*الحقيقة التى يجب أن نقر بها ونعترف هى أن احساسنا بالمنتخب الوطنى ضعيف « جدا » فعندنا المنتخب مهمش وخارج دائرة الاهتمام بل هناك من يضعونه فى مرتبة العدو ويتعاملون معه بمبدأ الترصد حيث لا يتجاوبون مع انتصاراته أو أى تقدم له وعندما يخسر يرتدى هؤلاء ثوب الوطنية ووقتها يدعون أنهم فى « غاية الحزن والألم حيث يذرفون دموع التماسيح » ومن ثم يمارسون التنظير والفلسفة بعد أن يرتدوا قناعات « النفاق » وحينها يستغلون « حالة الفراغ والفوضى وهامش الحرية غير المحدود » ويسرحون ويسرفون فى توجيه الاساءة والشتائم « بكل أنواعها وأشكالها » للمنتخب ادارة ونجوما وجهازا فنيا كل ذلك يتم تحت ستار « حرية التعبير » ولأن المفاهيم هنا فى « أزمة » ومتشابكة والمعانى متداخلة فقد تلاشت الفروقات ما بين النقد والاساءة وحرية التعبير والفوضى وهذا ما جعل كل ما يكتب يجد طريقه للنشر مهما تكن درجة « سوئه وركاكته » ولا أود أن أستخدم مفردة « الانحطاط » وبالطبع فمن الطبيعى أن يتحول مثل هذا الانفلات من كونه مجرد ظاهرة الى سلوك ثابت فى ظل «موت الضمائر » وغياب الرقابة والعقاب وعدم وجود سقوفات للحرية والأدب. *وان أردنا التأكد من هذه الحقيقة فعلينا أن نراجع ما يكتب عن المنتخب ووضعه فى الاعلام الرياضى . عندها سنجد أنه أقل مرتبة من طرفى القمة واللذين تقوم عليهما الصحافة الرياضية فهو - أى المنتخب - خارج الأولويات وبعيد عن قائمة الاهتمامات حتى على المستوى الرسمى وبالطبع فهذه علة مزمنة لا شفاء منها لا سيما وأن سببها متعلق بتركيبة الانسان السودانى والمتابع الرياضى بصفة خاصة ويعود ذلك لضعف التربية الوطنية مما جعل الاحساس بالوطن ضعيفا ان لم يكن منعدما عند البعض « كل ذلك يعود لعدم تناول الجرعة الوطنية الأولى التى تغذى القلب والدم بالروح الوطنية وهى التى تمنح للشخص وهو فى أيام عمره الأولى والغريب أن هذه الجرعة كانت متوفرة وتمنح فى السابق وكان من المفترض أن تكون مستمرة وتناولها واجب ولكن !!!؟؟؟» *نحس بالاستحياء ونحن نشاهد الطريقة التى تتعامل بها الشعوب الأخرى مع منتخباتها الوطنية ونتألم عندما نلجأ للمقارنة فهم يقدسون منتخبات بلدانهم ويحترمونها وهى عندهم مبدأ ثابت لا يقبل النقاش « ومستعدين للتضحية من أجلها » يشجعونها فى كل الظروف وبصدق ويساندونها حتى وان كانت خاسرة كل ذلك يأتى من منطلق فهمهم الكبير والصحيح والحضارى لقيمة اسمها الوطنية فعندهم الوطن هو الكبير وهو الوحيد الذى يستحق الأولوية كل ذلك لأن عقولهم كبيرة ومستوى مفاهيمهم متقدم ويعلمون جيدا ما هو الوطن وكيفية الانتماء ويعرفون أيضا الحقيقة التى تقول ان المعيار الوحيد لتقدم الوطن أو تأخره كرويا يقاس بالنتائج التى يحققها منتخبه وليس فرق أنديته أما نحن فوضعنا غريب وحالتنا « متأخرة » ولا شبيه لنا حيث أننا نرى فى أنفسنا فقهاء العصر وعرابين الكون وأننا الأفضل والأخرين أقل منا فى كل وأى مجال برغم أن الحقيقة تقول غير ذلك خاصة على المستوى الرياضى وتحديدا فى كرة القدم . نتعامل مع من حولنا «بغرور زائد وزائف » ولدينا احساس بأننا نحن الأقوى والأفهم ونعرف أكثر من كل العالمين وهذا احساس يكذبه الواقع وهو الذى جعلنا محل سخرية الأخرين ، فكثيرون منا لا يعرفون قيمة الوطن ولاحتى كيفية الانتماء له نقول ذلك ونحن نتابع الاستهداف المتواصل والعداء السافر والظاهر الذى يكنه البعض للمنتخب الوطنى وهذا ما يؤكده الواقع الاعلامى . فهنا المريخ والهلال هما المسيطران فقط على الساحة وهما صاحبا الأولوية فى كل شئ أما المنتخب فهو مجرد « الحيطة القصيرة » والسبب فى كل ذلك هو التعصب « الأعمى والأطرش » والذى تجاوز الحدود ولا أحد يتحرك أو ينفعل أو يسعى لايقاف تمدد هذا الخطر الداهم وهذا السلوك المخالف والمرفوض . *لابد من حل لهذه الأزمة المعقدة والمستفحلة والتى تتفاقم يوميا ومن الضرورة أن تتحرك الجهات المنوط بها حماية المجتمع . نقول ذلك ونحن نتابع حجم الظلم الذى يتعرض له المنتخب من بعض أقلام التعصب والانفلات والأجندة والتى تمارس الحقد والكراهية جهرا وتستغل سماحة المجتمع والفوضى الضاربة فى كل الاتجاهات وغياب الرقابة والعقاب . المنتخب الوطنى يحتاج لحماية رئاسية من واقع أنه مؤسسة سيادية تمثل الوطن ، ونرى أن هذه المسؤولية تقع على « الناس الفوق خالص » وجهاز الأمن والمخابرات الوطنى ومن أفراد المجتمع أيضا . لسنا ضد النقد وليس هناك انسان يمكن أن يرفض الحرية ونعتز بأن ما نجده هنا فى السودان من مساحة للتعبير والنقد لا يوجد فى أى بقعة فى الكون ولكننا ضد الفوضى ونرفض استغلال هذا الهامش لنشر العداءات وزرع بذور الفتنة والتطاول على الوطن ممثلا فى منتخبه. *« نحن فى محنة» بعد أن أصبحنا جميعا خبراء وفلاسفة ومنظراتية وبعد أن بات بعضنا يعتقد أن النقد هو الاساءة وحرية التعبير تعنى ممارسة الفوضى والتعدى على حرمات الناس وجرح مشاعرهم واستفزازهم والسخرية منهم . [email protected]