شهد مركز الشهيد الزبير امس ندوة مآلات ومسارات ثورات الربيع العربي التي اجتاحت دولا عربية مثل تونس ومصر وليبيا افضت الى ابعاد بن علي ومبارك والقذافي من سدة الرئاسة وتحدث عدد من المهتمين والمختصين بالشأن العربي وثوراته. وزير الدولة برئاسة الجمهورية الدكتور امين حسن عمر توقع بروز ثورات ذات طابع قطري تسود العالم العربي باسره وقال امين ان بعض الافراد سعوا لنقل نهج ثورات الربيع العربي الى بلدانهم لكنها لم تنجح رغم الاجتهاد وقال ان الاعلام عبارة عن ظاهرة بناء الانطباعات تجاه معلومات سطحية نافيا ان يكون هذا الحديث شتيمة مضيفا ان الاعلام يعطيك لغة ليست بالضرورة صحيحة من حيث المفهومية اللغوية لافتا الي ان تسمية الثورة بالربيع العربي بهذا الاسم رغم ان الثورة لم تبدأ في الربيع وانما في الشتاء لان العرب ارادو بذلك قطع الطريق?امام الاروبيين حتى لا يتسنى لهم الفرصة لسرقة نسبة اسم ثورة الربيع العربي لانفسهم واعتبر جل هذه الالفاظ والمسميات التي طرأت متزامنة مع قيام الثورات في الاساس الفاظ اعلامية ووصف عمر بعض المصطلحات الجيواسترتيجية والجغرافية بأنها غربية المصلطح موضحا ان الغرب يفعل ذلك لتمرير اجندة وخدمة اغراض تخصهم وقال ان القراءة الفكرية للثورة لا تجعلها ظاهرة فكرية صريحة مستدركا انها يمكن ان تكون في بدايتها حدث نتج عن ظاهرة فكرية معتبرا قيام الثورات ظاهرة تقوم نتيجة لظلم وحكم قابض وتراكم الاحتباس بعدم القدرة الى التعبير وا?ان ان العناصر المحورية للثورة ممثلة في كسر هيبة الدولة وكسر حاجز الخوف من الناحية النفسية وقال عمر ان الثورة لم تكن عملية تغيير بالاطلاق مضيفا انها جزء من عملية التغيير وجزم بعدم نجاة الانظمة المحافظة من هبباي الثورات مشيرا الى ما حدث لشاه ايران رغم محافظة نظامه الا ان الثورات فعلت به افعالا لا توصف وقال ان الذي يقوم بالثورة لا يؤطرها وانما الشعوب هي التي تقوم بها وقال انه رغم ذلك لم يتحقق كل ما تصبو اليه الشعوب، وشدد عمر على ضرورة تقارب بين النخبة والشعب وقال ان شرعية النخبة تأتي من سياق التراضي بين ?لطرفين داعيا النخب الى عدم التعامل مع الشعب بروح التعالي قائلا نحن كلنا سواء كنا اسلاميين ام يساريين نتعامل بنوع من التعالي مع الشعب ووصف عمر العلماء والنخب الذي يزعمون انهم يمتازون بالمعرفة والعلم بالحكمة اكثر من الشعب بانهم الاعمق استبدادا في الرأي داعيا النخب الجديدة الى مراجعة نظرياتها وافكارها وقال ان النظرة الى الدين من الجانب النظري بمكانها ان تفضي الى الفشل لجهة ان الله لا يحتاج الى الدين وان الذي يحتاج اليه هو الانسان. سونامي سياسي استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة البروفيسور حمدي عبدالرحمن وصف ما حدث في شمال افريقيا بمثابة سونامي سياسي مباغت لكل المتابعين ومراكز الدراسات والمختصين في الشأن العربي معتبرا حدوث الثورات تطورات فارقة بغض النظر عن التوصيف. وقال عبدالرحمن ان احدا لم يتوقع أن يقبع الرئيس حسن مبارك في السجن في يوما ما وقال اننا بين يدي ثورات مختلفة الاركان متسائلا هل هي مجموعة ثورات لها ما يعقبها لافتا الى ان هذا السؤال يقودنا الى نظرية الثورة التي تقول ان الثورة عبارة عن مقدمات تنتجها التراكمات الفعلية للحكام مضيفا ا? الاحزاب يمكن ان تشعل ثورات وقال ان الفوضى في المصطلحات افضت الى تفعيل ثورات غير مكتملة الاركان وقال ان النخبة المصرية في بعض الحركات المصرية مثل حركة كفاية وغيرها تحولوا بطريقة مباغتة بالتزامن مع قيام الثورة المصرية الى ثورة جماهيرية شعبية رغم وجود مقدمات الثورة في مصر منذ الازل وقال ان الذين قاموا بالثورة في مصر لم يستلموا السلطة موضحا ان السلطة في مصر استلمها الجيش واشار الى ان قيام الثورات في الاقطار العربية اعاد الى المواطن العربي اعتباره وتقديره من حيث الكرامة الانسانية لافتا الى عبور ثورات الربيع?العربي التي قام بها الشباب تخطت دائرة القطر الجغرافي العربي وامتدت الى الاطار الغربي حتي وصل شارع ( وول استريت ) واشار الى ان الانظمة البائدة في تونس ومصر غالت في الاستبداد وممارسة الحكم العائلي ما قاد الى قيام الثورة في المنطقتين (بعد بلوغ الفساد حد الركب) بحسب تعبيره وقال عبد الرحمن ان ثورة 25 يناير اطاحت بآخر فراعنة هذا العصر لافتا الى ان النظام المصري البائد كان يلعب ويمارس دور الفراعنة بكثرة بتمجيد وتقديس رأس الدولة، وقال ان الشباب الذين قاموا بالثورات في مصر وتونس شباب ينتمون الى الطبقات الوسطى و يم?ازون ببراعة جيدة في فنون الاتصال وانهم ينشدون التغيير في بلادهم وقال ان ثورتي تونس مصر افضتا الى نزع فتيل الخوف والفزع من الحكام الجبارين وقال ان الثورات اسفرت عن اصلاح العلاقة بين المؤسسة العسكرية والمدنية رغم قبضة الجيش وهيمنته على السلطة في الفترات المنصرمة ورهن نجاح الثورات بإعادة الحياة الجيواستراتيجية في دول الجوار لمنع التدخلات الخارجية في شؤون هذه البلدان لافتا الى ما حدث في ليبيا من قبل القوى الغربية وتوقع عبد الرحمن بروز سيناريوهات في مسارات الثورات العربية تتضمن اصلاحا جزئيا بين القوى السياسية ?امكانية التحول الديمقراطي رغم صعوبته وتعقيده. مفاجأة العالم الاسلامي الدكتور حسن حاج علي قال ان ما حدث كان بمثابة احداث مفاجئة للعالم الاسلامي والغربي مشيرا الى وصف الدول الغربية لدول العربية بالقوية وقال ان الدول الغربية علمت اخيرا ان الحكام العرب كانوا بارعين في استخدام العنف والقهر والاحتقار ضد شعوبهم معتبرا ان هذه الممارسة هي التي افضت الي تمكين الحكام في السلطة وقال ان تحكم الحكام العرب في الاعلام نتجت عنه احادية اعلامية ضللت الشعب العربي عن الحقائق واعتبر حاج علي ظهور التكنلوجيا والفضائيات ساهمتا في تفعيل قيام الثورات وان اشتعال ثورات الربيع العربي ستفضي الي مزيد من ا?تخفيف على المناطق التي لم تشهد ثورات مماثلة للربيع العربي.