شاهد بالفيديو.. قائد كتائب البراء بن مالك في تصريحات جديدة: (مافي راجل عنده علينا كلمة وأرجل مننا ما شايفين)    بالفيديو.. "جرتق" إبنة الفنان كمال ترباس بالقاهرة يتصدر "الترند".. شاهد تفاعل ورقصات العروس مع فنانة الحفل هدى عربي    تسابيح خاطر    شاهد بالصورة.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل تسابيح خاطر تنشر صورة حديثة وتسير على درب زوجها وتغلق باب التعليقات: (لا أرىَ كأسك إلا مِن نصيبي)    شاهد بالصورة.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل تسابيح خاطر تنشر صورة حديثة وتسير على درب زوجها وتغلق باب التعليقات: (لا أرىَ كأسك إلا مِن نصيبي)    شاهد بالفيديو.. الفنان الدولي يدخل في وصلة رقص مثيرة مع الممثلة هديل تحت أنظار زوجها "كابوكي"    شاهد بالفيديو.. الفنانة مروة الدولية تعود لإثارة الجدل..تحضن زوجها وتدخل معه في وصلة رقص رومانسية وهي تغني: (حقي براي وملكي براي بقتل فيه وبضارب فيه)    إنتر ميلان يطيح ببرشلونة ويصل نهائي دوري أبطال أوروبا    الهند تقصف باكستان بالصواريخ وإسلام آباد تتعهد بالرد    برئاسة الفريق أول الركن البرهان – مجلس الأمن والدفاع يعقد اجتماعا طارئاً    إستحالة تأمين العمق الداخلي سواء في حالة روسيا او في حالة السودان بسبب اتساع المساحة    والي الخرطوم يقف على على أعمال تأهيل محطتي مياه بحري و المقرن    ترمب: الحوثيون «استسلموا» والضربات الأميركية على اليمن ستتوقف    اعلان دولة الامارات العربية المتحدة دولة عدوان    عادل الباز يكتب: المسيّرات… حرب السعودية ومصر!!    الأهلي كوستي يعلن دعمه الكامل لمريخ كوستي ممثل المدينة في التأهيلي    نائب رئيس نادي الهلال كوستي يفند الادعاءات الطيب حسن: نعمل بمؤسسية.. وقراراتنا جماعية    مجلس الإتحاد يناقش مشروع تجديد أرضية ملعب استاد حلفا    من هم هدافو دوري أبطال أوروبا في كل موسم منذ 1992-1993؟    "أبل" تستأنف على قرار يلزمها بتغييرات جذرية في متجرها للتطبيقات    وزير الطاقة: استهداف مستودعات بورتسودان عمل إرهابي    أموال طائلة تحفز إنتر ميلان لإقصاء برشلونة    قرار حاسم بشأن شكوى السودان ضد الإمارات    بعقد قصير.. رونالدو قد ينتقل إلى تشيلسي الإنجليزي    ما هي محظورات الحج للنساء؟    شاهد بالصورة والفيديو.. بالزي القومي السوداني ومن فوقه "تشيرت" النادي.. مواطن سوداني يرقص فرحاً بفوز الأهلي السعودي بأبطال آسيا من المدرجات ويخطف الأضواء من المشجعين    توجيه عاجل من وزير الطاقة السوداني بشأن الكهرباء    وقف الرحلات بمطار بن غوريون في اسرائيل بعد فشل اعتراض صاروخ أطلق من اليمن    الأقمار الصناعية تكشف مواقع جديدة بمطار نيالا للتحكم بالمسيرات ومخابئ لمشغلي المُسيّرات    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إذا أتتنا إشارة قوية من الشعب بأنه ملَّ وجودنا سنرجع له
وزير الدولة برئاسة الجمهورية أمين حسن عمر ل«الصحافة» (2-2) :
نشر في الصحافة يوم 05 - 02 - 2012

٭ في الجزء الثاني من حواره مع «الصحافة» أكد دكتور أمين حسن عمر رفضه للإيقاف الاداري الذي تتعرض له الصحف من حين لآخر، وقال إن ذلك ينبغي أن يتم بواسطة المحكمة وفي حالات ضيقة واستثنائية يحددها القانون، غير أنه وصف الحرية الصحفية المتاحة الآن بأنها «غير مسبوقة» من حيث اتساع مساحتها. وعاد أمين ليتهم الصحافة بأنها تجنح للإثارة، وتعمل على «تحميش النيران»، مشيراً إلى أن الصحافة في الأساس تقوم على الإثارة، لكنها تحولت الآن إلى إثارة حول الحكومات والأحزاب والمؤسسات، بعد أن كانت في السابق حول الأشخاص فقط. وأكد أمين أن الحكومة تقف بمنأى عن حدوث أية ثورة شعبية ضدها، على غرار ما شهدته بلدان «الربيع العربي»، وقال انهم لا يمانعون خروج الأحزاب للتظاهر في الشارع، راهناً ذلك بأخذ إذن مسبق من السلطات، وأن من كان يريد أن يخرج من غير إذن مثلما حدث في ثورتي أكتوبر وأبريل فلينتظر «أكتوبر وأبريل».
