لا يجد مواطنو الحماداب بالخرطوم الماء لا كدرا ولا طينا . . بينما يتذوق مسئولو الولاية الماء العذب بقوارير شركات المياه المعقم بالاوزون . . في الحقيقة هناك البعض من سكان الحماداب من لم يجد مياها اصلا . . « الصحافة » كانت هناك تتذوق طعم الماء الممزوج بالرمال والوعود الرنانة بحل المشكلة المستمرة منذ سنوات. يقول عبدالحفيظ نصر طه ان المياه لا تصل الى منازلهم منذ عدة اشهر ، مشيرا الى انهم اضطروا الى تركيب صهاريج وتزويدها بموتورات سحب بيد ان المشكلة مازالت قائمة ، واوضح انهم يساهرون الى قبيل الفجر من اجل الحصول على المياه ، وكشف عن رفعهم شكواهم الى اللجان الشعبية بالحي، مؤكدا ان اللجان الشعبية اوضحت لهم انها رفعت الامر الى السلطات المختصة دون جدوى ، وبينما كنا نغادر ضغط الحاج عبدالحفيظ على مفتاح تشغيل الموتور دون ان تنزل قطرة ماء . . وامام باب بيته التقينا محمد عبدالحي محمد والذي اكد انهم يضطرون لشراء كهرباء بمبلغ خمسة جنيهات يوميا لتشغيل موتور سحب المياه لوحده ، واشار عبدالحي الى اكوام من الاواني المنزلية التى يضطرون الى ملئها بالماء ليلا ، وكشف عبدالحي ان معضلة الحماداب ليست في انعدام المياه فقط وانما اختلاط المياه بالرمل، مؤكدا انه يصحو عند الساعة الثانية صباحا الى موعد اقامة صلاة الفجر من اجل ملء تلك الاواني . بينما يقول الخبير خالد محمدخالد ان مشكلة مياه الحماداب مستمرة منذ عدة اشهر ، مضيفا ان المياه تختلط بها ذرات الرمل ، واكد الخبير انهم يستيقظون من ساعات ما قبل الفجر، واعلن الخبير ان سكان المنطقة رفضوا دفع رسوم مياه لم يستهلوكها اصلا لجهة انقطاعها عنهم لشهور طويلة . دلفنا عميقا داخل شوارع الحماداب وهناك التقينا بشيخ وقور ملأ الشيب لحيته وقال أحمد الجاك ابراهيم ان موتورهم تعطل من كثرة تراكم الرمال داخله ، مضيفا انهم اضطروا الى « لف » الموتور بعد احتراقه وكلفهم ذلك اكثر من 150 جنيها ، وفي داخل منزله صادفنا سباكا يعمل على صيانة احد الموتورات الذي امتلأت طلمبته الساحبة بالرمال ، وعلى سراميك الارضية كانت الرمال مبعثرة عليها ويواصل الجاك حديثه : انه اضطر لشراء فلتر مياه لتنقية المياه من الرمال بمبلغ 1700 من اجل حل المعضلة المتزايدة يوما بعد يوم ، واضاف الجاك « قلنا الرووب عديل كدة » وقال لنا معني ناصر السباك وهو ينهمك في تفكيك اجزاء الموتور انه يحضر كل يوم بعد صلاة الفجر ل«تسليك» توصيلات المياه لسكان الحي، وكشف ان صهريج مياه سكان الحي امتلأ الى منتصفه تماما بالرمال . وامام اواني فطورها التي لم تجد ماء لغسلها قالت الحاجة ام الحسين الفضل انها تكابد الليل من اجل تخزين ما تحتاجه ، مشيرة الى ان المشكلة مستمرة منذ شهور ، وغير بعيد من افادة ام الحسين تقول سهام عبدالرحمن ان المشكلة مستمرة منذ اكثر من ثلاثة اشهر واطلقت سهام صرخة استغاثة عاجلة لوالي الولاية مضيفة « ان الناس تصبر على أي شئ الا انقطاع المياه « ، واكدت ان الوالي وعدهم في احدى زياراته بيد انه لم ينفذ وعده حتى الان ، صادفناها خارجة من منزلها متجهة الى منزل الجيران حاملة اناء لتجلب منهم الماء تقول نفيسة يوسف انهم يساهرون الليل دون جدوى ويضطرون الي الذهاب الى منازل بعيدة لجلب المياه منها . ويؤكد رئيس اللجنة الشعبية شمال سليمان بخيت انهم يجرون محاولات مع هيئة المياه منذ اكثر من ثلاثة اعوام لتغيير شبكة مياه الحماداب التي بلغ عمرها اكثر من 60 عاما بيد ان جميع محاولاتهم باءت بالفشل ، مشيرا الى ان تجديد الشبكة اجيز منذ عامين ، بينما يقول رئيس اللجنة الشعبية للحماداب وسط عوض الكريم عبدالرحيم ان مشكلة مياه الحماداب ليست في قدرة الآبار على ضخ المياه بقدر ماهى في شبكة التوزيع المتقادمة واشاد بتفاني العاملين بالابار والذين تنحصر مهمتهم في اخراج المياه منها . خرجنا من المنطقة ونحن نرنو الي منطقة العزوزاب المستقرة بامداد المياه بينما تلوح لنا منطقة اللاماب وقد ارتاح مواطنوها بامداد مائي . . وبين المنطقتين تعاني الحماداب من العطش الممزوج بذرات الرمل .