مُنيت الفرق السودانية المشاركة في دورة الألعاب الاولمبية بدولة قطر بخسائر فادحة ، وبفوارق كبيرة من منافسيها ، وكما هي عادة من يقومون على أمر الرياضة في بلادنا المسخنة بالجراح ، أطلقت تبريرات الهزائم بان الاستعدادات لم تكن كافية ، وان بعض اللاعبين في مختلف الألعاب تم جلبهم من منازلهم دون إجراء تمارين ، وان الهدف الأسمى المشاركة هو ترسيخ عرى الصداقة ، وان فرقنا قد استفادت من هذه الدورة ، ليس فحسب بل وصل الحال بأحد قادة العمل الرياضي بالبلاد ولعله رئيس اللجنة الاولمبية السودانية هاشم هارون الى القول بان لدولة قطر فضل كبير علينا ، والواجب ان نرد هذا الفضل والجميل بمشاركة كبيرة .. ياللعجب كيف تسمح دولة ان تجامل أخرى او ترد لها صنيعا جميلا بان تكون " مسخرة" ، فقد رأينا لاعبين هم كالأشباح ، ومدربون يفتقدون حتى للخلق الرياضي القويم ، وقد جلب لنا ذلك سيلا من الكروت الحمراء ومن قبلها الصفراء خاصة في لعبة كرة القدم ، بمعنى أنهم حرمونا حتى من الفوز بجمال الأخلاق . معاناة الرياضة في السودان قصة طويلة ، بلاؤها يكمن في من يقومون على أمرها ، فالقطاع الرياضي يحتاج لعمل كبير ، بأبعاد نهج المجاملات التي جعلت إحدى بطلات السودان المزعومات ان تأتي للألعاب الرياضية برفقة زوجها وابنها !، وحتى داخل الملعب تجد ان المجاملات بلغ ذروتها دون رادع. وفي كرة القدم يجب ان نقول شكرا جميلا لمن يكررون تقديم أنفسهم دائما فمحمد محي الدين الديبة ومساعده محسن سيد... نجدهما دائما في خدمة منتخبات الشباب والاولمبي كما هو حال صلاح مشكلة وسيد سليم ،وبرهان تيه ، وبطبيعة الحال فقد قدم هولاء كل مالديهم ، واللعبة تحتاج الجديد من الأفكار والخطط ، فلماذا لايستقدم خبراء اجانب كما تفعل كل الدول ، فهناك مدارس عريقة في اللعبة يجب ان تتم الاستعانة بها ومن بينها المدارس الانجليزية والألمانية والايطالية . وبعيدا عن الدوحة تنطلق مع إطلالة العام الجديد بطولة الأمم الأفريقية للكبار ، وحال الفريق لايسر، فقد شاهدناه في دورة سيكافا الضعيفة يترنح ، امام فرق ضعيفة ، وقد سمعنا أيضا أن الأمر لايعدو كونه تجهيزا للبطولة الإفريقية ، وهو ذات الحديث الأجوف الذي أتحفونا به في أخر مشاركة دولية بالمغرب .. يصعب على المرء ان يشكك في إمكانيات محمد عبد الله مازدا الحاصل على دورات متقدمة في مجال التدريب ، فضلا عن حسن خلقه غير أن هذا لايكفي للحصول على بطولة فمازدا مشكورا قدم كل مالديه . ولأهمية الحدث الأفريقي ، يجب الاستعانة بخبير أجنبي ذو قدرات ومعارف عالية بفن اللعبة ، وبما ان البطولة على الأفريقية على الأبواب ويصعب التخلي تماما عن مازدا ، ينبغي ان يكون الرجل عونا لخبير أجنبي ،خشية ان نساق لفضائح أخرى في كبرى البطولات الأفريقية. ننتظر ان تتحرك الجهات المسئولة بالدولة لإعادة النظر في مشاكل الرياضة ، وإبعاد الذين لايتمتعون بالخلق القويم من تمثيلنا في المحافل الدولية ، وإخضاع كثير من اللاعبين في كرة القدم وغيرها لدورات تثقيفية ولتكون أولى الدورات حسن التصرف والتحلي بالأخلاق الفاضلة ،حتى لانخسر البطولات ولانبقي على الأخلاق التي نتمشدق بهاد كثيرا. مصطفى محكر Mustafa Muhakar [[email protected]]