*كلنا في جوف «الوحش»... الازمة الاقتصادية... السياسية الاقتصادية الاجتماعية... ولايغالط في ذلك إلا المنافقون أهل الاقلام المكرية... والضمائر الميتة... وأهل الحكومة القابضين على كل مفاتيح «السلطة والثروة»... وفي الضفة المقابلة فهناك احزاب المعارضة... وفي الهوامش«الاغلبية الصامتة»... «المواطنين العاديين»... وداخل هذه الخريطة الجديدة بعد انفصال «جنوبنا الحبيب» فإن «الكلام» كتير وخطير ومثير... وكل زول بي همو... وبطريقته... «وبمصلحته» الظاهرة والباطنة. لذا يصبح من «الضروري الضروري» جداً التعب والاجتهاد لمعرفة «?لحقيقة» في هذه «الزفة الهادرة» بطبولها واناشيدها وشعاراتها الرنانة. *نبدأ بامريكا وحكومة «الانقاذ»الوطني... وأمريكا من موقع القوة والهيمنة باعتبارها «القطب الاوحد» الذي يحرك كل الساحة الدولية ويفرض ارادته «بالفيتو» في مجلس الامن فان برنامجها بالنسبة للسودان قد حقق أهم أهدافه الاستراتيجية... بانفصال جنوب السودان... كمرحلة اولى... ونذكر من نسي أن المبعوث الامريكي في شهور ماقبل الاستفتاء قد تكررت زياراته الاسبوعية واجتماعاته بالبشير... بعد أن كان كل المبعوثين يرفضون لقائه بإعتباره مطلوباً من الجنائية!! وأندهش الكثيرون لتصريحات ذلك المندوب الذي أكد حصوله علي ضمانات «مكتوبة» و?وثقة في «ورقة» عاد بها الي رئيسه اوباما الذي ابدي سروره «بالورقة»... وفسر الناس ذلك بأن «الصفقة» قد تمت... وأن «الثمرة» قد نضجت... وكان الاستفتاء وكان الانفصال... «بيعة وشروة» في سوق «المساومات» بين أمريكا والانقاذ! *واليوم تواصل امريكا ما تبقى من «استراتيجيتها» في القرن الافريقي والتي يشكل السودان شماله وجنوبه «الجديد» مركز الثقل فيها لتحقيق «الأمن القومي الامريكي»... وأن الامر هو مزيد من «الترويض» للسودان «المتهاوي» تحت اثقال ازمته «القاتلة»... والآن يجري العمل «بالجزرة» والاغراءات... وأن امريكا «لا تريد أسقاط حكومة الانقاذ» «كذا؟!»... بل اصلاحها حتي لايصيبها ماأصاب حكام تونس ومصر وليبيا... الذين كانو عملاء اذلاء لامريكا بكافة الدلائل القاطعة بعد سقوطهم... «ياسلام علي انسانيه أمريكا!» *فهل هي شفقة بالسودان وشعب السودان من «عواصف» الربيع العربي؟ أم أن مصلحة «الأمن القومي الامريكي» تقتضي «المحافظة» على الاوضاع كما هي طالما أن نظام الانقاذ المتهاوي في «بيت الطاعة»... يتسول رضاء صندوق النقد الدولي مؤكداً المضي في تنفيذ «الروشته» واقتصاد السوق الرأسمالي وفتح كل الابواب «للاستثمار» كيفما كانت شروطه السياسية والاقتصادية «والاجتماعية»... ولم يزل «قطار» الخصخصة مندفعاً بقوة في قضبانه... ولم تزل حكومة الانقاذ تقول لشعب السودان المسكين بأن هذا هو «أكسير» الشفاء من امراض الازمة... من الفقر والجوع و?لمرض فليذهب مشروع الجزيرة ولتذهب السكة حديد.. بل ليذهب القطاع الخاص «الوطني» أحد أعمدة التنمية الاقتصادية والاجتماعية «المستدامة والمتوازنة» التي تركز الوحدة الوطنية ارضاً وشعباً باستثماراتها في الزراعة والصناعة على النطاق الوطني... بديلاً لاقتصاديات «المشروع الحضاري اياه» الذي سلم الاقتصاد الوطني «للفئات الطفيلية» ونشاطها التخريبي... واساساً دورها «كوكيلة» للشركات متعددة الجنسية التي تهتم «اساساً» بأرباحها في المضاربات التجارية.. أي «الاستهلاك» بديلاً للمنتج «الوطني»... والتنمية «الوطنية» المتوازنة المستد?مة... *والسؤال الجوهري هو هل يكتب الشفاء للاقتصاد الوطني بالمساومات والمقايضات بين أمريكا وحكومة الانقاذ «الوطني»؟