المخدمين، كما أن وجود عاملين من فئة الطلاب أضعف كثيرا من موقف النساجين المستديمين، وأكد أنهم يريدون أن يكون أجرهم معقولا وأنه يقدرون فى الكثير من الأحيان ظروف السوق وتذبذبه . مجتبى سرحان ذكر بأنه امتهن هذه المهنة منذ سنوات وقال انه يعمل بالسوق وأنه أحيانا يعمل بالمنازل ، وقال ان العمل بالمنازل أفضل مشيراإلى أن قيمة أتعابه تتضاعف ، وأضاف بأن هذه المهنة ورغم مايصاحبها من تعب إلا أنها تدر دخلا لا بأس به يعينه على مساعدة أسرته. أحد التجارالذين يعملون فى مجال الأثاثات قال أن هنالك علاقة حميمة بينهم والنساجين وأنه لايمكن أن يستغنى أحدهما عن الآخر،واضاف بأن قلة الأجر سببها ركود السوق فى معظم فترات العام ، وقال أنهم يحسون بمعاناة من يعملون معهم من النساجين ،وأنهم يقدمون لهم بعض المساعدات سواء فى الأفراح أو الأتراح. عدد من المهتمين والاقتصاديين وصفوا هذه المهنة بالمهنة الصامدة ،حيث ذكروا أنها ظلت موجودة فى السوق رغم ماحدث من متغيرات وضعف أجرها ، إلا أنهم حذروا من إندثارها بسبب عائدها الضعيف من ناحية، ومن ناحية أخرى لتوجه من يعملون بها إلى مهن أخرى تدر عليهم دخلا أفضل ،كما أبدوا تخوفهم من ظهور منتجات وصناعات قد توقفها بشكل كامل كما حدث لعدد من الصناعات المحلية بسبب دخول إنتاج من بعض دول آسيا ،وأن هذا تسبب فى خروج الكثيرمن المواطنين من دائرة الإنتاج واصبحوا عالة على المجتمع والاقتصاد.