نقلت صحيفة الصحافة امس ان وزير الاعلام المهندس عبدالله علي مسار زار مقر الاذاعة امس بعد ما تلقى معلومات عن تعثر مشروع الارشفة الالكترونية وتضيل المسؤولين الذين زاروا الاذاعة في وقت سابق عن ان المشروع ينفذ حسب الخطة، واقر المسؤولون في الاذاعة الذين اجتمع بهم الوزير في حضور مدير الاذاعة وبعض مساعديه ان هناك مشاكل ادارية تواجه مشروع الارشفة وراءها نزاع بين المهندسين وفنيي تقنية المعلومات، وتقرر بعد مواجهة ونقاش طويل ان يكون المشروع تحت مسؤؤلية مدير الاذاعة عبر لجنة خماسية، على ان يرفع تقريرا اسبوعيا لوزير الاعلام. وكان نائب رئيس الجمهورية ووزير الاعلام تفقدا مشروع الارشفة الالكترونية وتلقيا تقريرا مضللا عن المشروع باعتبار ان تنفيذه يمضي بصورة جيدة، بينما الحقيقة انه متعثر وتواجهه مشاكل جمة.. وهنا لابد من الاشادة بجهود وزير الاعلام المهندس عبدالله علي مسار وهو يحاول جاهدا ان يعيد الهيبة لوزارة الاعلام التي كانت في الفترة الماضية بلا ادنى صلاحيات ولا تجد قرارتها صدى داخل الاذاعة والتلفزيون، وتقوم بدور مراسمي وديكوري فقط وهذا هو مكمن الداء الذي جعل الامور في الاذاعة والتلفزيون تصل الى درك سحيق ما عاد تنفع معه المسكنات والمضادات الحيوية!! واي مسؤول في موقع تنفيذي عندما يشعر بأنه غير متابع وانه محمي من المحاسبة والعقاب يتصرف وفق مزاجه وتصبح الجهة التي تقع تحت ادارته كأنها ضيعة خاصة!!، ثم يستهزأ بكلمات النقد ويعتبر اي نقد عداءً شخصيا له ويتناسى الحقائق والوقائع على ارض الواقع، والتي تؤكد فشله، والاجهزة الاعلامية على وجه الخصوص اجهزة حساسة ولا تحتمل الاخطاء المتكررة، ولهذا في المؤسسات الاعلامية التي تحترم نفسها هناك متابعة لصيقة لكل شاردة او واردة ولا يترك شيئ للصدفة..! ومع احترامي الشديد لجهود وزير الاعلام ومحاولته الجادة لوضع الامور في نصابها الصحيح، الا انني ارى ان معالجته لموضوع الارشفة الالكترونية لم تكن مناسبة؛ لأن الذي حدث موضوع خطير بل هو فضيحة فكيف لمدير الاذاعة ان يخدع الرأي العام ويخدع المسؤولين بأن موضوع الارشفة الالكترونية مستمر، ويحقق النجاح ويوجه دعوة لقيادات في مستوى السيد النائب الاول لرئيس الجمهورية والسيد نائب رئيس الجمهورية ووزير الاعلام نفسه، ثم تكون المفاجأة ان المشروع متوقف لمشاكل ادارية؟ والمشاكل الادارية هي عين مسؤوليات المدير، كيف يمكننا ان نصدق الاذاعة بعد الذي حدث وهي تنقل لنا معلومات تجافي المنطق والحقيقة؟ وكيف يمكننا ان نصدق مدير الاذاعة وهو يدعو المسؤولين (بعين قوية) لافتتاح مشروع متوقف..؟!!! وكيف للاخ وزير الاعلام ان يتجاوز كل ذلك ويقدم علاجا مسكنا..؟!! ويكلف مدير الاذاعة بإدارة المشروع..؟!! سؤال من هو الذي كان مسؤولا عن المشروع في الاول، واوصله الى هذا الفشل؟ هل هو مدير اذاعة القضارف ام مدير اذاعة مدني ام مدير اذاعة (الصحة والحياة)؟ ويطالب الوزير كمان بتقرير اسبوعي من مدير الاذاعة.. وهنا سؤال آخر :من الذي يضمن لنا ان التقرير لن يكون مضللا مثل التقرير الاول الذي خدعنا جميعا...؟!!! نرجو من السيد وزير الاعلام مواجهة الفشل الذي يحدث في الاذاعة والتلفزيون بشجاعة ووضع النقاط على الحروف، واظن ان الكرة قد اصبحت في ملعب وزير الاعلام بعد القرار الرئاسي الشجاع الذي صدر بعودة الاذاعة والتلفزيون الى كيان واحد بعد الخلل الاداري الذي احاط بهما كالسوار بالمعصم..! ولابد لوزير الاعلام ان يكون لجنة تحقق في اسباب التدهور الاداري والمالي الذي حدث في الاذاعة والتلفزيون...! ولابد من تطبيق مباديء الانصاف والعدالة وتهيئة بيئة العمل الصالحة بالاهتمام بالعاملين وتدريبهم وتحفيزهم، ولابد من دراسة علمية عن المشاهدة المتدنية بالتلفزيون وتدني مسموعية الاذاعة، ولابد من تطبيق خطوات جريئة لاصلاح الحال المائل.. والاهم من كل ذلك لابد من تغيير اداري عاجل يعيد الامور الى نصابها، ولابد من اختيار القوي الامين الذي يصلح الخلل في هذه الاجهزة الاعلامية الحساسة ولا نظن ان حواء السودان قد عقمت عن انجاب اصحاب الكفاءة لقيادة هذه الاجهزة، ولماذا الاصرار على هذه القيادات التي اثبتت فشلها بجدارة..؟!!! [email protected]