٭ المؤتمر الوطني يعيش حالة من الضعف والضعضعة ما دعا البعض للبحث في وراثة الحزب مثل رئيس منبر السلام العادل الطيب مصطفي؟
الضعف والقوة في السياسة هي أشياء نسبية وتتم بالمقارنة، إذا أخبرتني ان المؤتمر الوطني أضعف بالمقارنة مع أي حزب يمكن ان اجيبك بدقة اكثر، أما طرح الطيب مصطفي فهو طرح حزبه بديلاً للمؤتمر الوطني، وطبيعي أن يقول هذا، وان يقول ان المؤتمر الوطني ضعيف وأنه حزبه سيرث الوطني بوصفه وريثاً شرعياً للحركة الإسلامية.. ولكن القول شيء والفعل شيء آخر.
٭ دليلاً على ضعف المؤتمر الوطني هناك ولايات لم يستطع الحزب حتى الآن حسم الأمور فيها؟
أن تكون هناك احتجاجات من البعض هذا دليل عافية، إلاّ إذا كنتم تريدون أن يكون الحكم مثل حكم «...»، فلا أحد يستطيع ان يتنفس ! ونحن أنفسنا نستغرب ونحتار من الصحافة والإعلام لأنهم في حال وجدت أصوات متعددة واحتجاجات وشيء يشبه طبيعة المجتمعات الديمقراطية يقولون هذه فوضى وضعضعة وضعف، واذا كُتمت الانفاس ولم يتنفس أحد قالوا هذه شمولية، صحيح أن هناك تصريحات من بعض الولاة تدل على عدم المسؤولية ينبغي أن يحاسبوا عليها، ولذلك درسنا في المؤتمر الوطني برنامجاً للمحاسبة، لأن المحاسبة تحتاج الى تكتيك ودراية قانونية ومؤسسية. ونحن درسنا في المؤتمر الوطني إمكانية تعديل الدستور، لأن أي والٍ أو مرشح باسم حزب معين اذا استقال فهو يفقد الوظيفة، لأنه من غير الممكن أن تترشح باسم الحزب ثم تعتبر نفسك أنك قطب والحزب قطب آخر. فهذه فوضى ينبغي التعامل معها، ولكن ليس بالكلام لأن الكلام ليست له قيمة، بل القيمة الحقيقية بالأفعال، وينبغي توفير الإطار القانوني للتعامل مع هذه التفلتات بالحزم الكافي.
