«37» عاماً من عمر تلفزيون ولاية الجزيرة في ودمدني مرت وتغيرت فيها الأحوال وتعددت المنابر وتطورت الا تلفزيون الجزيرة ظل كما هو فقيراً غير مقنع فيما يقدم ، فقيراً في برامجه فقيراً في ألوانه الكالحة حتى وصل الآن الى مرحلة الانهيار. هذه المرحلة وصلها بأسباب متعددة أولها عدم الاهتمام الحكومي وعدم الاعتراف به كمؤسسة لها دور عظيم ومهم ترتبط بمشروع الجزيرة وهو المشروع الزراعي الذي كان عماد اقتصاد السودان ، ولكن تعثر مشروع الجزيرة لم يكن أبداً من أسباب انهيار تلفزيون ولاية الجزيرة.بعد «37» سنة وصل التلفزيون الى سن اليأس على يد مديره الذي يحارب المبدعين وقفل الأبواب أمام كل من يحاول أن يقدم شيئاً مفيداً فصار التلفزيون طارداً، طارداً للعاملين فيه ولمشاهديه الذين استغنوا عنه لما فيه من ضعف ورتابة وترهل، برامج خاوية تعوزها الأفكار الجيدة والجديدة وديكور مضحك لا علاقة له بالمادة التي يحتوي عليها البرنامج المحدد واشكالية واضحة في الصوت ، ومذيعون لا يبدو عليهم أنهم قد مروا باختبارات المذيعين أو نالوا أي تدريب على العمل، وميزانية ضعيفة لا تشجع على العمل ، فكيف يمكن أن يستمر مثل هذا الجهاز الاعلامي؟..مدير تلفزيون مدني يضع بنفسه خريطة البرامج يسميها بنفسه ويوزع مهام تقديمها لأشخاص يختارهم، والشرط دائماً هو أن يكون هؤلاء الأشخاص ممن لا يملكون موهبة ولا مقدرة على خلق ابداع، وحتى اسماء البرامج لا اجتهاد فيها فهي اسماء مأخوذة من برامج قديمة أو حديثة قدمها التلفزيون القومي ، ويتوقف البرنامج ليأتي برنامج بديل باسم مختلف ولكن بنفس الفكرة المتهافتة والمضمون البائس. مدير تلفزيون ولاية الجزيرة وبدلاً من أن يجتهد في تحسين برامج التلفزيون لجأ الى محاربة المبدعين والاستعانة بأشخاص لا يمتلكون أدوات العمل التلفزيوني فكانت النتيجة هي الضعف والتردي في البرامج الى درجة أن فقد التلفزيون مشاهديه وبالتالي فقد اهتمام المعلنين وقطعاً لا أحد سيقبل أن يقدم اعلاناً مدفوع القيمة عبر تلفزيون لا يشاهده أحد. تلفزيون ولاية الجزيرة لم يهتم بأمر تدريب العاملين وتواصل مسلسل التردي ولا أمل في اصلاح الحال ما لم تذهب هذه الادارة. العاملون في تلفزيون ولاية الجزيرة ظلوا في انتظار والي الولاية ليقوم باجراء التعديل اللازم في الميزانية المخصصة لجهازه الاعلامي الأول، وليقوم بعمل تعديل اداري سريع خاصة بعد أن قام باعفاء المدير العام السابق وتعيينه لمدير جديد وجد نفسه محاصراً بأعوان المدير السابق، ومن البديهيات المعروفة أنه وحتى رئيس الوزراء اذا استقال أو أقيل فان حكومته ستذهب تلقائياً، فكيف يتم اعفاء مدير عام الهيئة ويستمر مدير الاذاعة ومدير التلفزيون وهم الذين كانوا ينفذون سياسات المدير السابق والمشاركين الأصيلين في أخطائه. نهتف بالصوت العالي للبروفيسير الزبير بشير طه والي الجزيرة ونقول له ان تلفزيون الولاية يحتاج لثورة تصحيحية ومعالجات سريعة ، وما يحدث الآن في التلفزيون لا يرضي أحداً ... مجتبى محمد كرار جامعة الجزيرة تعقيب بريد الفنون حمل الينا هذه الرسالة والتى ننشرها استجابة لرغبة صاحبها فى اطار حرية التعبير وذلك بعد سنسرة بعض الفقرات التى تتعارض ومبادئ النشر . فوتوغرافيا ملونة الاستاذ نصر الدين عبد الرحمن كتب الينا رسالة قصيرة عن بداية ارسال التلفزيون السودانى لبثه فى 23/12/1963 بغرفة صغيرة بفندق حديقة السطح كانت تقيم به الفرق المصرية الزائرة كان البث مباشر لمدة ساعتين تتخللهما سهرة غنائية ومن الطرائف ان الفنان كان ينتظر خارج الغرفة الوحيدة حتى تصدح الفرقة الموسيقية بالعزف ثم يدخل، وفى احد المرات منع البوليس احد المطربين الكبار من دخول الغرفة لانه لم يعرفه فيما كانت الفرقة تعزف فى انتظاره على الهواء، ويرى الاستاذ نصر الدين ان التلفزيون الذى يستعد للاحتفال بيوبيله الذهبى تطور فنيا وتقنيا خلال العقود الماضية. [email protected]