فى ظل الاتهامات المتبادلة بين الخرطوموجوبا هذه الايام حول ملف النفط وليس آخرها اتهام الثانية للاولى باخفاء الرقم الحقيقى من كميات النفط المنتج وان هنالك نحو 82 بئرا لم يتم ادراجها ، فقد كشف خبير أمريكي في شئون الطاقة ل»الخليج»الإماراتية حسب ما ورد في صحف الخرطوم أمس الأحد التى ابرزت الخبر على نحو لافت، أن هنالك خطة جديدة تستهدف الإستحواز على المزيد من نفط السودان الشمالي. وتروى تفاصيل الخبر وبحسب قول الخبير، أن هنالك شركات أجنبية تخطط للإستيلاء على النفط في السودان بعد أن كشفت الدراسات وجود حقول للنفط تحت الأرض لمصلحة الشمال على الحدود التي جرى ترسيمها قبل انفصال الجنوب، وتقع في جغرافيا بعرض الشمال وحتى جنوب دارفور، وبحسب رأي الخبير فإن الشمال لديه كمية إحتياطي أكبر مما توقعته أبحاث وتقارير أمريكية اجريت في السابق وأهمها إستكشافات «شيفرون» .وطبقا للخبير فان هذا ليس الشئ الوحيد بل إن هذه الشركات أعدت خططا لتنفيذ مشروعها منها دفع جنوب السودان الى تفعيل المشاكل مع السودان حتى تؤدي الى حرب ومواجهات، وهذه الخطة تعتمد على تقارير تراهن على ضعف حكومة البشير في التعاطي مع الأزمة وبحسب ما قاله الخبير الأمريكى فإن المطلوب حاليا حتى تستطيع هذه الشركات تنفيذ خططها هو اشغال الشمال في صراع يستمر حتى العام 2017، و أنه فى هذه الاعوام سيتم الإنتهاء من مشروع خط نقل النفط الجنوبي جنوبا، وقد ذكر أن هذا المشروع تم عرضه في السابق من قبل رجل اعمال الماني على الزعيم الجنوبي الراحل جون قرنق وتم رفضه ، ولكنه عاد الآن عبر شركة مملوكة لرجل الأعمال الالماني نفسه ، والتى تسمى «تيسون كروب» بالإشتراك مع شركة روسية تدعى موس «متروستروي»وشركة اخرى أيرلوجستيك وهي غير معلومة الهوية . وازاء هذه المعلومات والتى يمكن تصنيفها بالخطيرة ويمكن ان تكون مهددا للامن القومى تطل اسئلة على شاكلة هل الحدود بين السودان وجنوب السودان اصبحت ساحة للتنافس بين الغرب والولايات المتحدة من جانب والصين من جانب آخر؟ وفى هذا الصدد توقع استاذ العلاقات الدولية بجامعة ام درمان الاسلامية البروفيسور صلاح الدومة ان هذا الوضع طبيعى فى الصراع الدائر بين الغرب وامريكا والصين وامريكا من ناحية اخرى وارض المعركة هى السودان، وهذا يشابه قضية صراع الماس فى زائير سابقاً ، ويطرح الدومة في حديثه ل الصحافة عبر الهاتف امس سؤالا حول من الذى وفر لهذه الشركات شروط العمل والدخول فى هذه المنطقة ولماذا.؟ وينبرى للاجابة عن السؤال بقوله ان الصراع تفاقم منذ استخراج البترول من قبل الشركات الصينية وهناك شبة اتفاقية بين الصين وامريكا توضح ان 60% للصين والبقية للدول الأخرى. غير ان المحلل السياسى الدكتور الطيب التيجانى يشكك فى صحة المعلومات المنسوبة للخبير الامريكى ولكنه يعود ويقول (للصحافة) خلال اتصال هاتفى أنه اذا صحت هذه المعلومات بوجود مخطط بهذا المعنى ، من الصعب جدا تحقيقه، وعزا ذلك الى الوضع المضطرب فى جنوب السودان حاليا. وكان الاسبوع الماضى شهد توقيع حكومة جنوب السودان اتفاقا مع كينيا لنقل بترولها بخط انابيب جديد عبر ميناء لامو. وليس من الواضح كم سيستغرق بناء خط الانابيب الذى تقول حكومة الجنوب انه سيستغرق عاما واحدا فيما يقول الخبير فى شئون القرن الافريقى اليكس دى وال ان مثل هذه المشاريع تحتاج الى 3 اعوام على الاقل لاكمالها. غير ان الدومة يعود ويقول: ثبت علميا استحالة انتاج البترول فى الجنوب وتصديره عبر شرق افريقيا وفى الحالتين على دولة جنوب السودان استهلاك البترول محلياً او بيعه لدول الجوار» واشار الى وجود بحيرة نفطية فى باطن الأرض على الحدود بين الشمال والجنوب مضيفا «واذا لم يتم تحديد حجم البحيرة وتقسيمها بطريقة عملية سيكون الصراع دائما بين الدولتين». اما الطيب فيختلف فى الرأى مع ماذهب اليه الدومة آنفا حول وجود كميات نفطية فى الحدود بقوله انه لايوجد ما يدلل على وجود احتياطى نفطى فى هذه المنطقة بالكميات التى تستدعى تنفيذ هذه المشروعات. ويخشى كثير من المواطنين خاصة الذين يعيشون على الحدود من تجدد القتال بين الشمال والجنوب فى ظل وجود كثيف للقوات من الجانبين وايضا مما ذهبت اليه جوبا عندما امرت جيشها بالتأهب للمرحلة القادمة بعد توتر العلاقات بينها وبين الخرطوم. الا ان الطيب استبعد أن يكون جنوب السودان له القدرة العسكرية للدخول فى حرب جديدة، مضيفا انها ستكون أكثر تكلفة بالنسبة للجنوب من الشمال . وربما يفسر تعنت الجنوب فى التوصل لاتفاق بشأن النفط مع الشمال فى المباحثات التى جرت مؤخرا فى اديس ابابا بالرغم من كل المقترحات الممكنة التى تقدم بها الوسطاء ربما يفسر بان حكومة سلفاكير تريد تنفيذ المخطط الذى ذهب اليه الخبير الامريكى. ولا يستبعد الطيب هذا السيناريو بعد تأكيداته للمرة الثانية على صحة ماذهب اليه حديث الخبير الامريكى. وقال انه يمكن تفسير هذا التعنت من جوبا على هذا النحو. ويحيلنا الطيب الى قضية اخرى يراها مرتبطة بقضية النفط وهى الزيارة التى قام بها سلفاكير الى اسرائيل مؤخرا حيث يوضح قائلا ان الزيارة ربما ترتبط بهذا الامر خاصة وان علاقات تل ابيب بجوبا قديمة جدا وبدأت قبل ان ينفصل الجنوب. واخيرا فإن المحلل السياسى يعتبر الامر برمته مرتبطا بالامن القومى وحث السلطات المسؤولة على التعامل مع هذا التقرير بالجدية التامة فى حال التأكد من صحته ومن ثم توعية الناس بالخطورة الكامنة فيه.