يذكرالسودانيون جيداً ذلك اليوم الثالث والعشرين من ديسمبرمن عام 1962 والذى انطلق فيه البث التجريبى للتلفزيون من غرفة صغيرة بفندق المسرح القومى بامدرمان معلنا عن نفسه ضمن لائحة اوائل التلفزيونات العربية والاقليمية آنذاك، وشاهد الكثيرون فى الميادين العامة الصورة التلفزيونية لاول مرة وفى العام 1976 اصبحت اجزاء كثيرة من البلاد تحت مظلة البث التى تمددت وتجاوزت اسوار الحدود الجغرافية فى 1991 بفضل ثورة البث الفضائى، ومابين ميلاده واستعداده للاحتفال بيوبيله الذهبى خلال العام الحالى شهد التلفزيون الكثيرمن التطورات التقنية والمهنية وقدم خدمة اعلامية ساهمت فى تشكيل وعى وتنويراجيال متباينة خاصة فى حقبة البث المحلى والتى تميزت بمهنية عالية. والشاهد على ذلك الكوادرالاعلامية التى تألق نجمها فى ظل امكانيات تقنية محدودة وانتجت برامج على مستوى عالٍ من التميز وساهمت فى تأسيس تلفزيونات عربية مثل البروفيسور على شمو وآخرين وفرضت الاسماء والاصوات السودانية حضورها فى فى مؤسسات اعلامية عالمية مثل bbc والجزيرة والعربية. ثورة البث التلفزيونى الفضائى وضعت التلفزيون السودانى وجها لوجه امام منافسة حامية واصبح امام المشاهد ريموت كنترول وامتلاء الفضاء بمئات القنوات التى تستقطب ود المشاهد وتخاطبه باللغة والصورة وتقدم له مايريد فى ظل خيارات متسعة، وبالطبع تحولت انظارالكثيرمن المشاهدين الى شاشات محلية وعالمية اخرى .. واصبح التحدى اكبر .. نكذب لو قلنا ان مايقدمه التلفزيون القومى مقنع .. ويتوافق مع خمسين عاماً من البث والخبرات التراكمية ونحن على اعتاب اليوبيل نأمل ان تكون الاحتفالية الحقيقة بالمناسبة هى البحث فى كيفية مواجهة التحدى والمنافسة . [email protected]