٭ اليوم الحادي والثلاثون من يناير 2012 تحل الذكرى الستون لميلاد الاتحاد النسائي السوداني... ستون عاماً فاتت ميلاد الاستقلال الرسمي شهدت العمل المنظم للمرأة السودانية.. والذكرى الستون تثبت الكثير من الأصالة والصمود ووضوح الرؤية عند الرائدات اللائي ولد هذا التنظيم على ايديهن الطاهرة.. ٭ اليوم أهنى احدى الرائدات التي كانت بكل صمودها ونقائها تعد للاحتفال بهذا اليوم.. ألا انها عجلت الرحيل لها الرحمة والمغفرة.. رحلت عزيزة مكي وتركت فراغاً وسط زميلاتها... اللاتي قررن الوقفة عند الذكرى الستين بتأبينها.. أطال الله في اعمارهن ومتعهن بالصحة والعافية. ٭ في عام 2002 كان الاحتفال باليوبيل الذهبي.. وكان احتفالاً كبيراً قبل عشر سنوات.. وفي الذكرى الستين التي أتت حزينة رأيت ان أعيد ما كتبت قبل عشر سنوات في «صدى» «بالحرية».. ٭ بروفيسور يوسف فضل في تقديمه وتحقيقه لكتاب الطبقات في خصوص الأولياء والصالحين والعلماء والشعراء في السودان لمحمد النور بن ضيف الله قال: «كما يبرز المؤلف دور المرأة في هذا المجتمع إذ يبين نشاطها في ميادين التجارة والعلم والتصوف ويوضح نوع المشاكل الاجتماعية التي تواجهها". ٭ قال ود ضيف الله «أولاد جابر الأربعة كالطبائع الأربعة أعلمهم ابراهيم وأصلحهم عبد الرحمن وأورعهم اسماعيل وأعبدهم عبد الرحيم وأختهم فاطمة أم الشيخ صغيرون نظيرتهم في العلم والدين.. وقال ود ضيف الله ان سبب صلاح أولاد جابر دعوة صالحة من أمهم صافية قالت فيها «اللهم يجعلكم يا وليداتي أوتاداً في الأرض فسمعت قائلاً يقول في الهواء آمين». ٭ وفي سيرة خوجلي بن عبد الرحمن قال ود ضيف الله «وأمه اسمها ضوه بت خوجلي» وبدأ الكتاب عند عائشة الفقيرة بنت ولد قدال. ٭ في احتفال اليوبيل الفضي لكلية المعلمات بأم درمان عام 1947 جاء في خطاب الشيخ بابكر بدري أمام الحفل الآتي: «سمعت بعض الناس يعتقدون اني أول من نظر في تعليم البنت السودانية مما دعاني للبحث الدقيق عن هذه الحقيقة الغامضة فهاكم ما حصلته في بحثي في الكتب التاريخية القليلة وما عرفته بسؤالي من كان لهم معلومات بهذا الشأن. ٭ أولاً ان تعليم البنات كان قاصراً على حفظ القرآن الكريم وكتب الدين. ٭ ثانياً ان أول بنت تعلمت هي فاطمة بنت جابر بن بلال التي حفظت القرآن على والدها وقرأت العلوم الدينية على اخوانها الأربعة الذين هم أول من نقل مختصر خليل للسودان وذلك قبل ثلاثمائة وأربعين سنة، وفاطمة هذه هي والدة الشيخ صغيرون الذي ختم المختصر خمسين مرة في خمسين سنة وبواسطة تلاميذه الذين منهم الشيخ خوجلي.. انتشر مختصر خليل في جزيرة سينا. ٭ ثالثاً حصلت فترة طويلة لم أقف عندها على خبر لتعليم البنت حتى أوائل القرن الثالث عشر الهجري حيث بدأ القاضي عربي المتوفي سنة 1260ه بواسطة زوجته الفقيرة آمنة الهوارية فعلمت بناته منها ومن غيرها وبعض بنات الحي القريب وكان مجموع من تعلمن عندها ممن حفظن القرآن احدى عشرة بنتاً واستمر التعليم في حفيداته اللاتي يبلغن تسعاً منهن الفقيرة ميمونة بنت عبد القادر التي علمت بنات المهدي «عم» وأختها رقية وأفندي بالقاضي عربي الشيخ البدوي أبو صفية وكلاهما بكردفان بالقرب من مدينة الأبيض.. وممن حفظن القرآن وقرأن الكتب الدينية آمنة بنت وهب والدة الشيخ أبو القاسم هاشم تعلمت على والدها الفقيه محمد ولد المبارك بقرية بري المحس فمنهن مريم بنت الحاج عطوة والدة الشيخ مجذوب جلال الدين المدرس الآن بالمعهد بأم درمان وكانت مريم هذه تدارس زوجها القرآن ليلاً وقال انه يخشى منها أن تغلطه لجودة حفظها وانها قرأت في العلوم الدينية عقائد وعبادات إلى كتاب رسالة ابن أبي زيد ومنهن أختها آمنة بنت الحاج عطوة زوجة الشيخ محمد الخير العالم الشهير ووالدة ابن الشيخ المهدي الذي كان باشكاتباً بالمحاكم الشرعية بالمديريات. ٭ ولقد رأيت قبل 56 عاماً بمدينة سواكن خلاوى لتعليم البنات خاصة تعليماً دينياً قيل لي ان السيد محمد عثمان الميرغني عند مرور الأخير لمكة المكرمة أمر أهالي سواكن بتعليم بناتهم العلوم الدينية مع الكتابة والقراءة.. هذا ما وقفت عليه حتى اليوم سأواصل بحثي حتى أحصل على كل مايمكنني الحصول عليه وأعمل به كراسة أضيف إليه ما تعلمته البنت من هذه الحكومة. ٭ بناتي هذا تاريخ تعليم البنات في الأطوار الأولى.. أما تعليمكن الآن فقد خطا خطوات سريعة في فترة وجيزة حيث بدأ في سنة 1907 برفاعة». ٭ في حضرة الاحتفال باليوبيل الذهبي للاتحاد النسائي رأيت ان استدعى بعض محطات التاريخ للموانسة والعبرة والذكرى فانها تنفع المؤمنين. أواصل مع تحياتي وشكري. «صدى» 1 فبراير عام 2002 صحيفة «الحرية»