الابداع والمبدعين دوماً يغنون للحب وللحريات وللانسانية جمعاء ، وكذلك لهم دوراً بارزاً في تنوير الناس وتنمية روح الوطنية والقومية فيهم ، كانت الكتابات الشعرية في بدايتها ثورية وطنية كالشعر الذي كان موكباً للثورة المهدية ولانتفاضة ود حبوبة وثورة 1924م وحتى ما كتب من شعر الغزل كان بعضه يرمز للوطن أمثال عزة في هواك التى تغنى بها خليل فرح وقصيدة ابراهيم العبادي الغرام عامل احتلال وغيرهما من الأغنيات ، تحقق الاستقلال وجاءت الكلمات تردد اليوم نرفع راية استقلالنا ويسطر التاريخ مولد شعبنا وكتب تاج السر الحسن : وكأني والشعب في ثورة النصر دماء تسقي الربى المقهورة وكأن الدماء تكتب للتاريخ حرية القوى المأسورة وكأن الثوار قد ظللتم نفحة من حياة أمس المريرة حين نادى فتى من الشعب هيا إن نمت نبعث الحياة الكبيرة حين مات الجدود تحت حذاء الظلم تحت الحوافر المغرورة وسطر لنا التاريخ تلك المشاهد والبطولات ، وطالما أن السياق سياق ذكرى فنذكر من نسى بتسلسل تلك الأحداث التي كان أبطالها جدودنا ، سنوات كفاح شارك فيها كل الشعب السوداني من أجل أن يظل هذا البلد الكبير بمساحته وبقدر أهله الكرام آمناً مستقراً .. وهاهو الشاعر جعفر حامد البشير في مقدمة مجموعته الكاملة يقول أقدم هذا الديوان وأنا في منتصف العشرينات ، شاب تضطرم الثورة بين أضلعه أحارب الاستعمار بالكلمة وأغني لجمال الحياة في البشر والطبيعة وأدعو للحرية بكافة أشكالها وكتب منشداً : وصحا الشعب في صباح مهيب ساطع الضوء ثائر الإشعاع ثم نادى فوق الروابي مناد يتترى بصوته اللعلاع هدموا من بنائه المتداعي ثم وأرموا حطامه في القاع وأحذروا أن تفر منكم أفاع أفعمتنا بالسم والأوجاع وغدا الشعب منصتاً لنداء طالما كان يرتجيه مراراً فاذا الشعب يستبد به الحقد ويشتد ثورة وأوارا الشواهد كثيرة على أن هذا الاستقلال شارك في صنعه كل الشعب السوداني وكان للأدباء والكتاب نصيب كبير في حفذ الهمم وشحذها والهاب حماسها بين الحين والآخر نقرأ من ابداعهم ما كان يخوض في هذا المجال فهاهنا مبارك المغربي يقول : وطني الغالي فداك دمي ساعة البأساء والضرر هذه كفي وذا قلمي يدفعان الشر بالشرر فيهما من رهبة الحمم خطر ناهيك من خطر في زمان لم يدع لفمي غير همس الخائف الحذر يا بني السودان إن لنا وطناً نفديه بالمهج ومن الشعراء الذين تغنوا للحرية والاستقلال ايضاً الشاعر أحمد محمد صالح والذي أصبح بعد الاستقلال عضواً في مجلس السيادة فنظم شعراً وطنياً وكتب السلام الجمهوري السوداني ونشيد الجيش يابني السودان هذا رمزكم يحمل العبء ويحمي أرضكم ان حيينا انما نحيا بكم أو نمت فالفخر والمجد لكم حرروا البلاد حاربوا الفساد وأبعثوا الهمم وكتب أيضاً : سر يا فتى الفتيان وأضرب بالشمال وباليمين حرر من الطغيان شعباً أرهقته يد السنين وإستأصل المستعمرين وكل غدار مهين وأقم على الأخلاق ملكك إنها أقوى الحصون ......... قومي دعوتكم فهل ترضون عيش المستكين أنتم بناة المجد من عهد ابن هند والأمين مجد تضوع نشره ومشى على هام القرون ضموا القوى وتكتلوا لا ترهبوا زرق العيون ( العبد يقرع بالعصا ) والحر لا يرضى بدون يرى الكثير من السودانيين أن احتفال هذا العام بالاستقلا ل جاء والسودان يشهد الكثير من النزاعات التي قد تفضي الى فقدان أجزاء أخرى من أرض السودان الحبيب كماحدث مع الجنوب الذي كان لأبنائه دوراً كبيراً في تحقيق هذا الاستقلال فقد ثارت العديد من قبائله ابان فترة الاستعمارمنها ما قامت به دينكا أقار قرب رمبيك بقيادة ميانق مايتانق حينما هاجموا جيش الحكومة وقتلوا القائد البريطاني وكذلك ثار دينكا أتون بقيادة أشول وقد أرسلت لهم حملة خربت ودمرت وقبض على أشول بالاضافة الى بعض الثورات الأخرى من أمثال ثورة الفكي علي الميراوي والسلطان عجبنا في جبال النوبة ، وثورة عبدالله السحيني في نيالا مما يؤكد مشاركة كل أهل السودان في تحقيق هذا الاستقلال و نأمل أن يندمل الجرح في أجزاء حبيبة من السودان النيل الأزرق ، دارفور وكردفان وغيرهم وأن نسمو بأفعالنا بما يصب في مصلحة الوطن والشعب السوداني وأن نحافظ على ما تبقى من السودان واحداً موحداً وآمناً ومستقلاً .