أحدثت الاشارات التي قدمناها من خلال (أجندة ثقافية لهذا العام) حراكاً هنا وهناك، واهتم بها نفر ممن تعنيهم مثل هذه المسائل التي هي من صميم الشأن الثقافي، وتحرك بعض الأفراد هنا وهناك للقيام بما يليهم من واجبات.. ولكن المؤسسات الثقافية والتربوية والتعليمية التي عنيناها لم نجد منها بعض ما يشير إلى انها تلقت الرسالة، وأخشى إذا تعاملنا مع الأمر بالطريقة (السودانية) المعهودة أن ينقضي، هذا العام والذي يليه كما فعلت ذات المؤسسات فيما يتعلق بمئوية الكاتب التنويري والمبدع معاوية محمد نور الذي انقضت مئويته في 2009 دون أن يحدث ما كنا نوده، وكان رد الفعل الأوساط الثقافية دون المطلوب بكثير. ونزعم هنا أن معاوية نور لو كان في أي بلد آخر غير السودان لظل محل الاحتفاء والتقدير في كل عام. وكذلك يصح القول عن التجاني الماحي الذي مرت مئويته في العام الماضي. وكذلك التجاني يوسف بشير الذي تمر هذا العام مائة سنة على ميلاده وخمسة وسبعون عاماً على رحيله.. فكيف لنا أن نقف وقفة اجلال وتقدير لهؤلاء الذين قدموا للسودان فكراً وابداعاً وثقافة ووعياً وتبصيراً لنا وللآخرين بإشعال مصابيح المعرفة في زمنٍ عزَّ فيه العلم، وجثم فيه الاستعمار على صدر الوطن، محاولاً ابقاء الناس بعيدين عن مسارب الضوء. ولعل أولى المناسبات هي ذكرى رحيل الطيب صالح والتي ستكون قاعة الصداقة بالخرطوم مسرحاً لها بعد أسبوعين، وكذلك ذكرى ميلاد الشاعر التجاني، ثم في الثالث من مارس الذكرى الثلاثون لرحيل الشاعر الكبير محمد المهدي مجذوب.. وفي مايو ذكرى صلاح أحمد ابراهيم، وفي أغسطس ذكرى محمد عبد الحي.. وهي مناسبات نحتفي فيها بالحداثة والتجديد لأن كل من ذكرناهم هنا كانوا من رواد التجديد والحداثة ومنائرها.