(الصادق المهدي قدم رسالة في هذه القاعة قاعة الصداقة في ثمانينيات القرن الماضي وذكر فيها أن كتب السنة حنّطت لنا أحاديث وأضفت عليها هالة من القداسة. وكذلك الترابي يحمل نفس الآراء، ونحن نذكرهم هنا بالاسم حتى يعرفهم الناس، فهؤلاء لا يستدلون بالسنة وكلام العلماء إلا إذا كان في صالحهم). بهذه الكلمات الغاضبة خاطب الشيخ ياسر عثمان جاد الله الأمين العام للإخوان المسلمين الإصلاح ندوة (دفاعا عن الحجاب) التي نظمتها منظمة الرسالة بقاعة الصداقة صباح امس السبت الرابع من فبراير 2012م وتحدث فيها مجموعة من قادة العمل الإسلامي والدعوي في السودان ردا على أقوال الصادق المهدي حول الحجاب التي صرّح بها أخيرا وأحدثت ضجة واسعة في الساحة السودانية. ابتدر الحديث بالندوة الشيخ عماد بكري أبو حراز رئيس مجلس أمناء منظمة ذي النورين الخيرية، الذي ركّز في حديثه على الشروط الواجبة في الحجاب مستدلا بالآيات والأحاديث التي تعضد قوله، محذرا من تجاوز هذه الشروط التي اعتبرها أهل العلم في الحجاب الإسلامي، ثم تلاه الشيخ الدكتور مدثر أحمد إسماعيل الأستاذ بجامعة إفريقيا العالمية معددا بعض الشبهات التي يثيرها بني علمان في السودان ومنها أن الحجاب تزمت وإباحة السفور فيه يسر مفندا ذلك بأن شريعة الله تعالى كلها يسر وطالما أن الحجاب قد شرعه الله تعالى ففيه اليسر لا في السفور، وكذلك يزعمون أن في السفور مصلحة وردا على تلك الشبهة أبان أن للمصلحة الشرعية ضوابط منها أن تكون مندرجة تحت مقاصد الشريعة، كذلك يزعم البعض أن الحجاب يولد التوتر النفسي والمحجبة تكون معقدة، مبينا أن الحجاب من هدى الله تعالى وتعهد سبحانه بأن من (اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا) والواقع يشهد بأن المحجبات مستقرات نفسيا عكس المتبرجات والسافرات، كذلك يحتج البعض بأن الحجاب يستغله البعض في أعمال إجرامية، وفي رده على تلك الشبهة تساءل: إذا تحايل بعض المجرمين بزي الشرطة مثلا هل نلغي زي الشرطة أم نردع المجرمين؟ ثم أشار إلى أن ما ألجأهم إلى ذلك ما تتمتع به المحجبة من إعزاز وتقدير، مختتما مداخلته بأن الحجاب كان هو الأصل في بنات حواء حتى ظهور السفور في العصور المتأخرة واستدل بآيات من العهد القديم والإنجيل تدلل على أن الحجاب دعت له الكتب السماوية السابقة أيضا. الشيخ ياسر عثمان جاد الله الأمين العام للإخوان المسلمين الإصلاح نبه الحضور إلى توجيه الأنظار إلى الجهات التي تقف وراء الهجوم على الحجاب وبيان الدوافع الحقيقية لأعداء الله من اليهود والنصارى وأتباعهم من المنافقين والعلمانيين، مستطردا بأن معركة الشيطان وأعوانه من اليهود والنصارى إلى السفور غير مستغربة؛، لكن الأغرب أن تنطلق هذه الدعاوى ممن ينطق بالشهادتين ويتزعمون طوائف دينية ويتولون مناصب حساسة في بلاد المسلمين، ثم تساءل الشيخ ياسر عثمان عن المصلحة في دعوة الرجال والنساء للصلاة في صفوف واحدة؟ وتحدى الصادق المهدي أن يجرؤ على فعل ذلك في مسجد السيد عبد الرحمن أو مسجد القبة، محذرا من أن هذه الأقوال تؤدي إلى تفتيت الأمة تسهيلا على الانقضاض عليها من قِبل أعدائها، منبها إلى أن المكر اليهودي ليس بعيدا عن السودان، ودعا الشيخ ياسر عثمان جاد الله في ختام حديثه إلى الوحدة التنسيقية لا الاندماجية بين جماعات العمل الإسلامي في السودان حتى يكون للمسلمين صوت قوي، مؤكدا أن الله تعالى ناصر دينه لكننا نحتاج للسعي لنصرة الدين. الشيخ محمد الأمين إسماعيل أكد أن الحجاب أمر من الله تعالى وكفى به شرفا، معددا فوائد الحجاب في المجتمع المسلم ومنها أنه استجابة لأمر الله تعالى، وحفظ للعرض، وقطع للخواطر الشيطانية، ومنع للهجمات الشرسة على المرأة، وأكد أن الحجاب هو الذي يحفظ هوية الأمة وتساءل أين الذين ينادون بحفظ الهوية من تزايد أعداد اللقطاء وكثرة البلاغات في محاضر الشرطة حول الأعراض، مختتما حديثه بأن الإسلام أقوى من الغرب الكافر، وأننا ملتزمون بطريق أبي القاسم الأمين لا طريق قاسم أمين. الشيخ أبوزيد محمد حمزة الرئيس العام لجماعة أنصار السنة المحمدية في السودان استنكر الدعوات التي تدعو إلى كشف وجه المرأة وإمامة المرأة وزواج المسلمة من النصارى، مؤكدا أن الرجل والمرأة لكل منهما مميزات وخصائص لا توجد في النوع الآخر، مقررا أن الذي يقول ليس في الإسلام حجاب إنما هو جاهل، مذكرا بأن آيات الحجاب نزلت في المدينةالمنورة لا في الخرطوم وأن الحجاب فيه حماية للمرأة من السفهاء والمتسكعين، محملا رئيس الجمهورية مسئولية الحفاظ على أعراض المسلمين وتطبيق الشريعة في مسائل الحجاب.