٭ بماذا تُفسر دعوات الإصلاح من بعض أقطاب الحركة الإسلامية؟
الدعوة للإصلاح ينبغي أن تكون في أي وقت سواء اهتم بها الاعلام او لم يهتم بها، والآن الاعلام لديه مزاجية بأن يهتم بالإصلاح في المؤتمر الوطني، وأنا سعيد بذلك لأن أي حوار حول الإصلاح جيد، وليس هناك حزب أو تنظيم يستغني عن الإصلاح، وهناك أمور كثيرة ينبغي مراجعتها، صحيح أن ما ورد في المذكرة ليس فيه جديد، لأن ما ذكر فيها موجود في وثيقة المؤتمر الوطني، لكن المذكرة ركزت على وجود آليات لتنفيذ ما اتفق عليه، لهذا نحتاج للتفاكر حولها، فنحن نحتاج للفعل. وأنا لا أتهم أحداً أو جهات غير راغبة في تنفيذ قرارات المؤتمر، ولكن تعلمون ان أداء الناس يتفاوت في ظروف الضغط والانفراج، ولذلك لا بد لنا أن نتفق على مصفوفة لتنفيذ ما اتفق عليه من إصلاح في المؤتمر الوطني، وهو الشيء الذي تم نقاشه على مستويين، المستوى السياسي وكلفت لجنة بالشروع في هذا العمل لكنها لم تبدأ حتى الآن، وكذلك كان من المفترض أن تتقدم اللجنة للمكتب القيادي بتصور حول آلية تنفيذ وانزال ما اتفق عليه بصورة واقعية، لأن التأخر في هذا سيشعر قطاعات في المؤتمر الوطني بأن الكلام كلام والعمل يتأخر عن الكلام.
٭ لكن شباب المؤتمر الوطني أعلنها صراحة «مللنا»؟
بعضهم ملَّ صحيح، لأن مستويات الصبر لدى الناس متفاوتة، بعضهم يصيبه الملل بسرعة والبعض الآخر لا يصيبه الملل، وفي الحالتين أنا أعتقد أنها ظواهر غير صحية.
٭ ألا تعتقد أن تكرار الوجوه مدعاة للملل؟
تكرار الوجوه هذا كلام غير دقيق، لأنكم إذا بحثتم في المؤتمر الوطني عن نسق التجديد ستجدونه أفضل من كل الاحزاب.. صحيح غير مرضٍ للشباب وغير مرضٍ لي أنا شخصياً، وأنه لا بد لنا من استراتيجية للحراك الحزبي، بمعني أنه لا بد من حركة تحرر، وذلك بأن تنصرف مجموعة ليس من الحياة السياسية ككل وانما من المناصب القيادية لتفسح المكان لمجموعة أخرى لتدخل للمراكز، وكل هذا يتم بالتدريج، لأنه فعل ستكون آثاره كبيرة جداً. وستأتي بعدها بقيادة ربما تحتاج الى وقت لكي تخطئ ذات الأخطاء وتتعلم ما تعلمه السابقون، لذلك واحدة من أخطائنا واخطاء كل القوى السياسية في السودان أن تعاقب الأجيال غُفل عنه، والتَّماس بين الأجيال غير موجود، وأصبح هناك سقف بين كل جيل والآخر في عملية تبادل الخبرات وفي التفسح في المجالس، وأنا أُقر بأن هذه مشكلة موجودة في المؤتمر الوطني ولكنه أقل سوءاً من الآخرين، ولكن هذا لا يُعزي أحداً بالطبع.
٭ الفرق أن حزب المؤتمر الوطني هو الذي يحكم البلاد الآن؟
هي ليست مشكلة الحزب الحاكم، وانما هي ثقافة. فنحن في الحركة الإسلامية نمتلك ثقافة تنظيمية فيها تقدير للرأي الآخر، وفيها ادخال لعناصر الشباب في المراحل القيادية من وقت مبكر «أنا دخلت المكتب التنفيذي للحركة الإسلامية في الثلاثينيات من عمري» وتحديداً في عام 1984م، وتجدد الأشخاص يعني تجدد الأفكار والقدرة على مواكبة العصر. ودائما الاجيال الحديثة لديها قدرة كبيرة في عصر التبادل الالكتروني الواسع، وهذا ينطبق على كل الأحوال بأن قدرة الأجيال الجديدة على التفاعل مع الزمن أكبر من قدرتنا نحن، لأننا منصرفون وهم قادمون، ولذلك ينبغي أن تُفتح لهم الأبواب.
