*كان من المقرر أن أكون قد غادرت فجر أمس الى غينيا ولكن شاءت الأقدار أن يتأجل سفرنا الى يوم الغد وكما يقول المثل « القدم ليهو رافع » . *الواقعية مهمة *فى اجابتى على سؤال أحد المهتمين بأمر المنتخب عن « توقعاتى لمسيرة صقور الجديان وهل من الممكن أن يحققوا نتائج ايجابية فى النهائيات الأفريقية » فقلت له ان « باب الأمل والطموح والتفاؤل يجب أن يكون مفتوحا ومن الممكن أن يتقدم المنتخب ويتأهل للدور الثانى وليس مستحيلا أن يحقق أى نتيجة خصوصا وأن كرة القدم لا تؤمن بالنظريات ولا الترشيحات ويطلق عليها البعض لعبة المفاجآت وهناك من يسميها بالمجنونة وكثيرا ما خالفت التوقعات ومن الوارد أن يحقق منتخبنا نتيجة تجعلنا « نندهش » ولكن بالضرورة أن نتعامل بالواقعية وبالأرقام وأن يكون أملنا وطموحنا مناسبا بعيدا عن « الشطح » وعلى قدر امكانياتنا « الفنية وقدرات نجومنا » . *المجموعة التى سيلعب فيها منتخبنا ليست سهلة ويمكن وصفها بالصعوبة وهى التى ستلعب مبارياتها بالعاصمة « مالابو» حيث تضم الى جانب صقور الجديان كلا من منتخبات « ساحل العاج - المرشح الأول للبطولة - أنقولا والذى يرجح الخبراء أن يكون الحصان الأسود فى النهائيات . بوركينا فاسو » وقياسا على الأرقام والنتائج الأخيرة للمنتخبات والمشاركات فان فرصتنا فى التأهل تبقى ضعيفة على اعتبار أن المنتخبين العاجى والأنقولى هما فى وضعية أفضل من منتخبنا لا سيما وأن لكليهما نجوما لهم وزنهم واكتسبوا خبرات و تطور مستواهم كثيرا من خلال « احترافهم فى الأندية الأوربية والأسيوية الكبيرة » وهذا ما سيصنع الفارق ولصالحهم . *وان كنا نؤمن بان كرة القدم لعبة مفاجآت ولا مكان للمستحيل فيها فنقول انه وبرغم « الضجة الكبيرة التى يصنعها المراقبون لبعض المنتخبات وضمها لأشهر وألمع النجوم الا أن ذلك لايعنى أن تقدم هذه المنتحبات أمرا مؤكدا ومضمونا وانها لن تجد مقاومة أو معاناة أو صعوبة فى مبارياتها مع المنتخبات الأخرى خصوصا وأن القاعدة الفنية الحديثة تقول ان المهارة وحدها لا تصنع الفارق وأن هناك عنصرا بات أكثر أهمية وفعالية من القدرة الفنية وهو ارادة اللاعب وعزيمته ومدى تصميمه على الظهور بمستوى جيد واحداث التفوق على الاخر واستنادا على هذه النظرية والتى أثبتتها وأكدتها الكثير من نتائج المباريات التى ينعدم التكافؤ بين طرفيها وأقرب مثال هو النتيجة الايجابية لمنتخبنا فى التصفيات الأفريقية الأخيرة والتى حققها أمام المنتخب الغانى المدجج بالنجوم وصاحب لقب أفضل منتخب أفريقى بعد نتائجة المتميزة فى مونديال جنوب أفريقيا حيث انتهت تلك المباراة بالتعادل برغم أنها أقيمت بغانا « مدينة كوماسى والتى يشتهر أهلها بحبهم الجنونى لكرة القدم ومدى ارتباطهم بمنتخب بلادهم » علما به أن تلك المواجهة كانت الأولى للغانى بعد مشاركته فى المونديال العالمى وهذا ما جعل حضورها كثيفا اذ بلغ عدد الذين شهدوها من داخل الملعب أكثر من ستين ألف متفرج كلهم جاءوا ليحسبوا عدد الأهداف التى سيحرزها منتخبهم فى شباك المنتخب السودانى ولكن وقتها قالت العزيمة كلمتها وفرضت ارادة اللاعبين وجودها وألغت الفوارق الفنية والمهارية وعنصر الامكانيات والترشيحات وخذلت الترشيحات والتوقعات وتعتبر نتيجة هذه المباراة تأكيدا على أن ارادة اللاعب وعزيمته يمكن أن تغلب الجوانب الفنية الأخرى وتبيد ما يسمى بأثار النجومية والشهرة وبناء على ما تقدم فاننا نطمع فى أن يكرر أولادنا ذاك المشهد ويعيدوا أحداث التاريخ من جديد فى مباراتهم الأولى أمام ساحل العاج . صحيح أن كل المعطيات ترجح كفة العاجى ولكن فى « النهاية » فهم سيلعبون بنفس العدد الذى سنلعب به بمعنى « أن الكفة ستكون متساوية فى العدد « احد عشر رجلا يقابلون مثلهم وبعدها الحشاش يملأ شبكتو - نعم المعادلة صعبة ولكن لا مكان للمستحيل ». *نقول ذلك من باب التفاؤل وكل أمنياتنا أن يخذل منتخبنا التوقعات ويثبت وجوده ويعلن عن نفسه ويكسب التحدى ويقول للعالم أجمع « أنا هنا » . * فى سطور *فى كرة القدم حيز كبير للتوفيق والحظوظ والصدف وأيضا سوء الطالع . *فى الموسم الذى انتهى قبل شهرين استطاع الأهلى الخرطومى أن ينتصر على المريخ برغم أنه لا توجد مقارنة بين الفريقين فى أى شئ ولا حتى وجه شبه . *نذكر بأهمية التعامل بواقعية بمعنى أنه ان خسر منتخبنا فهذا متوقع وعادي بمنطق كرة القدم وان تفوق فهذا هو المطلوب.