مسلسل «عاوزه أتجوز» بطولة هند صبري، حيث تدور أحداثه في بحثها الدائم عن زوج بطريقة ساخرة، لم يكن بعيداً عن حال الكثير من السودانيات، حيث صدم المصلون بصراخ فتاة عقب الانتهاء من صلاة الجمعة بأحد الإحياء العريقة بولاية الخرطوم قائلة أريد الزواج، وصعدت على المنبر وعرضت نفسها للزواج بشرط أن يكون الرجل ذا أخلاق ومتديناً، وتقدم لها عدد من الأشخاص بعد نزولها من المنبر، والبعض الآخر من الشابات استغل مقاعد الحافلات لتكون لوحة إعلانات للبحث عن شريك الحياة في بحثهن الدائم عن زوج، وغيرها من الوسائل التي اجتاحت المجت?ع السوداني، بعد أن تسللت الفضائيات وشبكات الانترنت للمنازل، فانتشرت مكاتب الزواج والمواقع الالكترونية الخاصة بالبحث عن الشريك، بعد أن كانت الفتاة تجلس في بيت والدها معززة مكرمة حتى يأتيها نصيبها ويطرق الباب. ولكن الصورة انعكست، فأصبحت أغلبية الفتيات يبحثن عن الزوج بأنفسهم، نتيجة لكثرة متطلبات الزواج وتكاليفه من «قولة الخير» و «الشيلة» وتجهيز عش الزوجية والمهر وغيره، مما دفع معظم الشباب للعزوف عن الزواج. «الصحافة» استطلعت بعض الشباب للوقوف على هذه الظاهرة، فاعتبرت المحامية دعاء إبراهيم تأخر النضج الفكري والنفسي لدى الشباب، أهم أسباب تأخر الزواج، فلم يعد الزواج يحتل نفس مكانته السامية لدى شباب اليوم، وذلك لضعف الإحساس بالمسؤولية بل الخوف والنفور منها، فالزواج لدى الكثير يعتبر قيداً وسياجاً مما دفع الفتيات لمحاولة للحاق بقطار الزواج قبل فوات الألوان بشتى الطرق. وتعترف الحاجة عائشة بأنها السبب في تأخر زواج بناتها، فهي أم لخمس بنات تتراوح أعمارهن بين السادسة والعشرين والخامسة والثلاثين، وجميعهن غير متزوجات، وتضيف عائشة أنها تعبت في تربية بناتها على أرقى مستوى، وتخرجن من كليات مرموقة، وحصلن على وظائف جيدة. ولذلك لا بد لهن من زيجات سعيدة، حيث تعتبر عائشة القدرة المالية هي أساس السعادة، وأن رفضها المتكرر للخاطبين ليس بسبب طلبها للكمال، فهي تقبل عيوباً كثيرة، ولكن العيب الذي لا تستطيع قبوله هو ضعف القدرة المادية. وربما تكون مهنة الخاطبة بشكلها التقليدي القديم قد انقرضت في ظل ثورة الاتصالات وشيوع مكاتب الزواج، ولكن الحاجة نادية عبد الكريم تؤكد أنها خاطبة ولكن بصورة عصرية، وإنها لم تكن تقوم بدور الخاطبة عن وعي ولكن نظراً لتوسع علاقاتها الاجتماعية قررت أن تسلك هذا الطريق في دائرة معارفها وصديقاتها، ونجحت في مساعدتهن في اختيار العريس المناسب لابنتهم أو عروس لابنهم. وذكرت نادية أن الشروط التعجيزية للشباب هي السبب في تأخير الزواج، مما يدفع الفتيات للجوء للخاطبة أو مكاتب الزواج، فقد يطلب الشباب شروطاً شكلية تفصيلية تجعلها في حيرة من أمرها، وتضيف إنا لا اعترض ابدأ على أن يشترط الشاب قدراً من الجمال فهذا حقه، ولكنى أتعجب من دقة المقاسات والألوان التي يطلبها بعض الشباب، فهل يريدون زوجات حقيقيات تشاركهم الحياة أم لوحات للعرض؟ وقالت نادية إن من أهم أسباب العنوسة التشدد في أمور فرعية مثل قيمة المهر وتفاصيل تجهيز منزل الزوجية وترتيبات العرس.