شهد هذا الشهر اعادة للمسرحية قيل ان فصولها قد انتهت بمقتل Jonas Malheiro Savimbi جوناس سڤمبي مؤسس حركة يونيتا بدولة انقولا الافريقية حيث قاد حرب الغورلا ضد المستعمر البرتقالي 1966-1974 ثم المواجهة مع خصمه السياسي 1974-1975 بعد ان نالت انقولا استقلالها في عام 1975 حتى لقي حتفه في عام 2002 مقتولا على ايدي القوات الانقولية المدعومة من الشركات الغربية المنقبة لمعدن الماس ، اختلفت الروايات حول مقتله. استغل احد المسئولين الحكوميين حادثة تصفيته فارسل تهديدا الى العقيد الراحل دكتور جون قرنق يتوعده بمصيره، الذي يعتبر من اكثر قادة حروب العصابات(غورلا) تاثيرا في العالم في القرن العشرين. كانت تدفعه العقيدة االشيوعية حيث تلقى تدريبه على يد الجيش الاحمر الصيني رغم انه تربى في كنف الكنيسة ثم ترك الشيوعية واتجه ضدها حيث تلقفته الدوائر الغربية الداعية للتحرر الوطني على نسق القادة الافارقة السابقين مثل باتريس لوممبا الكنغولي الذي اثار مقتله في عام1964 لغطا لم ينته حول دور قوات حفظ السلام الاممية التي كان قوامها الجيش السوداني في اقليم شابا وكاتنقا الغني بالمعادن النفيسة ايضا. يجيد سفمبي سبع لغات، اربع اوربية حيث تؤشر الى ذكائه الحاد من بينها الانجليزية وثلاثة افريقية. وطرح سؤال محوري ماذا كان يريد سفمبي وقد تحقق الاستقلال من الاستعمار البرتقالي الذي كان يحلم به ولو على يد غيره ؟؟؟!!! اللواء أطور يشبه اللواء سفمبي وموقفه من حكومته في ذلك اللواء اطور الذي عثر عليه مقتولا في احراش في نوفمبر2011 الحدود بين دولة الكنغو(الغنية بمعدن اليورانيوم والنحاس) ودولة جنوب السودان قيل انه قتل بدم بارد في احدى الفنادق ثم ارسلت جثته الى داخل دولة جنوب السودان حيث تمت دعوته بواسطة رئيس حكومة دولة افريقية مما يؤشر انه قتل بواسطتها . اختلفت الروايات حول مقتله ايضا. اللواء اطور كان رئيس هيئة اركان الجيش الشعبي وخاض الانتخابات التي لو صحت لحملته واليا على اقليم البحيرات .خرج مغاضبا على الجيش الشعبي وحكومة الجنوب وقيل ان حكومة السودان التقطته ودعمته حيث تذهب تقارير مجموعةمسح الاسلحة ( مجموعة تعمل في اطار مشروع الامن الانساني السوداني SmallArm Survey حيث اجرت عملية مطابقة بين تسليح مجموعة اطور وبعض الاسلحة الحكومية التي عثر عليها فريق البحث بجنوب كردفان في منطقة قرية الحمرة(تبعد سبعة عشر كليو جنوب شرق مدينة كادقلي) . عضد مشروع مسح الاسلحة اتهامه لحكومة السودان بصناعة اللواء اطور بدعمها له في مقابلة دعم دولة حكومة الجنوب للحركات المعارضة التي تنطلق من دولة جنوب السودان التي منها حركة العدل والمساواة الدارفورية التي يقودها الدكتور خليل ابراهيم. دكتور خليل دكتور خليل مؤسس حركة العدل والمساواة2001 قتل في شمال كردفان وهو يعبر بقواته الى جنوب كردفان الغنية بالمعادن والبترول، وقيل في منطقة ودبندة في تمام الساعة الثالثة صباحا وهو نائم عن طريق قذيفة صاروخية اختلفت حولها الروايات ، قيل انها امريكية وبذلك بالادلة التالية حسب زعمهم: 1- صنّف في مؤتمر البحيرات تحت مظلة الاتحاد الافريقي بانه قوة ارهابية مما يجعله احدى اهداف القوة الامريكية المرابطة على حدود افريقية الوسطى والسودان تكافح في قوات جيش الرب التي صنفت هي الاخرى منظمة ارهابية مسيحية. 2- الاجتماع الامريكي الذي جمعت له كل الحركات الدارفورية الموقعة على اتفاقية الدوحة وغير الموقعة اظهر وفد حركة العدل والمساواة عدم مرونة في اتجاه مقررات المؤتمر مما يؤشر تفكير الادارة الامريكية في استبدال القيادة باخرى لها قابلة للتفاهم. 3- التقنية العالية التي استخدمت في تنفيذ العملية يقولون انها غير متاحة للدول الا للدول في قامة امريكا. 4- قول السيد رئيس الجمهورية بان (مقتل خليل قصاص رباني ) جعلته الصحف الصادرة بالخرطوم بتاريخ 28 ديسمبر 2011 عنواناً رئيسياً لها، يرجعون ذلك الى قوة ربانية خالصة لادخل للبشر فيها. رواية حركة العدل والمساوة تذهب الى اشتراك دول افريقية مجاورة واخرى عربية ويدللون على ذلك على المحادثات التلفونية التي جرت بين قيادات هذه الدول ودكتور خليل. رواية الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة انه قد قتل في اشتباك في معركة جرت في منطقة شمال كردفان. صحيفة Sudan Tribune بتاريخ28 ديسمبر2011 تنسب قولاً للسيد وزير الدفاع قوله في تنوير داخلي في قبة المجلس الوطني ان خليل قتل بعملية استخبارية استخدمت فيها تقنية وظفت الموبايل. مهما قيل علينا ان نصّدق بيان القوات المسلحة لترتفع لدينا حرارة وهمة الوطنية في نفوسنا. المشترك بينهما: المشترك في مقتل كل اولئك هو الاختلاف الذي كسا الروايات حول مقتلهما المشترك ايضا هو انهما يقاتلان مشروعاً طالما حلما به وقضيا اغلب عمرهما من اجله. المشترك ايضا هو ان كل العميات تجري في ارض تضيق بالثروة المعدنية : سفمبي كان يحلم بطرد المستعمر البرتقالي من ارض بلاده انقولا وقد تحقق لكنه واصل القتال ضدها. اطور كان يحلم بدولة الجنوب المستقلة فقاتل من اجلها فقامت دولة جنوب السودان لكنه واصل القتال ضدها. دكتور خليل كان يحلم ويشتاق لوصول الاسلاميين للسلطة وقاتل في صفوف الدفاع الشعبي من اجل حمايتها واعتلى فيها اعلى المناصب . وصل الاسلاميون للسلطة وقعت الحركة التي يقاتلها اتفاقية سلام وولدت دولة مستقلة ولكنه واصل القتال ضدها متحالفا مع الاخيرة. الخلاصة نحن امام ظاهرة تستحق الدراسة . ظاهرة شخصنة مشروعات النضال ام حركات تصحيح مسار أم تنفيذات لاجندة اخرى غير مرئية بالعين المجردة؟؟؟!!. اللواء سفمبي واللواء اطور ودكتور خليل دروس وعبر تستحق الوقوف عندها كثيرا . فلكل منهم ظلال تعشر... تحمل وتلد أحداثاً لا يدري أحد متى تقع .