من المهم ان تعلم الحكومات والبلدان الغارقة في ديون خارجية بمليارات الدولارات ان هذه الديون ستصبح عاجلاً ام آجلاً سبباً في التدخلات الاجنبية في الشئون الداخلية لتلك الحكومات و البلدان ، لقد عاشت اليونان هذا الوضع بل هي تعيشه الآن بحسب الاخبار القادمة من منطقة اليورو حيث افادت الانباء ان الاجتماع الرئاسي الذي ضم رئيسة الوزراء الالمانية انجيلا ميركل والرئيس الفرنسي ساركوزي تمخض عن اطلاق الزعيمين الاكثر نفوذاً في منظومة الاتحاد الاوربي الى توجيه صارم لليونان بادراج ديونها ضمن موازنتها المالية فوراً والكشف لدول منطقة اليورو عن نظامها المصرفي والمالي لمعرفة هل يمكن للاتحاد ان يمضي مع اليونان قدماً ام يطور اساليب جديدة اكثر تدخلاً في الشئون الداخلية لذلك البلد الاوربي المتعثر ، لقد اصبحت اليونان رجل اوربا المريض ومن الواضح ان الاوربيين بدأوا في التبرم والتضجر من اليونان . نفس الشئ سيقال عن الحكومات الافريقية او حكومات العالم الثالث ، ان العالم يشاهد الربيع العربي يفعل فعلته في الشعوب ويكشف حجم الفساد الذي كانت تديره الحكومات المزالة في شمال افريقيا وهو الآن يتابع بكثير من الاهتمام المعالجات التي تتبعها الحكومات التي ما تزال باقية ويراقب مدى فاعليتها في اخراج شعوبها من دائرة افرازات الازمة المالية والاقتصادية العالمية ، هنالك متابعة لصيقة لملف النفط السوداني وهو يمثل محور اهتمام دولي خصوصاً الازمة الدائرة حالياً بسببه بين الخرطوم وجوبا ، ان المسألة يجب ان تتجاوز الاتهامات المتبادلة بين الاطراف حول الاستيلاء على النفط او التسبب في اغلاق الآبار ، على الطرفين ان يقنعا العالم بانهما يبحثان عن معالجات جادة للخروج من مأزق الوضع الاقتصادي وانهما يتحملان المسؤولية تجاه افرازات الوضع خلاف ذلك سيتعين على الطرفين ان يستقبلا ازمات لا حصر لها وستكون من بينها بالطبع التدخل السافر في الشئون الداخلية من قبل القوى الخارجية والوسطاء المفترضين وقد رأينا بوادر ذلك التدخل مسبقاً حينما تم اطلاق توجيهات اميركية لدولتي السودان بعدم تصعيد وتصعيب الامور والعودة الطوعية لإستئناف المفاوضات في اديس ابابا ، ان اللهجة الاميركية بدت صارمة رغم ان الخرطوم كانت قد قدمت بادرة حسن نية حينما افرجت عن البواخر التي كانت تحمل نفط الجنوب في ميناء بشائر رغم انها كانت تتمسك بحقها في اخذ قيمة رسوم عبور النفط بطريقتها الخاصة وهو امر محير ولا ندري هل يصب لصالح تلطيف الاجواء ام ان الاطراف المتابعة ستعتبره تراجع الخرطوم عن سلوك كانت تتبعه تجاه نفط الجنوب . تعويضات بشائر ما يزال المتضررون من انشاء ميناء بشائر لتصدير البترول من سكان منطقة هوشيري يشكون لطوب الارض الظلم والحيف الذي وقع عليهم ، ويقول العم محمد عثمان هجينة عيسى انه فقد خمسة وستين فداناً من اراضي اجداده من قومية النوراب ظل اسلافه يتوارثونها جيلاً بعد جيل الى ان جاءت نغمة البترول لتصادر حكومة السودان اراضي سكان هوشيري لصالح مشروع كان قومياً قبل ان يذهب البترول مع ذهاب الجنوب بلا رجعة ، واليوم وبحسب عدالة السماء من المفترض ان تعود الاراضي المصادرة الى اصحابها فلم يعد هنالك بترول وبالتالي انتفت الاسباب التي اتخذتها حكومة السودان من قبل ذريعة لمصادرة اراضي محمد عثمان هجينة وزملائه باشريك وعيسى اسقاب ومنيب وغيرهم من المتضررين ، ان الملك لله ومن المهم ان يعترف بعض اهل السلطة بانهم في غمرة سكرة البترول نسوا هؤلاء المظاليم وتركوهم يشكون لطوب الارض والآن ذهب كل شئ اوليس من العدل والانصاف والتوبة النصوحة ان تلتفت الحكومة في المركز وعلى مستوى ولاية البحر الاحمر الى مشكلة متضرري هوشيري ؟.