أعلنت الحكومة السودانية عن سياسة جديدة للعمل الانساني في منطقتي جنوب كردفان والنيل الازرق لمواجهة الازمة الانسانية هناك، وقالت انها لضبط عمل وكالات الغوث في مناطق النزاع في كل من جنوب كردفان والنيل الازرق واكدت تمسكها برفض اتاحة الفرصة لتدخل منظمات على الطريقة التي يطلبها المجتمع الدولي. واعتبر خبراء في الشأن الانساني ان موقف الحكومة سيزيد الوضع تأزيما ويدخلها في مواجهة مع المجتمع الدولي والولاياتالمتحدهالامريكية حيث كانت سوزان رايس مندوبة الولاياتالمتحدة في مجلس الامن الدولي بنيوريوك حذرت من حدوث مجاعة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق بسبب رفض الخرطوم دخول طواقم المساعدات الانسانية إليهما، وقال مسؤول رفيع بالخارجية الامريكية لصحيفة (ذا ناشونال) الأميركية أن حكومته لن تجلس وتتفرج على موت مواطني ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان جوعاً، لان حكومة الخرطوم ترفض إيصال الإغاثة لهم، مضيفاً نحن نخطط لهذا الأمر (الإغاثة) وحكومة الخرطوم تعلم ذلك. ورجح مراقبون ان تعمل الولاياتالمتحدة على عملية اسقاط جوي للمواد الغذائية ولكن مفوض العون الانساني قال ان الحكومة السودانية لها مخزون استراتجي كبير يمكنها من تغطية كل حاجة المنطقتين وقال ان الادارة الامريكية تسعى لتهيئة الساحة الدولية بوجود مجاعة في الولايتين في مارس المقبل توطئة لممارسة مزيد من الضغوط على حكومة الخرطوم وقال ان مساعدة المجتمع الدولي مهمة ولكن يجب ان لا تستخدم لاغراض اخرى. فيما دعا خبراء في الشأن الانساني الحكومة السودانية والحركة الشعبية الى الدخول في تفاوض عاجل لايجاد معالجات للازمة الانسانية في منطقتي جنوب كردفان والنيل الازرق تفاديا لاي قرارات اممية قد تحدث في المستقبل تزيد من حجم التدخلات الدولية في البلاد واعتبروا ان تحرك ودعودة المجتمع الدولي بشأن المسأله الانسانية يؤكد ان هنالك ازمة إنسانية مستفحلة في مناطق النزاع واعتبروا تمسك الحكومة بمواقفها المعلنة بسودنة العمل الانساني في السودان لايتناسب مع السياسة العامة للعمل الانساني او متطلبات منظمات الغوث الانسانية ومنافية للقيم الاسلامية السمحاء وقال البروفيسور محمد نوري الامين استاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم ل(الصحافة) ان منع الحكومة لوصول المواد الانسانية الى المواطنين في منطقتي جنوب كردفان والنيل الازرق يمثل انتهاكاً صريحاً لكل القيم والاعراف الدولية واذا استمر الوضع على ماهو عليه الى موعد انعقاد القمة الافريقية التي تعقد في بداية فبراير المقبل باديس ابابا ستكون الحكومة السودانية في موقف حرج جدا امام الضغوط الدولية التي بدأت تعمل دول الاتحاد الاروبي والولاياتالمتحدة على تعبئتها لتوجيه ادانة دولية من الدول الافريقة الى السودان. وكشف بروفيسور نوري ان الحكومة السودانية بفعل منعها للمساعدات من ان تصل الى المجموعات السكانية (النوبية الافريقية) في جنوب كردفان والنيل الازرق سيقرأ على انه محاولة جديدة لابادة وتشريد المجموعات الافريقية المتبقية مبينا ان هذا ما ستستغله جماعات الضغط الدولية والمنظمات كحملة في مواجهة الحكومة السودانية في القمة الافريقية ، مشيرا الى ان الامر سيضع الحكومة السودانية في مواجهة جديدة مع القادة الافارقة ولفت نوري الى ان الضغوط ستتزايد على الحكومة السودانية الى ان ترضخ وترضى الحكومة السودانية بالمناطق العازلة وابان ان الحكومة ارتكبت خطأ سياسياً فادحاً بمنعها لمنظمات الاممالمتحدة ان توصل المساعدات الانسانية الى المتضررين في المنطقتين جنوب كردفان والنيل الازرق قائلا ان منع وصول المساعدات يتنافى مع القيم والمبادئ الاسلامية واشار نوري الى تعامل الخليفه عمر بن الخطاب والقائد العظيم صلاح الدين الايوبي مع خصومهم. فيما وصف الاستاذ حافظ اسماعيل الخبير الدولي في العمل الانساني ورئيس منظمة افريقيا العدالة الذي يجري في منطقتي جنوب كردفان والنيل الازرق بالأزمة الإنسانية التي جاءت نتيجة لعقاب الحكومة للمواطنين المتضررين والذين ليست لهم اية علاقة بالصراع الدائر بين الحكومة والحركة الشعبية في المنطقتين واعتبر حافظ منع الحكومة للاغاثة منافي للاعراف الدولية والقانون