حق العيش الكريم للمواطن واجب الدولة، وهي التي تقوم بنشر شبكة ضمان اجتماعي لسكانها، تمكنهم من الحصول على الحد الأدنى من العيش الكريم، لكن نحن في السودان حكومتنا الرشيدة « شاغلانا» بلقمة العيش، والواحد من يصبح يفكر في السكر والرغيف وغيره من ضروريات الحياة.. بالله إنسان يعيش في هذا المستوى تنتظر منه أن ينتج ! أو يبدع ويقدم أفكاراً يطور بها نفسه والبلد؟ والناس تعيش في هذا الكبد كانت تتوقع تشكيل حكومة تتناسب وطبيعة المرحلة، لكن كعادة المؤتمر الوطني خيب كل الآمال، وخصوصاً السودانيين في ديار الغربة، وهم من أكثر الفئات تأثراً بما يدور بالداخل ويتفاعلون بإخلاص شديد، وأغلبهم يتطلع إلى العودة النهائية، لكن أفواج العائدين من السابقين للغربة بعد أن يمموا شطر الوطن للاستقرار الذي لم يجدوا له سبيلاً ثم عادوا والعود أحمد كما يقال، تخيفهم من اتخاذ قرارات مصيرية كهذه. ورغم كل الذي يجري في السودان تجد بعض المغتربين مخلصين في حبهم للوطن، لدرجة أنهم يحبون المؤتمر الوطني، ومن هذه النماذج رجل قابلته على الفيس بوك اسمه عمر الحاج، أو عمر «كسلا» اسم الشهرة في دولة البحرين الشقيقة، وكنت قد انتقدت التشكيل الوزاري وتصدى لي الأخ عمر بشراسة يحسده عليها المؤتمر الوطني، بحجة أن الله ولى من أصلح وقال: ما في أصلح من المؤتمر الوطني، لكن هل يشعر ويقدر المؤتمر الوطني هذا الولاء الصادق؟، بالتأكيد لا، لأن المواطن آخر اهتماماته، المهم عندهم يظل زيد وعبيد حاكمين بأي ثمن من الترضيات التي أنهت م? تبقى من روح الاقتصاد السوداني الفضل. لا أحد يرفض فكرة جمع الصف الوطني ولا الحكومة العريضة، لكن ما للدرجة «دي»، ونحن نقول عاش أبو هاشم، ولكن عاش الشعب السوداني أولاً. بالمناسبة كل المغتربين منتظرين هيئة محاربة الفساد ليطمئن «جيبهم» إذا قرروا المجازفة بالعودة النهائية وعمل مشروع يحفظ كرامتهم ويحميهم من «الشحططة»، لأن الوظائف زي عشم إبليس في الجنة، ولأن الكثيرين خسروا كل حصاد غربتهم من ريالات ودراهم، والوضع الراهن في السودان يقول للمغتربين «اكسبوها في عقود وضيعوها في أيام»، ويعلم القاصي والداني أن السودان تصنيفه في منظمة الشفافية الدولية في الدرك الأسفل من القائمة، فنحن أسوأ من الصومال، وبرضو «مصطفى محكر» يحث المغتربين على العودة النهائية، بالرغم من كل ذلك: بلادي وإن جارت عليَّ عزيزة وأهلي وإن ضنوا عليَّ كرام ونكرر لا نريد إلا الإصلاح [email protected]