* للسودانيين في أحاديثهم شجون وشؤون، ولهم قاموسهم الخاص وبلاغتهم الفطرية.. وربما قالوا الكلام وأرادوا غيره.. وقد انفردوا دون سائر الناطقين بالعربية.. بعاميتهم الفصيحة.. أو بفصاحتهم العامِّية.. وقد يستغرب أبناء الدول العربية من تعبيرنا الساخر « ده كلام ساكت !! « مع أن الكلام عكس السُّكوت.. آه ... فإذا أراد أحدهم أن يبدي إعجابه بشخصٍ « عبقري « يقول عنه « ده إبن كلب !! « وإذا أراد عكس ذلك يقول « يا ود الكلب « أو « ده زول كلب أو واحد كلب !! « وقد ورد ذكر الكلب في القرآن الكريم « ست مرات « مرةً بمعنى الذم في سورة الأعراف.. فمثله كمثل « الكلب « إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث.. وأربع مرات في سورة الكهف في موضعٍ المدح برفقة أصحاب الكهف والرقيم.. وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد.. ثلاثةٌ رابعهم « كلبهم «.. خمسةٌ سادسهم « كلبهم «.. سبعةٌ وثامنهم « كلبهم «.. ومرة في سورة المائده.. وماعلمتم من الجوارح « مكلبين « تُعلِمونهُن مما علمكم الله.. وتفيد بتدريب الكلب على الصيد وفي ذلك شرطان وهما : أن يأتمر إذا أُمر وينزجر إذا زُجر.. وبهذا فهو يُمسك الصيد على صاحبه ولا يأكل منه.. فيُباح للصائد أكله وإنْ ترك «التسمية « عند إرسال الكلب للصيد.. وفي قول كعب عن كلب أصحاب الكهف « مرُّوا بكلبٍ فنبح لهم فطردوه فعاد مراراً.. فقام الكلب على رجليه فنطق فقال : « لا تخافوا مني ! أنا أُحِبّ أحبَّاء الله تعالى.. فناموا حتى أحرسكم « وقال بعض المتأخرين « إنَّ مَن أحبَّ أهل الخير نال من بركتهم.. كلبٌ أحبّ أهل فضلٍ وصحبهم فذكره اللهُ في محكم تنزيله.. ويُستثنى الكلب الأسود من بين الكلاب لأنه « شيطان « كما جاء في الحديث الشّريف . * ومثلما يوجد شياطين من الأنس ومن الجن «يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً».. وقد كان هناك « رجالٌ من الأنس يعوذون برجالٍ من الجن فزادوهم رهقاً « فهناك إنسٌ مكلَّبين ومكلِّبين.. يُحاكون طبع الكلب في الوفاء أو الغدر.. أو الطاعه و العصيان.. وبذلك فإنَّ عاميتنا لا تبتعد كثيراًفي التشبيه، ونحن مع التكريم « ولقد كرَّمنا بني آدم « ولكن لا نجد بُداً في أحايين كثيرة من إيراد بعض عباراتنا العامية.. فإذا ماكانت هناك « حُريَّات أربع « بين مصر والسودان تبيح « التنقُّل والإقامة والتملُّك والعمل « فما معنى أن توقف السلطات المصرية السودانيين بمطار القاهرة بحجة عدم حصولهم على كرت الحمى الصفراء ؟ والذي أُلغي بموجب « بروتوكول الحريات الأربع « حتى لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية « الحمراء «.. والسؤال هل تُطالب السلطات المصرية مواطنيها العائدين من السودان بكرت الحمى الصفراء ؟.. أم أن الحمى الصفراء لا تصيب المصريين المقيمين في السودان ؟ تقديراً لحضارة « السبع تالاف سنه !! « فلو أوقفنا مصريين في مطار الخرطوم لقال عنَّا المصريون « دُول أولاد كلب «.. وعندما تقيم إسرائيل مأتماً وعويلاً «لمقتل خليل إبراهيم» في تل أبيب ويُخاطبه خَلَفَهُ المحتمل جبريل إبراهيم، ويحث الحركات الدارفورية الأخرى على الاستجابة للمساعي الأسرائيلية لتوحيد الحركات المسلَّحة وأن إسرائيل ستعمل على مساعدتهم في الميدان بصورةِ جيِّدة من خلال « حكومة جوبا « لابد أن نقول لأبناء دارفور «الصهاينة دول ولاد كلب» . * « الهمبوك ماتسوولو سوق « حكمة من أهل جزيرة الخير.. فمن يشتري « نُفَاخة العُشَرْ « وهي «الهمبوك» عديم الفائدة للإنسان أو الحيوان.. والعُشُر مقيل الشيطان.. لكن « ناس الأمن « الله يهدينا ويهديهم ماوجدوا وقتاً مناسباً لاعتقال الطالب أو الخريج « محمد حسن عالم بوشى « إلا بعد مداخلته الفجَّة في الندوة التي خاطبها د. نافع بجامعة الخرطوم وفي الهواء الطلق، فانتهز البوشي الفرصة التي سنحت له وكال الشتائم والسباب للدكتور نافع، وقال له « إنت أسوأ زول « وكلام كثير مما أعتبره د. نافع أمراً لايستحق الاعتقال أو تحريك الأجراءات الجنائية.. لكن الأمن اعتقله والمعارضة استغلته.. ولن يصدقنا أحد ولو «أقسمنا على المصحف صفحةً صفحة وشربناه بعد ذلك» «وطلعت المعارضةُ بنتِ كلب» واستغلت الموقف.. وقد وصفه د. نافع بالعمل الرخيص.. وكنَّا قد طالبنا في هذا العمود د. نافع بالتدخل لإطلاق سراح المعتقل قبل شهرين من الآن.. « لكن النداء بيصلنا متأخر «.. معقولة بس حزب البعث « المحروق « في مسقط رأسه في سوريا والعراق يهدد أمننا في السودان ؟! بلا بعث بلا بطيخ ده « حزب كلاب « أودى بالعراق وسيودي بسوريا إلى حتفها. وبلا حولٍ منه ولا قوة سوى التهور ونابي الألفاظ دخل البوشى البعثي في لوحة شرف المناضلين!! متكئاً على كتف د. نافع.. ودي حكاية بت كلب جداً.. للمعارضة طبعاً . الهمبوك ما تسوولو سوق . * المرحوم بشير أرتولي الرجل الفارس والوطني الغيور قال لي ذات مرة « رأيتُ في الرؤيا أنني أهديت للبشير «عصاية سَلَمْ « خام لامنضَّفة ولا مُجيَّهة « فقال لي البشير «دي أعمل بيها شنو؟» فقلتُ له « شيلها.. يمكن يلاقيك كَلِبْ أو زول ود كَلِبْ . « وتوفي إلى رحمة مولاه بعد ذلك.. بمدةِ قصيرة وذهبتُ في معية السيد الرئيس لأداء واجب العزاء.. وذكرتُ هذه القصة في مجلس العزاء، فقام ابن المرحوم الأكبر بإهداء السيد الرئيس « عصاة الَسَلَم « التي كانت لا تُفارق يد المرحوم أرتولي. ولايزال السيد الرئيس يحتفظ بتلك الهدية وفي ذهنه كلام أرتولي في الرؤيا . « يمكن يلاقيه كَلِبْ أو زول كَلِبْ . «وهذا هو المفروض.