٭ أصوات الإصلاح من قيادات الحركة الإسلامية تبدو خافتة وخجولة؟
هذا غير صحيح، أنا قرأت عدداً من اللقاءات الصحفية مع عدد من القيادات الإسلامية مثل إبراهيم أحمد عمر وأحمد عبد الرحمن وجميعهم يتحدث بهذا، وأنا لا أعتقد أن المشكلة مشكلة قناعة وانما مشكلة ترتيبات عملية. ونحن في الحركة الإسلامية داخل المؤتمر الوطني نحتاج الى ترتيبات عملية ومصفوفات حتى ننفذ ما هو قانوني.
٭ هل توجد ترتيبات فعلية في هذا الاتجاه؟
أنا أدعو لذلك، وقلت لكم إننا في المؤتمر الوطني لدينا دعوة لاقتراح تدابير عملية لإنزال قرارات المؤتمر العام. وأعتقد أن مخرجات المؤتمر في ورقة «أفق جديد» اشتملت على ذات خطوات الإصلاح التي أُثيرت الآن وليس هناك اختلاف.
٭ إذن ما هي المعيقات التي حالت دون الإصلاح حتى الآن؟
أنا لا أعتقد أن هناك معيقات، بل هناك تراخٍ وهناك فرق بين الاثنين، والتراخي أحياناً يكون سببه الانشغال بتفاصيل يومية، وينبغي أن يكون لدينا التزام من مجموعة من الناس لا تلهيها هذ التحديات اليومية عن مطلوبات الاصلاح المستمر، وأعتقد أن ما ساهمتم به في الإعلام من الإثارة الكبيرة بغرض الاعلام وليس لأغراض الاصلاح سيفيدنا قطعاً، وأنا لست منزعجاً أبداً من أن هذا سيؤدي الى انقسام أو انسلاخ، أنا لست منزعجاً منه أبداً، فأنا أخاف الا ينجم عنه شيء. ونحن نتحدث عن المتاح والخيار متروك للشعب أن يختار من يريد ونحن سنقبل بهذا الاختيار.
٭ لكن المتاح أمام الشعب ليس بالضرورة هو الأفضل.. وأحياناً تختار المتاح لعدم وجود البديل المناسب؟
من قال مثل هذا الحديث الفلسفي مثل حديث أرسطو والمدينة الفاضلة ! ففي السياسة تُقدم أحسن الخيارات وهي التي تختار، كما أن السياسة هي فن الممكن، وأن الخيارات المتاحة هي التي تقدم، والشعب لن يأتي بأرسطو أو الفارابي ولا بأحد فلاسفة المثالية حتى يقود البلاد.
٭ الشعب يريد أن يأكل؟
سيأكل مما هو متاح فعلاً للأكل، وبتدبير حكومة رشيدة قادرة على تدبير الأمور في الظروف السهلة والصعبة.
٭ فقط الشارع العام يئن من الضائقة الاقتصادية؟
من هو الشارع العام.. لا تبيعوا لي هذه البضاعة.. أنا أعرف هذه العبارات جيداً. إذا قمتم باستطلاع رأي بطريقة عملية فأنا عندئذٍ يمكنني أن أعترف.. أما الانطباعات فأنا أيضا لدي انطباعات.
