* قيقم اسم رجل ولقب.. والتقيقم شدة الانفعال عند أهل البطانة. والقيقماب فرع من الشايقية الحنكاب منسوبون الى جدهم قيقم ابن الأرباب يوسف ويقيم بعضهم برفاعة والدناقلة شرق مدني. ومن أبنائه سابل الذي أنجب محمداً والد «حاكم» الذي من بناته أم بابون زوجة الملك سعد ابن الملك صبير واخواتها «جارة» والدة ود قوتة «وكسبة» والدة أولاد نمر وأولاد بشير نصر بحلفاية الملوك. كما جاء في موسوعة القبائل والأنساب في السودان للبروفسير عون الشريف قاسم.. ومحمد الحسن علي قيقم فنان شعبي معروف وواحد من القلائل الذين يحفظون عن ظهر قلب كل أغاني حقيبة الفن مثلما يحفظ ديوان حاج الماحي ،وكان يزامل شيخ المجذوب ود حاج الماحي أندى المداح قاطبة صوتاً وألينهم عريكة.. وقيقم شاعر مجيد ومن كلماته تلك الأغنية المفعمة بالأصالة: لا تحزن بي ما جرى يا ضال الطريق ميّل على أهل القرى.. أهل الفضل يفخر بهم.. بيظللوك بي حنهم.. تشعر كأنك منهم يا ضال الطريق ميل على أهل القرى. ويقول في أغنيته نحن أهل الكرم: نحن أهل الكرم شبعنا الجعان في يوم القَرَمْ.. مين الزّينا.. نحن أهل المكارم وأسياد معدنا.. تاريخ الجدود يثبت مجدنا.. ومين الزينا.. من قولة سلام تلقى الباب فتح.. والفقران يجيك مزمول بي قدح.. * قيقم الذي أشعل حماس المجاهدين غنى للدفاع الشعبي مثلما غنى للجيش.. وغنى للشرطة والشرطة الشعبية والخدمة الوطنية وغنى للوحدة الوطنية وللشباب «الشباب صمم يبني سودانو خيرو يتعمم والمعين الله» وعن مكارم الأخلاق غنى قيقم أغنيته الشهيرة «وارثين الشهامة من عهداً بعيد.. نارُن ما بتموت.. اسأل ناس أبوك يا وليد.. شيل طوريتك إتدلا أوعك ترجى غير الله.. نزرع ونحصد الغلة.. أخير الموت ولا الذلة.. أسأل ناس ابوك يا وليد».. وغنى للمرأة «علمي أولادك يا سعاد ربي فيهم روح الجهاد».. وغنى للجهاد «فرسان الكمين في القتال باينين سودانية أسود.. واحدين في الحدود حاقبين السلاح.. واحدين في الفريق يتقسموا الملاح ديل الخالفهم اسم ابوه راح.. الدواس حما والعجاج ربط.. مدفع الميدان عبوهو وقنت.. أوعك ما تخاف لو قطعوك حتت.. أبواتنا الرجالة كملوها جت».. رحم الله المشير الزبير الذي تمر ذكرى استشهاده اليوم. * قيقم صاحب الصوت القوي والذي يعرفه أهل السودان بأغاني الحماسة هو أفضل من يغني الحقيبة على طريقة كرومة ولا عجب في ذلك فقد كان زميلاً للشاعر الكبير محمد البشير عتيق في ورش السكة الحديد فتشرب بالتطريب العالي وامتاز بالاداء الرفيع وان كانت أجهزة الاعلام الرسمية لا تعرف عنه غير أغاني الحماسة ظل يعيش الكفاف ولا يسأل الناس في الحاف مع انه محمول بالعيال ويعرف عنه أهل عطبرة انه سخي ومجامل و»أخو أخوان».. وموصل ومحدث جيد واسع المعرفة وملم بالسيرة والفقه وبحور الشعر وتاريخ الأغاني وله صوت ندي في تلاوة القرآن ويحسن أحكام التجويد.. وكان يستاء أشد ما يكون الاستياء من المطربين الجدد الذين «يبهدلون» غناء الحقيبة في كلماتها وألحانها ويكظم غيظه حتى لا يقال عنه انه يحارب صغار الفنانين.. وهو نفس الشعور الذي ينتابه عند سماعه للمدائح النبوية وهي تؤدى بالآلات الموسيقية الحديثة خاصة «بالأورغن» قال لي مرة «عليك الله المادح المطرطش ده ما لقى من شمائل المصطفى عليه الصلاة والسلام غير انه يقول «يا الرسول زوج عائشة»!! هو منو صاحب الفضل على الثاني؟!.. * قيقم صرعه المرض فألزمه السرير الأبيض في غيبوبة كاملة في مستشفى الشرطة والشرطة مشكورة من مديرها الى غفيرها.. فقد تبنّى سعادة الفريق أول شرطة هاشم عثمان ومعه اللواء شرطة السر أحمد عمر الاهتمام به وينسق جهود علاجه العميد الركن (م) صديق الكدرو.. وزاره صباح الأمس وزير الثقافة السموأل خلف الله.. ووعد بمتابعة أمر علاجه الذي يستدعي نقله خارج البلاد.. أما الباقين فلم يظهر منهم أحد حتى كتابة هذه السطور.. اللهم عافي قيقم واشفه شفاءً لا يغادر سقماً.. والفيكم اتعرفت.. ولا تحزن في ما جرى يا قيقم.. وهذا هو المفروض..