المغتربون في دولة الامارات العربية المتحدة، توجهوا منذ وقت مبكر الى استاد الشارقة للاستمتاع بأداء المنتخب السوداني امام تونس في مباراة ودية، قبل الاستحقاق الافريقي الكبير بعد عشرة ايام، كما تسمرت امام شاشة الشروق الملايين من الباحثين عن الفرح، يريدون أن يقفوا على آخر الاستعدادات التي من شأنها أن تقودهم بنجاح الى الغابون وغينيا الاستوائية حيث بطولة الأمم الإفريقية. غير أن المنتخب السوداني ادخل في النفوس مخاوف عظيمة، وهو يقدم مردوداً باهتاً، بخطوط متباعدة، وعشوائية تحسده عليها حواري الارياف البعيدة من العاصمة الخرطوم.. حقيقة أن ما قدمه المنتخب الذي اجرى تجربتين اعداديتين مع فريقين ضعيفين جدا في قطر، يجعل المخاوف مبررة، من ان ثلاثية الاهداف التي تلقاها امس، وكأنه يتدرب على الاكتفاء بها، ستتكرر في البطولة الافريقية، كما حدثت في آخر بطولة عندما تلقى ثلاثيات متوالية من زامبيا، مصر والكاميرون.. وكأني بالجهاز الفني بقيادة محمد عبد الله مازدا يريد ان يطمئن الشعب إلى أن فريقكم لن يهزم بأكثر من ثلاثة اهداف في كل مباراة يخوضها، في الاستحقاق الافريقي، وقد تدرب عليها الفريق جيدا امام تونس.. كما تدرب ايضا على الابداع في الحصول على الكروت الصفراء والحمراء! قلنا في مرات سابقة وبالصوت العالي ما ردده بالأمس عبر فضائية «الشروق» الكابتن المخضرم بشارة عبد النضيف حينما قال: ان المنتخب كان في حاجة لخبير أجنبي، فمازدا قدم كل ما لديه، ولم يصبح عنده جديد يفيد .. نعم تحدثنا من قبل واكدنا ان من واجب اتحاد الكرة السوداني ان يستعين بخبير اجنبي، وان يكون مازدا عونا له، غير أن الاتحاد يمضي بالرياضة السودانية، بالبركة ورزق اليوم باليوم.. وبطبيعة الحال قد وقع الفأس على الرأس فعلاً، ومن لم يصدق عليه ان يتحسس رأسه.. فمازدا الرجل المهذب ذو الخلق الجميل، لن يستطيع ان يقدم اكثر مما قدم، كما أن هناك كثيراً من اللاعبين بحاجة لمعالجات نفسية، على أقل تقدير تجنبهم الحصول على الكروت الصفراء والحمراء، وكيفية تفويت الاستفزاز من قبل الخصم، خاصة الخصم الذي له خبرات في اخراج اللاعب السوداني من جو اللعب تماماً، كما هو حال شمال أفريقيا. الآن ليس هناك ما يمكن عمله، ولكننا سنعود بإذن الله يوما لنقول «قبيل شن قلنا» .. ونسأل الله الواحد الأحد أن يجنبنا الفضائح، وألا يجعلنا أسوأ فرق البطولة الافريقية .. وليس امام الفريق الآن غير اللعب «برجولة» قانونية، واتاحة الفرصة لأصحاب المهارات الخاصة الذين قد يحالفهم الحظ في إحراز أهداف، أو على الأقل إبعادنا من منصة الفضائح!! وأخيراً تبقى المطالبة أولاً بإصلاح حال الاتحاد العام لكرة القدم الذي يخلو او هكذا يبدو من المبدعين الذين يتفانون في صنع الفرح، وأن تخصص الدولة ميزانية حقيقية للرياضة، وان تستقدم الخبراء الاجانب ليس للمنتخب الوطني فقط، بل لكل المناشط إن أرادت أن يكون للرياضة شأن.. وحينها سيتحول كثير من المدربين لمقاعد المتفرجين، وينخفض ضغط الدم، ويستقر السكري، مع عاجل الشفاء لكل مصاب.