الانساني الدولي وابان اسماعيل ان هناك بوادر لوقوع كارثة انسانية في المنطقتين . وقال ان امكانيات الحكومة السودانية لا تستطيع ان تغطي كل حاجة المتضررين من المساعدات الانسانية واوضح اسماعيل ان الازمة في منطقتي النيل الازرق وجنوب كردفان تفاقمت وتداخلت بسبب ان هناك مناطق ليست تحت سيطرة الحكومة تعيش شبه كارثة انسانية وبها اكثر من (400) ألف شخص وهناك اكثر من (80) ألف مواطن من ولاية جنوب كردفان والنيل الازرق هربوا من القتال الدائر بتلك المناطق يعيشون في المعسكرات بدولة جنوب السودان كلاجئين وكثير من المواطنين في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة لم يستطيعوا ان يزرعوا هذا العام بسبب الحرب والرعاه لم يتحركوا جنوبا الى مناطق رعيهم الصيفية وابان اسماعيل ان هذا التراكم في المشكلات جعل من المجتمع الدولي وعبر وكالات الاممالمتحدة يحصل على معلومات كافية عن حجم الاغاثة التي يحتاج اليها المواطنون المتضررون. واعتبر اسماعيل تمسك الحكومة بموقفها المعلن الرافض لدخول المنظمات الانسانية الى المنطقتين وتسليم المواد الاغاثية الى المنظمات الوطنية اصبح حسب مؤشرات الواقع امراً لايطاق ولن يسمح المجتمع الدولي بتفاقم الاوضاع الانسانية في المنطقتين حتى تصبح مهددة للامن والسلم الدوليين. واكد اسماعيل ان المنظمات السودانية غير مؤهلة فنيا وماليا للقيام بعمليات الاغاثة الكبيرة وتقديم المساعدة للمتضررين بشكل جيد مما يجعل المانحين ودافعي الضرائب في امريكا واروبا غير مطمئنين على ان مساعداتهم وصلت الى من يستحقونها ودعا اسماعيل الحكومة والحركة الشعبية بان يدخلا في تفاوض على كيفية تحديد مناطق آمنة وتحديد طرق وصول المساعدات الانسانية الى المتضررين بواسطة اطراف محايدة تشرف عليها وكالات الاممالمتحده للاغاثه تشارك فيها المنظمات الاقليمية . ووصف اسماعيل تخوف الحكومة من تكرار ازمة دارفور في المنطقتين هو الذي يجعلها ان ترتكب اخطاء اكبر من الذي ارتكبته في دارفور في منطقتي جنوب كردفان والنيل الازرق اذا الازمة من الذي يجري الآن في المنطقتين . وقال حافظ العالم الافريقي الآن بات اكثر تعبئة بعد التصريحات التي اطلقها المبعوث الامريكي برتسون ليمان من جنوب افريقيا ودعا فيها القادة الافارقة للتحدث بصوت واحد حيال الازمة الانسانية في جنوب كردفان والنيل الازرق. ولكن الدكتور سليمان عبدالرحمن مرحب مفوض العون الانساني بالسودان في حديث مباشر ل الصحافة امس قال ان الحكومة سمحت لوكالات الأممالمتحدة والمنظمات الدولية التى كانت تقيم في مكاتب قبل اندلاع الأحداث الأخيرة في المنطقتين بشرط ان تكون المنظمة كانت تعمل فى مجال يرتبط بالتنمية وإعادة التأهيل والعمل الانساني مباشرة وتكون مطابقه لستة إجراءات هي ان تتقيد المنظمات الدولية العاملة فى مجال الإغاثة والعون الإنسانى بتحركات تحددها الولاية لكبار مسؤولي المنظمة وأن توقع على إتفاقيات فنية مع مفوضية العون الإنسانى لتنفيذ المشروعات مع مراعاة تطور الأوضاع الانسانية فى المنطقتين وان يتم إستلام وتوزيع الاغاثة عبر مفوضية العون الإنسانى اوجمعية الهلال الأحمرالسوداني، وان يتم انفاذ المشروعات والخدمات الأساسية الخاصة بالتعليم والصحة ، المياه وان يتم تنفيذ اي مشروع بواسطة المؤسسات والمنظمات الوطنية الطوعية وبالتنسيق مع المؤسسات ذات الصلة ،وقال يجوز لمسئول القطاع المعنى زيارة الوزارة المعنية بعاصمة الولاية وشددت الحكومة ان يتم انفاذ مشروعات التنمية الإجتماعية المتعلقة بالتعامل المباشر مع المواطنين بواسطة المؤسسات الوطنية ( الوزارات ذات الصلة والمنظمات الوطنية ). وأكد مرحب ان الحكومة غير متخوفة من الضغوط التي بدأت الولاياتالمتحدة لايقاع السودان في مواجهة مع الدول الافريقية ، مبينا ان السودان عضو في الاممالمتحدة وامريكا عضو ولكل دولة سيادتها ولايستطيع احد ان يلوي ذراعنا بشأن الوضع الانساني في منطقتي جنوب كردفان والنيل الازرق قائلا نحن لنا تنسيق مع القادة الافارقة وسنعمل على حلحلة ازمة المنطقتين بصورة وفاقية تضمن لنا ممارسة سيادتنا ،موضحا ان موجهات العمل الانساني تم تداولها مع وكيل الأمين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية في زيارتها الأخيرة .