٭ قادت الحكومة حواراً مع الأحزاب السياسية، وتم وقتها الحديث عن قيام انتخابات مبكرة، هل هذا الأمر وارد بالنسبة لكم الآن؟
لماذا نقوم بانتخابات مبكرة؟ هل هناك طلب شعبي بذلك؟ ان وجد سنستجيب، أما إن كان ذلك طلباً حزبياً فالاحزاب لا توجد لديها مشكلة في أن تجرب حظها وهو ما غير عملي، ونحن كذلك لا يوجد لدينا مانع، بل على العكس سنستفيد من تجديد الثقة بنا. ولكن من الناحية العملية هذا مكلف فلماذا إذاً نفعله ؟ هل الشعب يطالب به، حينها سنكون على استعداد على الرغم من التكلفة العالية التي تبلغ على الاقل «300» مليون دولار، فهل من المصلحة أن نفعل هذا لكي نجدد الثقة في الحكومة أو حتى نستبدلها، ونحن لم نرفض فكرة تجديد الثقة في الحكومة بانتخابات برلمانية بعد وضع مسودة الدستور، لأنه بعد وضع الدستور سيكون هناك منطق أن تطالب ببرلمان منتخب يجيز على أساس جمعية تأسيسية الدستور، أما محاولة الأحزاب فهي من باب اعطونا فرصة أخرى، وإن كان هذا متاحاً من غير تكلفة على الشعب لفعلنا واستجبنا لهم، ونحن كثيراً ما نُسأل ماذا إن كان هناك ربيع عربي في السودان؟ وبالمناسبة ليس هناك ربيع في السودان بل صيف وشتاء. وإن وجد ربيع فليست هناك مشكلة سنحل الحكومة ونرجع للشعب لعمل انتخابات، والمشكلة في تلك الدول أنها لا تريد أن تحل حكوماتها وترجع للشعب. وأنا أضمن لك في اليوم الذي تأتينا فيه إشارة قوية من الشعب بأنه قد ملَّ وجودنا أننا سنرجع له؟
٭ وكيف ستعرفون تلك الإشارات القوية من الشعب في الوقت الذي تكمم فيه الأفواه؟
عبر كل الوسائل بالمظاهرات في الخرطوم.
٭ كيف يتظاهر الشعب والحكومة تقمع أي تحرك؟
هذا ليس صحيحاً.
٭ قمع الحكومة لتظاهرات طلبة جامعة الخرطوم الأخيرة خير دليل؟
هناك فرق بين الرأي العام والتحريكات السياسية. ونحن أخبر بالسياسة والسياسيين وبالأحزاب والتكتيكات أكثر من غيرنا.. نحن عشنا بخبرة واسعة في هذا البلد أكثر من غيرنا في السياسة وفي غيرها، ونعتقد أن حنكتنا في السياسة أكبر من حنكة خصومنا، ولذلك نعلم متى نفتح الباب للتعبير التلقائي الشعبي ومتى نغلقه أمام الانتفاضات المصنوعة.
٭ أيعني ذلك إقراراً منكم بأنه بأيدكم فتح وإغلاق الباب أمام التعبير عن الرأي؟
طبعاً بأيدينا، وأية حكومة مسؤولة تتعامل بالقانون وليس التعامل بالهواء.. إذا كانت هناك جهة تتعامل بالقانون نحن سنتعامل معها أيضاً بالقانون.. وهذه الأحزاب إذا أرادت أن تخرج في تظاهرة لا تطلب ذلك بالطرق الرسمية، يعني إذا كنت محتجاً على وضع سأذهب وأطلب أنني أريد التعبير عن رأيي وأني أريد التظاهر.
٭ قطعاً لا يُسمح بذلك يا دكتور؟
هل أنا أجلس في مكان غير الذي تعيشون فيه؟ وأنا أتحدى إن كانت هذه الأحزاب قد ذهبت وطلبت إذناً لتظاهرة ولم يسمح لها، بالعكس كانت هناك قرارات من المكتب القيادي في وقت من الاوقات بأنه في حال طلبت الأحزاب الخروج يؤذن لها بذلك، ونحن لسنا خائفين منهم بوصفهم أحزاباً، وأنتم تعرفون وزنهم جيداً، فعندما تحدثوا عن تظاهرة مليونية ذهب أحد القيادات ولم يجد أحداً في مكان التظاهرة.
٭ ولكن من وُجد تم رفعه في سيارات إلى أقسام الشرطة؟
بالطبع سنرفعهم في سيارات الشرطة، فإذا كان التقدير هو الرفع سنرفع.
