اعرب حزب المؤتمر الوطني الحاكم عن عدم تفاؤله باحداث اختراق في جولة المفاوضات الوشيكة بين شمال السودان وجنوبه والتي ستنطلق بعد غد باديس ابابا في ظل التصريحات السالبة التي صدرت من كبير مفاوضي دولة الجنوب باقان اموم. وكشف عن تواجد وتحرك حشود عسكرية للجيش الشعبي على بعد 25 كلم من منطقة أبيي ، مؤكدا انه يتحاشى خوض أي حرب، لكنها تلوح من قبل «اصحاب الاجندات الحربية» بالحركة الشعبية . وكان اموم قد طالب بتبعية أبيي المتنازع عليها بين الخرطوموجوبا لدولة جنوب السودان نظير دفع استحقاقات مالية للشمال او فرض الحلول العسكرية . وتوقع المتحدث باسم المؤتمر الوطني ابراهيم غندور في مقابلة مع برنامج «مؤتمر اذاعي» الذي بثته الاذاعة السودانية امس، عدم التوصل الى اتفاق بشأن القضايا العالقة بين دولتي السودان وجنوبه بعد ان تم ايكال ملف المفاوضات لباقان اموم ، وتابع « هذا الرجل من لوردات الحرب وهو لا يصلح لعملية التفاوض». وقال غندور ان حزبه ايقن بعدم احراز تقدم ملحوظ في القضايا العالقة بعد اتجاه الحركة الشعبية لتعيين اموم كبيرا لمفاوضيها ، وزاد «لا نريد الحرب ونتمنى ألا تفرض علينا». ونصح غندور دولة الجنوب بتغليب خيار المصالح المشتركة بدلا عن الدفع باصحاب الاجندات الخفية والحربية لتولي شأنها في القضايا المصيرية ، وطالب المجتمع الدولي ممثلا في الولاياتالمتحدة الاميركية والنرويج وبريطانيا ابلاغ حكومة الجنوب ان الحرب ستعقد الامور بعد ان قدم الطرفان الكثير من اجل السلام ، وزاد «الحرب لا تفيد احدا وان انتصر». وذكر غندور ان ممثلي المجتمع الدولي كثيرا ما يرددون في اللقاءات المشتركة مع الحكومة الاخطاء التي ترتكبها الحركة الشعبية، وتابع «ربما لا يضغطون عليها بشكل كاف لاجبارها على قبول الحلول الآمنة». وقال ان تقارير مفوضية حقوق الانسان بجنيف اشارت الى ان عدد القتلى بدولة جنوب السودان يتجاوز عدد القتلى خلال اربعة اعوام باقليم دارفور . ودافع المتحدث باسم المؤتمر الوطني عن موقف الحكومة بفرض رسوم لعبور نفط دولة الجنوب عبر ميناء بشائر بشرق السودان، وقال ان حكومة الجنوب امتنعت عن دفع الرسوم المتعارف عليها دوليا ومن ثم عرضت دفع 72 سنتا للبرميل، واضاف «هذا المبلغ لا يكفي لعمليات صيانة خطوط الانابيب ويجب ان تلتزم جوبا بتحمل نفقات الجمارك والعبور. . نحن لا نريد منحة ولا صدقة بل نريد حقوقنا فقط». وقال ان دولة الجنوب اتجهت لانشاء معابر بديلة لنفطها عبر استخدام ناقلات برية ضخمة وبناء سكك حديدية محاذية بيد ان المشروع يحتاج الى وقت طويل حتى ينساب البترول عبره بشكل سلس . وافاد غندور ان حكومة الجنوب وضعت سيناريوهات لخنق الشمال اقتصاديا ودعم الحركات المسلحة في مناطق النيل الازرق وجنوب كردفان لاضعاف الخرطوم واسقاط الحكومة ، واضاف «تجاوزنا دسائسها بشكل كبير ويجب ان نحشد الجبهة الداخلية لمقابلة التحديات المقبلة». وحمل غندور «اصحاب الاجندات الحربية» مسؤولية الضائقة المعيشية التي يعيشها المواطن في الشمال والجنوب، وقال ان بعض مسؤولي حكومة الجنوب امثال باقان اموم ودينق الور درجوا على التخطيط للسيناريوهات العسكرية والانحياز لها بقوة، وتابع «يجب ان يعلم المواطن بان الضائقة المعيشية التي يعيشها حاليا وراءها اصحاب الاجندات الحربية بحكومة الجنوب». واتهم غندور حكومة الجنوب باثارة المشاكل لشغل الرأي العام الداخلي بتصوير الشمال عدوا لها للتستر على التحديات الداخلية وضعف البنيات التحتية والعنف القبلي. وتوقع استمرار المشاكسات بين الدولتين الى حين انتصار العقلاء بحكومة الجنوب وتغليب المصلحة العامة والنظر بايجابية لضمان العيش المشترك لنحو 12 مليون مواطن يعيشون على جانبي الحدود بين الشمال والجنوب . وانتقد غندور الاشارة الى منطقة أبيي من قبل وسائل الاعلام العالمية وبعض وسائل الاعلام المحلية على انها غنية بالنفط، وقال ان الحكومة تعتبر أبيي قضية ارض ووطن ولن تتنازل عنها رغم مزاعم حكومة الحنوب باحقيتها في أبيي، وزاد «عرضوا علينا التنازل عن أبيي مقابل الموافقة على دفع الرسم المحدد لعبور النفط وهذا منطق يجافي الحقيقة والخرائط تؤكد ان المنطقة شمالية وستظل كذلك»، مؤكدا ثقة حزبه في قدرة القوات المسلحة على حماية حدود الوطن من الاعتداءات .