طلب السودان رسميا من الصين التعامل باليوان الصيني والجنيه السوداني مباشرة بين الدولتين دون الحاجة الى وسيط «الدولار،» وتوقع التوصل الى نتيجة ايجابية بشأن الطلب في المرحلة المقبلة. وكشف محافظ بنك السودان المركزي محمد خير الزبير عن دخول البنكين المركزيين للبلدين في مفاوضات لتنزيل ذلك على ارض الواقع، وقال ان الدولار اضحى متراجعا ولم يعد مخزنا للعملة وهو في طريقة ل»التهلكة» بعد ان اصبحت الصين القوة الاقتصادية الثانية في العالم بعد اميركا، وتراجع دول اوروبية عن المراكز الاولى بسبب الازمات الاقتصادية المتلاحقة. وابان ان السودان يعتبر ثامن دول افريقية من حيث الناتج الاجمالي المحلي الذى بلغ 60 مليار دولار عوضا عن 10 مليارات دولار خلال العام 2000م. اوضح محمد خير في مؤتمر صحفى امس ان تحرير سعر الصرف يعتبرا حلا لمشكلة النقد الاجنبي، وزاد «لكن في هذا التوقيت يعمل على هدم قطاعات انتاجية اخرى»، مشيرا الى ان الايام القادمة ستشهد قرارات جديدة تحد من الانفاق الحكومي خاصة سفر الوفود والتمثيل الدبلوماسي لترشيد النقد الاجنبي. واقر المحافظ بتدني نسبة التعثر فى البنوك ووصولها الى 13.1 % وتوقف نزيف التعثر عقب تكوين لجنة لاسترداد الاموال المتعثرة فى البنوك، وقال «لا زالت آثار التعثر موجودة» محملا مجالس الادارات ومديري البنوك مسؤولية التعثر، واكد ان اى استبدال للعملة ونشاط للسوق الموازي يتسبب في ظهور عملات مزيفة وقد تمت السيطرة عليها من قبل الاجهزة المختلفة. وكشف المحافظ عن موافقة البنوك على تقديم منتج جديد يكون ضامنا في مجال التمويل الاصغر بإدخال وثيقة التأمين كضمان للتمويل الاصغر، تعمل على تأمين حياة المستهدف ومعداته من المخاطر التجارية، بجانب ضمان القرض الذى يدفعه المصرف للمستهدفين وانشاء وكالة لضمان التمويل الاصغر بالجملة تعمل على جذب الموارد للمصارف ومؤسسات التمويل. واكد المحافظ ان المرابحة ليست صيغة خاطئة بل ممارستها لم تكن بالصورة المثلى، مشيرا الى عدم وجود مشكلة سيولة لدى البنوك، واشار الى ضخ 100 الف دولار يوميا لكل صرافة وعددها 24 صرافة، موضحا اقرار لائحة جديدة للصرافات تحدد على الصرافات ان تكون شركات مساهمة عامة وزيادة رأس مالها، وقال ان الوضع الطبيعي للصرافات هو عدم تغذيتها من المركزي، لكن تغذية المركزي مستمرة لها بسبب ضغوط السوق الموازي، وقال ان التشوهات والممارسات الخاطئة جعلت بنك السودان يخفض المبلغ الممنوح للمسافرين من 3 الاف دولار الى الف دولار. واوضح ان الربع الاول من العام المقبل سيشهد افتتاح مصفاة الذهب بعد ان وصل طن الذهب الى 50 مليون دولار وتم تصدير ذهب بقيمة 1.1 مليار دولار من بنك السودان فقط، بحانب التصدير الاهلي بقيمة 300 مليون دولار اضافة الى القفزة المتوقعة في انتاج النفط بدخول 65 الف برميل يوميا بقيمة 2.3 مليار دولار سنويا، واكد التعويل على زراعة 850 الف فدان قطنا في القطاعين المروي والمطري رغم انخفاض اسعاره عالميا ووصول الرطل منه الى 80 سنتا، الا ان اي انتاج في حدود 40 سنتا للرطل يغطي التكلفة. واضاف ان ارتفاع الاسعار عالميا ينتج تضخما?مستوردا يؤثر داخليا، وان تحديا كبيرا يواجه تنفيذ السياسة النقدية التي يرتبط تنفيذها بأكثر من جهة.