٭ إذاً الخروج الى الشارع حينها لا يكون عفوياً في حال طُلب إذن لذلك؟
وهل التخطيط لتظاهرة مليونية عفوي، هذا شيء مصنوع، ما هو التظاهر؟ هو أن تظهر رأيك.. وإذا أردت أن تعمل التظاهرة بناءً على رأي مسبق وتريد أن تثبته لن أسمح لك بذلك. فليس هناك من يخرج لتوصيل رأيه بالفوضى، الاّ إذا التزمت بالقانون، وهو أن تأتي بإذن من الشرطة والمحلية ومن المعتمد، والمعتمد يوافق ويسمح بأن الظروف مناسبة ويسمح لهم بذلك، وحينها لا مانع لدينا لأن الذي بيننا وبينهم القانون، وهذا العرف الموجود في كل العالم وليس هذا وضع خاص بنا.
٭ لكن في تاريخنا السياسي لدينا انتفاضات أبريل وأكتوبر ولم يأخذ صناعها إذناً من السلطات وقتذاك للخروج للشارع.. وإلاّ لكتب لها الفشل؟
إذاً انتظروا أكتوبر وأبريل، وعند ذلك لكل حادث حديث.
٭ بعيداً عن الأحزاب هناك قوى سياسية شبابية برزت أخيراً.. كيف ينظر لها المؤتمر الوطني؟
قوى شبابية؟ أية قوى تلك التي تعني؟ القوى الشبابية في العالم موجودة وفي تجربتنا هذه، اتعني القوى الشبابية التي بالمساجد، اذهب وأبحث في المساجد والجامعات، انظر من الذي يفوز في انتخابات اتحاد الطلاب في الجامعات.. إذا كانت هناك قوى سياسية فهي باطنة أو خلايا نائمة.
٭ نحن نقصد القوى الشبابية غير المنتظمة في أحزاب؟
ومن قال إن الذين يعطوننا أصواتهم في الانتخابات منظمون أو حزبيون، نحن في آخر انتخابات في جامعة السودان وبعد خروج الطلاب للشارع أعطونا أصواتهم الانتخابية وفزنا نحن، من الذي صوت؟ هل صوتنا لأنفسنا أم صوت لنا الشباب الموجود في تلك الجامعة، وهناك أمثلة في جامعة أم درمان الإسلامية وغيرها من الجامعات، والاحصاءات موجودة اذهبوا واطلعوا عليها، أم أننا زورنا انتخابات الجامعات ايضاً؟
٭ أجل هناك اتهامات مباشرة بأن طلاب المؤتمر الوطني قاموا بتزوير تلك الانتخابات؟
طبعاً لا بد أن تكون هناك اتهامات، فإذا كان هناك مهزومون ستظل التهم قائمة، ونحن ندرك أنهم مهما تشابوا لن يبلغوا ما يريدون أن يبلغوه، وسيوزعون الاتهامات، ومادامت هناك صحافة تعمل على الاثارة ستظل تروج لهذه الاتهامات.
٭ أنت تتهم الصحافة بالإثارة؟
أنا صحافي أيضاً وأعلم كيف تعمل الصحافة، وهذا ليس اتهاماً إنما وصف لحال، فالصحافة عملها «تحميش النيران» حتى تكون هناك صحافة، والصحافة قائمة في الأساس على الإثارة، وفي السابق كانت على الاشخاص والآن تطورت لتشمل المؤسسات والأحزاب والحكومات.
٭ لكن الصحافة مهمتها إدارة حوار بين مكونات المجتمع المختلفة والسياسيين والسلطات؟
ليس هذا عمل الصحافة إلاّ إذا أردت إدارة ندوة، لكن عمل الصحافة من الناحية المهنية ينبغي أن توفر المعلومات للجمهور وإتاحة منابر لتعدد الأصوات المتنوعة وهو بدرجة ما متاح الآن، وأنا حينما أنتقد الصحافة لا يعني بالضرورة أن ذلك فقط ما تقوم به الصحافة، فلديها عمل بعضهم يقوم به بصورة مهنية دقيقة، وبعضهم لا يؤدونه بتلك الصورة المهنية الدقيقة، وذلك طبيعي في أي عمل كلف به أي شخص.
