2011 عام مضى بخيره وشره ،و2012 عام جديد يهل على الولاية الشمالية يأمل من خلاله المواطنون ان يأتي افضل من سابقه الذي شهد الكثير من الاخفاقات والقليل من النجاحات،ومن ابرز ملامحه السياسية تواصل جهود والي الولاية الرامية الى احداث نقلة في حياة المواطنين عبر تفعيله لملف الاستثمار ،والنهوض بقطاع الزراعة الذي كان يمضي بخطوات متسارعة الى الوراء بداعي ارتفاع كلفة الانتاج الذي لم يعد مجزيا وعلى اثر ذلك فارق المزارعون الحقول بحثا عن مصادر رزق اخرى ،وشهد العام المنصرم جهوداً حثيثة لاعادتهم الى مهنة الجدود ولكن لم تكلل المجهودات الحكومية بكامل النجاح بعد ان كان الامل معقودا في 2011 ان يمتد التيار الكهربائي الى كافة المشروعات الزراعية الكبرى والصغرى ولكن هذا لم يحدث ،ما اصاب المواطنين بخيبة امل رغم تقديرهم لمجهودات حكومة الولاية التي يبدو ان الازمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد والديون التي ورثتها من الحكومة السابقة اثرت سلبا في خططها الرامية لتحقيق عدد من الانجازات،ولكن من القضايا التي استحوزت على اهتمام الشارع بالولاية قضية مستشفى دنقلا الذي انطبق عليه المثل الشعبي (سماحة جمل الطين) فهو من حيث البنية التحتية والمظهر يعتبر الاجمل والاحدث بالسودان غير ان جوهره يختلف تماما عن مظهره بحسب المواطنين الذين كشفوا عن ان هناك خللاً كبيراً صاحب عمليات التشييد فيما يتعلق بالصرف الصحي الذي شكل اعباء مادية اضافية على منصرفات المستشفى ،ويتساءل مواطنون عن الاسباب التي قادت الى هذا الخلل وعن الجهة المسؤولة ،وعن هل تمت مساءلة الشركة المنفذة ام لا،وغير بعيد من خلل الصرف الصحي بالمستشفى يعاني هذا المرفق الهام والذي تم تشييده مؤخرا بمبالغ طائلة من نقص حاد في الكوادر الصحية بمختلف تخصصاتها خاصة تلك المتعلقة بتشغيل الاجهزة الحديثه التي مازالت خارج نطاق الخدمة رغم وجودها بالمستشفى ،وذات الامر ينطبق على مستشفى الدبة ،وفي العام المنصرم ارتفعت اصوات المواطنين مطالبة بترقية الخدمات الطبية بمستشفيات الولاية المختلفة والتعاقد مع كوادر طبية في مختلف التخصصات،ومن الاخطاء التي ظلت محل تساؤل في العام الماضي ظهور خلل واضح في كبري السليم الذي تم تشييده هو الآخر حديثا وافتتح قبل موعده بالتزامن مع الحملة الانتخابية الماضية ،ويتساءل المواطنون ايضا عن اسباب الخلل ولكن تردد اليهم اسئلتهم دوناجابات واضحة. من القضايا التي استحوزت على اهتمام واسع بالولاية ارتفاع الاسعار وفشل حكومة الولاية في تخفيف اعباء المعيشة من كاهل المواطن رغم الخطوات التي قامت بها والتي عجزت عن كبح جماح السوق لينعكس هذا بدوره على احصاءات غير رسمية تشير الى ارتفاع معدلات الفقر بالولاية وعزوف الشباب عن الشباب وتفشي ظواهر اجتماعية سالبة لم تكن مألوفه بالولاية المعروفة بمجتمعها المحافظ وابرزها امتهان البعض لتجارة المخدرات والخمور،وانتشار حالات الاغتصاب ،ومن الجرائم الغريبة التي ارتفعت وتيرتها في العام الماضي ظاهرة الحرائق المتكررة التي ظلت تطال مزارع النخيل ولم يكشف عن طلاسمها وهي تعتبر من اسباب فقر العديد من المزارعين والاسر،ويعتبر كثيرون ان كل القضايا التي استحوزت على الاهتمام في 2011 ظلت تتكرر كل عام ويتوقعون ان تطل برأسها من جديد في 2011. من ابرز احداث العام المنصرم كانت المظاهرات والاحتجاجات بجامعة دنقلا التي شهدت مواجهات بكلية الطب على اثرها تم تعليق النشاط الاكاديمي لاشهر ،وكذلك طالت الاحتجاجات محلية القولد التي رفضها اهلها تبعية 200 ألف فدان لوحدة تنفيذ السدود ،ورغم تدخل حكومة الولاية ورفضها لتغول ادارة السدود التي على اثرها قدم نائب الاول ومسؤول الاستثمار استقالته الا ان القضية لم تجد الحل النهائي ،وايضا شهد العام المنصرم استقبال ميناء وادي حلفا النهري لاعداد كبيرة من السودانيين القادمين من ليبيا عقب تفجر الاوضاع ،كما شهد ذات العام عقد ملتقى الاستثمار الذي لم ترَ مخرجاته النور بعد .