أرجو أن أبثك بعض ما يعتمل في الصدر ويحيك بالحنايا وتمور به الساحة الصحفية عموما والرياضية على وجه أخص حرك بواعث تناوله ما سطره قلم الزميل محمد الأمين نورالدائم بعموده الموسوم «ودقت الأجراس» بصحيفة حبيب البلد حيث انه لم ينكأ جرحا لجهة نزفه واستمراره في التدفق انما وضع مبضعه على جزئيات من الألم الصحفي الذي لطالما اكتوى بنيرانه القابضون على جمر رسالة السلطة الرابعة ومرآة الرأي العام في زمن اختلت فيه المعايير في كل الجبهات حتى طالت صاحبة الجلالة فتشوهت صورتها بفعل بعض بني جلدتها الذين جرفتهم موجات التغير الأخلاقي . ولعل ما جرى به يراع محمد الأمين لا يعدو عن كونه مثالا صغيرا على عظمة تداعياته وما يجره من سلبيات على مسيرة الرياضة والصحافة على حد سواء اذ ان كليهما يطاله الضرر لجهة أنه عندما يميل القلم بغير وجه حق لتحقيق المصلحة الذاتية يكون قد فارق دنيا الصحافة فراسخ وأميالا وسنينا ضوئية عددا فيصغر صاحب القلم أمام مرآة ذاته ويتقزم حجمه في عيون أرباب نعمته لأنهم سرعان ما يكتشفون قلة حليته وضعف رؤيته وضلال بصيرته فيسخرونه لخدمة مصالحهم فيغدو أداة طيعة في أيديهم ودمية سهلة القياد يؤرجحونها أنى وكيف شاءوا فعلى قدر الثمن المقبوض تكون شدة الحركة وتقلبات اتجاهاتها فلينظر كل منا حول ما تنوء به الصحف السيارة من كتابات يستعصي حصرها فسيسهل عليه التفريق بين الغث والسمين محدد الوجهة فمن حسن الطالع أن القاريء السوداني حصيف وله المقدرة على قراءة ما بين السطور فالأمر عندي يحتاج الى وقفة عجلى من قبل الجميع بعيدا عن نير الانتماءات الضيقة التي أقعدتنا عن مواكبة ومسايرة الأمم في كل المجالات بالرغم من ريادتنا في كثير من أوجه الحياة اذ ان السودان كان ثالث ثلاثة في انشاء وتكوين اتحاد الكرة بأفريقيا فتقدم غيرنا وتخلفنا القهقري دون خلق الله في القارة السمراء . فمن جملة تراجعنا في مناحي كثيرة لم تسلم صحافتنا من الأسقام والأدواء والموبقات فقادت الى تكبيلها وتقاصرها عن أداء دورها المنوط على الوجه الأكمل فانزلق كثير من الضالعين في الصحافة الرياضية الى أتون المصالح الذاتية والانتماءات الضيقة فتفرقت بعض الصحافيين الرياضيين الا من رحم ربي وقليل ما هم على أعضاء مجالس الادارات فأضحوا يسبحون بحمدهم فلا يقدمون لهم النصح في موضعه فيزينون لهم صنائعهم وان كانت تنضح خطأ وتفوح مجافاة للسواء فلعمري ان مثل هكذا نموذج يكون محسوبا على الصحافة لا لها، فبالرجوع على ما أثاره محمد الأمين وان كان يؤخذ عليه أن باعثه على تسطيره تصفية حسابات قديمة مع الشخص موضوع العمود الا أن محمد الأمين بطرحه فتح الباب على مصراعيه واسعا لتناول دور الصحافة بالتقييم حتى يتسنى التقويم ووصف الترياق الناجع ورسم خارطة الطريق القويمة لتكون الصحافة الرياضية مؤهلة لرسم معالم الطريق الى الارتقاء بالرياضة في البلاد فالحقيقة التي لا مراء فيها أن ثمة موبقات كثر لحقت بالصحافة الرياضية تحتاج الى عقد مؤتمر جامع يتداعى له كافة ذوي الخبرة الاعلامية فتراجع فرقنا المشاركة على مستوى الأندية والمنتخبات وخروجنا من مولد المنافسات بلا حمص على المستوى الاقليمي والدولي قمين بالوقوف على أسباب تخلفنا كرويا التي من دون أدنى شك من بين الأسباب تباطؤ عجلة الاعلام فأتمنى أن تنهض وزارة الاعلام في الجمهورية الثانية بأمر قيامه غير أنه لا يفوت علي أن التذكير بأن الصحافة الرياضية ليست الوحيدة في تلبب المنغصات انما الموبقات قد أطبقت على كل ضروب الصحافة فالكلمة أمانة فلنؤدها بحقها ومستحقها . محمد صديق أحمد