٭ لكي تؤدي الصحافة مهمتها بالدقة والكفاءة المطلوبة فهي تحتاج الى مساحة من الحرية لتتحرك فيها؟
المساحة المتاحة الآن مقارنة بتاريخ السودان ليست ناقصة وانما واسعة، أما الى أية درجة كافية قد يختلف الناس ويتفقوا حولها هي واسعة ليس في ذلك شك، أما أنها كافية فإن ذلك يتوقف على الزاوية التي يُنظر منها، صحيح هناك معيقات في العمل الصحفي تحتاج إلى تذليل، وهناك مشكلات في تدفق المعلومات بعضها يحتاج الى تشريعات وتنظيمات وبعضها يحتاج الى تدريب وبناء قدرات، وهذا شيء آخر، لكن أعتقد أن الحرية المتاحة الآن هي حرية غير مسبوقة.. وأنا عملت صحافياً في كل العهود التعددية وفي عهد مايو وخلال حكم الإنقاذ، وداخل وخارج السودان، وأستطيع أن أقيم من خلال تجربتي الذاتية مستوى الحرية المتاحة الآن.
٭ الصحف مازالت تصادر من المطابع وتمنع من الصدور؟
رأيي الشخصي القديم أنني ضد الايقاف الاداري للصحف، فالإيقاف للصحف ينبغي أن يتم بواسطة المحكمة وفي حالات ضيقة واستثنائية ينبغي أن يحددها القانون. ويمكن أن يتم الايقاف الاداري للصحف إذا وجد مهدد للأمن القومي، وهنا من حق الجهة المُهددة فقط مصادرة العدد ومن ثم تلجأ للقضاء، وإذا تكرر التهديد تجدد الدعوى حتى يتم البت في القضية، وقضايا النشر في العادة من القضايا والأمور المستعجلة، بمعنى أنه من السهل جداً للقاضي أن يرى إن كان هذا مهدداً للأمن القومي أم اعتداء على جهة ما بصورة صارخة، وأنا أعتقد أن أي إصلاح في قانون الصحافة والمطبوعات وأي اتفاق بين الأطراف المختلفة الحكومة والأجهزة والصحف يبنغي أن يأخذ هذا في الاعتبار، ويجب أن يكون هناك توافق بين تلك المكونات. وأنا لا أعتقد أن هناك ضيقاً من الهجوم السياسي، فالآن الصحف مليئة بالهجوم السياسي، وإنما تصادر الصحف في الغالب من جهة أمنية ترى أنها تحمل بين طياتها مهدداً للأمن القومي، أو تحمل استفزازاً يشكل مهدداً للأمن القومي، فإذا كانت الحكومة تقاتل حركة خارجة عليها ثم تأتي صحيفة وتبرز قيادات هذه الحركة كأنهم أبطال فهذا مهدد، لأنه يقتل الروح المعنوية لمن يقاتل على الأرض، لذلك ينبغي أن تكون هذه الأمور مضيقة ومحكومة بتشريعات ومعلومة للجميع، ثم نتحدث عن الرقابة. وكانت لنا تجربة من قبل بإحالة قضايا الصحف إلى المحكمة وأوقفنا الإيقاف الاداري وكان ذلك أبلغ أثراً.
٭ الجميع يتفق الآن على أن المرحلة الحالية استثنائية في تاريخ البلد، لذلك لا يمكن مقارنتها بعهود سابقة؟
في المرحلة الحالية ينبغي على الصحف أن تكون أكثر حساسية وأكثر مهنية، مثلما هو مطلوب من الحكومة أن تكون اكثر حساسية وأكثر صبراً، وأنا لا أريد أن يؤخذ هذا الحديث كأنه حكم على حالة واحدة، لأن حالات الصحف المصادرة يحسمها القضاء.
٭ الإيقاف يتم حتى دون تقديم أسباب؟
هناك مثل يقول «شرح الواضح فاضح»، فإذا كان الأمر واضحاً فإنه لا يحتاج مني لأي شرح.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.