يعتبر حي القوز بالخرطوم من أقدم الأحياء بالعاصمة وهو جامع لكل سكان السودان باتجاهاته الاربعة في تلاحم اجتماعي واضح وبه العديد من المعالم البارزة ومن هذه المعالم المجرى الرئيس أو كما يسمى مجرى البلدية ، ويعانى السكان الامرين من هذا المجرى (الباعوض والجرذان) الممتلئ بالمياه والأوساخ طول السنة الممتد من الصحافة حتى مجرى النيل ،ولم تفلح محاولات السكان الفردية في مواجهة الباعوض ،لان سبب تواجده ما زال قائما ،أما الجرذان فاصبحت تشاركهم طعامهم ومنازلهم وبأحجام مخيفة واعداد هائلة ،بالاضافة للرائحة المزعجة المنبعثة منه فكثرت الملاريا والامراض الاخرى ويواجه الاطفال صعوبة في النهوض للذهاب الى المدرسة لانهم طول الليل في معركة مع الباعوض. توجهت (الصحافة) الى المنطقة واللافت أن المجرى يبعد متراً فقط عن المنازل ولم تفلح الناموسيات والدهانات في حمايتهم من الباعوض حيث تظهر لسعاتها على الاشخاص ، فهو مغطى بطبقة على طول امتداده الا في منطقة محددة، ويتهم سكان الحي اللجنة الشعبية بالتقصير في حل المشكلة لان منازلهم بعيدة عنه ولا تطالهم الحشرات ، ويقول أحد سكان الحي إن نص مرتبه يضيع في العيادات وادوات الوقاية من الناموس والمبيدات خاصة في فصل الخريف الذي يمتلئ خلاله المجرى بالماء لان جميع المجاري الفرعية تصب فيه ، و تكثر الحوادث ويدفع حب الفضول الاطفال باللعب بالماء الملوث والنزول في المجرى ، كما يشتكى المواطنون من عمليات الرش الدائمة خاصة الاشخاص المصابون بالحساسية والازمات المختلفة لانها لا تحل المشكلة . وحينما علم المواطنون بوجودنا تدافعوا من اجل الحديث عن معاناتهم وذكر محمد ان أكثر السكان مصابون بالملاريا فلايذهبون للعيادات ويكتفون بتناول الراجمات (حبوب الملاريا ) دون استشارة الطبيب معللين ذلك لكثرة الباعوض وكبر حجمه وهذه مشكلة اخرى. وحدثنا الطفل حسن وكل براءة الطفولة بادية عليه انه في احد الايام وهم يلعبون الكرة سقطت الكرة بالمجرى فنزل حسن لاخراجها فاخترقت حديدة قدمه وتم اسعافه بسرعة ونقل الى المستشفى وواصل قائلا كثير ما يتبارى الاولاد في السير على حافة المجرى رغم تنبيه الاهل لهم بالابتعاد عنه. واعتبر مواطن رفض الافصاح عن اسمه اللجان الشعبية بانها المسؤولة عن التأخر في اغلاق المجرى ،وقال: تكثر اجتماعاتهم وشعاراتهم ولا يوجد تنفيذ على ارض الواقع وفى نهاية الامر يبقى الحال كما هو عليه، وذكر ايضا ان البيوت على بعد خطوات من المجرى فيلجأ المواطن الى الطواف بالمجرى من اجل الوصول الى بيته وذلك لعدم وجود ممرات.