مرت هذه الايام ذكرى مولد المصطفى عليه الصلاة والسلام وهي مناسبة لاسترجاع القيم والمعاني التي عاش الرسول الكريم «صلى الله عليه وسلم» لأجلها هادياً ومبشراً ونذيراً وقد كان الرسول «صلى الله عليه وسلم» يعيش حياة الزهد والتقي ويدعو للخير والمحبة والسلام.. والتصافي والتآخي. وربما كان هناك من يدمغ الدعوة المحمدية بالارهاب نتيجة لبعض التصرفات، ولكن المنصفين يرون فيها دعوة للمحبة والسلام والتراحم. انظر الى اقواله «صلى الله عليه وسلم»، حب لأخيك ما تحب لنفسك ألا ان في كل كبد رطبة اجرا ليس منا من لا يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا وقد وصفه الله تعالى بأنه (على خلق عظيم). وكان الرسول «صلى الله عليه وسلم» ، رؤوفا بالمؤمنين ناصرا للمظلومين يقف مع المستضعفين وكان يحض الناس على حسن الخلق (انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق). وكانت التعاليم تأتي من السماء بالجنوح الى السلم ان جنح الآخرون له.. وليس هناك أدنى شك في ان المنصفين من المؤرخين والفلاسفة وعلماء الاجتماع ومؤرخي الحضارات يجدون في السيرة النبوية العطرة ما يهدي الانسانية الى مستقبل يظلله الحب والوئام وترفرف على سمائه رايات السلام.. وفي تراث النبوة الزاد للقافلة الانسانية التي تاهت في بيداء مقفرة من صنع أبواق الدعاوى الكاذبة والخطب الرنانة.. ولا يستطيع أي مكابر ان يعفي المسلمين اليوم من المسؤولية في تشويه صورة الاسلام، وربطه بالارهاب.. ولا يستطيع احد ان يعفي الغرب من مسؤوليته في التذرع بالارهاب لتحقيق مطامع دنيوية تحت شعارات نبيلة مثل احترام حقوق الانسان ومحاربة الارهاب. ونأمل ان تظللنا الذكرى التالية وقد تغيرت اوضاع المسلمين ولن يكون ذلك الا بالاقتداء بنهجه القائم على الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة.. وكل عام وأنتم بخير.