تواصلت ورشة منتدى السرد والنقد في القراءات النقدية لبعض المجموعات القصصية حيث تمت الأسبوع الماضي مناقشة مجموعة قصصية للأستاذ علي أحمد بعنوان أماني تيري - وهي من المجموعات القصصية التي فازت بجائزة نبيل غالي - وبعض القصص للقاص ضياء الدين ميرغني تناول هذه الأعمال بالنقد والتحليل الأستاذ محمود محمد الحسن ، بدأ القراء ة الأستاذ محمود بمجموعة أماني تيري والتي كانت في أربعة قصص من المجموعة فقال:- الملحوظة العامة أن القاص يتميز بتنويع في البؤرة التي ينظر بها القارئ الى القصة حيث أن القاص تكون أمامه ثلاثة مداخل?على القارئ اما أن تبنى القصة على شخصية أو حدث أو مكان أما الرابع فيكون خليطاً متساوياً أو بدرجات متفاوتة من هذه العناصر ، القصص الثلاثة كان منها ما يبنى على شخصية مثلاً القصة الأولى أماني تيري ومنها ما يبنى على شخصية محورية جداً تكاد تصادر غيرها من الشخصيات كقصة أبي الدومة ومنها ما كان يبنى على الجانب المكاني وهي قصة عبقرية المكان والقصة الرابعة قصة الباب والتي أراها أرفع المجموعة من حيث قربها من التقنية القصصية ، هذه القصة خليط ما بين هذه العلائق ، هناك ملحوظات عامة قد اختار القاص في هذه الأعمال الخط الطو?ي الزمني ، بمعنى أنه لم يحاول أبداً أن يقدم أي نوع من القصص القائمة على المونتاج ، هناك اقتحام على القارئ رغم أن ليس كل الاقتحام مذموماً ، لديه أيضاً شيئاً من التدخل العاطفي ، الطيبة الزائدة تفسد العمل القصصي أو عكس انطباعات شخصية لا علاقة لها بالبناء القصصي كقوله جدتي رحمها الله وغير ذلك ، هذا لا نراه مناسباً مع العمل القصصي ، كذلك يتحدث باسلوب صار شائعاً الآن بين الشعراء رأيتني ووجدتني وأراني أفعل كذا هذا الأسلوب نحن نذمه عند الشعراء من باب أولى هنا أشد غرابة ، لا مبرر بلاغي ولا قصصي لاستخدام هذا الأسلوب?الا الجري على عوائد الناس ، نجد أيضاً شئ من غرابة التشبيهات رغم وجود تشبيهات موفقة جداً ، القاص لصيق بالحياة وبالبيئة المحلية نجد ذلك في ذكر الأطعمة المحلية الرطانة ويهتم بتفاصيل كثيرة جدا ويهتم بالشخوص حتى ولو لم يؤدوا دوراً بارز في القصة ويميل الى التسميات ولكن هل هذا مما يعيب ؟ لا يعيب ذلك وقد كلن يفعل ذلك الشعراء هذا نوع من خلق الجو المكاني على البيئة، ولذلك كانوا يختارون من الأطلال ما عذب حتى ان احد الشعراء وهو عدي بن زيد الرقاعة حينما قال في قصيدته ذكر جاسر وهي منطقة في العراق قال النقاد لم نجد في ج?سر أي ميزة على الجآزر في أي مكان يقولون أنه ذكر جاسر لأنه استعذب هذا المكان ، القاص يميل الى الوصف الخارجي وقلما أعطى فرصة للأحداث والمواقف والحوارات أن تقوم بدور الوصف الخارجي ، هذا قصص يمتاز بالوصف ، وإجمالاً اتاحة فرصة للحدث والحوار لينقل لنا الحكاية ذلك أجدى من أن تكون المساحة الأكبر للوصف الخارجي لأن الوصف الخارجي عمل مفصول ليسى معنى ذلك أن القصة الوصفية ممنوعة بل لها مكانها وكذلك القصة التي تصف المكان ، من الأشياء التي نأخذها على القاص وهو ملوم فيه هناك عدد كبير من الأخطاء اللغوية الصريحة الواضحة وأن? أحسب أن الكاتب كان يملي على غيره فيكتب لأنها لا تتناسب ولا تشبه المستوى الكتابي للقاص لأنه عكس ثقافة شعرية وعكس ثقافة درامية هذه المجموعة تعكس ثقافة جيّدة هذا ما رأيته في هذه المجموعة اضافة الى شئ من الحشو اذا قلل منه لكان العمل أقوى واذا أعطى فرصة للحوار الخلاق في مواضيعه لكان ذلك أيضاً مجدياً .. أما بالنسبة لبهاء الدين ميرغني تقدم بعدد من الكتابات القصيرة التي تسمى قصة قصيرة جداً والبعض قد يندرج تحت مسمى قصيدة النثر لكن المجموعة كلها فيها التكثيف المطلوب في هذا النوع من القصة في أكثرها يوجد حدث يساعد على تصنيفها ضمن القصة القصيرة جداً ، فيها عنصر السخرية والرفض المغطاة منها مثلاً قصة أنا موجود فيها صورة صادمة ومؤثرة المطلوب من كاتب القصة القصيرة عموماً هو المعالجة أم الصدمة القاص عندما يصبح معالج يتحول من قاص الى روائي