الطيب صالح من اشهر الروائيين السودانيين على الاطلاق، ففي العام الماضي نال جائزته الادبية عدد مقدر من الادباء السودانيين من مختلف الفئات المشاركة مما جعل للتظاهرة الادبية والثقافية في تلك الايام طعما ونكهة بطعم ونكهة روايات الطيب صالح وكتاباته الخالدة الشامخة. الآن تجري المشاورات واللقاءات التفاكرية من اجل ذات الجائزة السنوية التي يفخر المشاركون فيها بانضوائهم تحت لواء يقوده الطيب صالح السوداني المعتق الذي منح الوطن لونا واسما في المحافل الثقافية العالمية فعرف العالم (مصطفى سعيد) و(دومة ودحامد) و(حفنة من تمر). الطيب صالح اسم محفور في ذاكرة ووجدان كل سوداني لم ينسَ ابدا ( منسي النادر)و(ذكريات مواسم) في الوطن الام ولم يسقط من باله(خواطر الترحال) ولم يمل (صحبة المتنبئ ورفاقه) وكم جال في(رحاب الجنادرية واصيلة) فاعجبه ان(للمدن تفرد وحديث) وكم ساقته ذاكرته كثيرا لوطنه و(وطني السودان) فجلس على (نخلة على الجدول) مع (ضوالبيت) الطيب صالح صانع الاسطورة الادبية والعبارة الناصعة والمفردة الفنية بالمعنى التي تقود القارئ الى الغوص في بطن الكلم فيلغي المسافة بين وجوده كقارئ وبين كتابات الطيب صالح فيمده ذلك باحساس المواجهة مع الاديب صالح رغم البعد الزماني والمكاني يستحق اديبنا التكريم في كل لحظة وساعة وثانية وليكن مسمى الجائزة هو قطرة البداية لجوائز اخرى تحمل اسم الاديب فالشارع الذي اطلق اسمه عليه لاتستقيم فيه اللافتة التي تفتقد ل (لون وبهاء) مثل بهاء كلمات راحلنا المقيم لاشك ان الجائزة وفاء لكاتبنا الرائع الذي تفخر به خارطة الابداع العالمي والسوداني فبجانب ابرازها النشاط الثقافي والادبي في السودان - الذي تتجول في مجتمعه اليوم تناحرات وتشاكسات الساسة الذين ابتدعوا لغة مختلفة بمفردات جديدة للخطاب السياسي من شاكلة( امسح واكسح ) و(نومو قفا ) و( لحس الكوع)- فإنها كذلك مكسب ادبي رفيع سعد به المجتمع الثقافي والادبي في السودان في دورته الاولى اذ حرك فيه (عصب السكون) مرحبا بالدورة الثانية ومرحبا بذكرى رجل حمل هموم وطنه وطفق يسطرها بالقلم مع تصوير دقيق للمجتمع السوداني الذي عكس فيه الطيب شخصية السوداني وأصالته وتسامحه . همسه لوجهك بهاء وصفاء .... وبراءة طفل وليد... وصوت امي في الحقل يأتيني.. ينادي من بعيد... في غفوتي ومنامي ولحظات المنى... بلقاء قلب بعيد....