استيقظتُ باكراً على أصوات طرق بعض الأواني حسبته للوهلة الأولى أن مجموعة من الخيِّرين تحاول إيقاظ الناس للسحور، رغم أننا لسنا في شهر رمضان، وأن الوقت تعدى السحور إلى ما بعد صلاة الصبح، وبعد أن تحرَّكت وفتحت باب الشارع إذا بمجموعة من الصبية والنساء والرجال يحملون مختلف الأواني لهثاً وراء الماء للشرب وقضاء الاحتياجات الأخرى في مدينة سنجة حاضرة ولاية سنار التي يحتضنها النيل الأزرق من الناحيتين الشرقية والشمالية.. هكذا يحكي مواطن بالحي الجنوبي معاناة كثير من مواطني الحي، وقال آخرون بذات الحي ل (الإنتباهة): إنهم أصبحوا «عالة» على جيرانهم بجلبهم للمياه منهم للشرب والغسل والاستحمام والاستخدامات الأخرى؛ وذلك لأن جيرانهم يمتلكون «موتوراً»، مثمِّنين الدور الذي لعبه الجيران في إخراجهم من شبح العطش، وأضافوا: يمكن أن يمر يوم كامل دون مياه ولكنها تستمر في الخريف. ويشتكي بعض مواطني الحي الشرقي بسنجة من انقطاع الإمداد المائي والتي لا تأتي إلا ليلاً وسبق وأن استمر انقطاعها لعشرة أيام على التوالي، أمّا جزء من مواطني الحي الشمالي فيعانون أشدّ المعاناة من انقطاع الإمداد المائي والذي يستمر لأيام وحتى عندما تأتي المياه تكون ضعيفة، ولا تروي الناس إلى بالموتور، وغالباً ما تأتي في أوقات متأخرة جداً من الليل أو وقت السحر، حيث أصبح المواطنون في شوقٍ لرؤية «الماسورة» وهي تضخ المياه نهاراً، بل يستغرب بعض أهالي الحي كثيراً عندما يقومون بزيارة لأحياء أخرى تتدفق فيها المياه نهاراً جهاراً باستمرار، ومن غير موتور في الوقت الذي أصبحت فيه مواسيرهم «ماسورة».. وللحقيقة فإن أحياءً بذات المدينة«سنجة» تستمتع بإمداد مائي مستمر وكلما كان الحي منخفضاً كانت المياه متوفرة. ويضيف بعض مواطني الحي الغربي بسنجة ل(الإنتباهة): أن الماء لا تأتي من غير موتور إلّا نادراً، وهكذا أصبحت ثقافة الموتور والبراميل وخزانات المياه وإعداد مجموعة من الأواني المنزلية انتظاراً لمجيء المياه لملئها ثقافة سائدة في كثير من الأحياء السكنية بسنجةالمدينة وضرورة من ضرورات ومستلزمات الأسر لضمان حياة الإنسان والحيوان وبعض أنواع الطيور التي تُربّى في المنازل؛ لأن الماء هي الحياة وإلّا فالمعاناة والتسول بحثاً عن المياه للحد من العطش. تساءل مواطنو الأحياء التي تعاني من المياه قائلين: متى ننعم بإمداد مائي مستمر وإلى متى هذا الموتور الذي يشاركنا في استهلاك الكهرباء بالرغم من أننا نلتزم بدفع فاتورة المياه شهرياً؟.. وهنا ينفي وزير التخطيط العمراني والمرافق العامة المهندس الإمام عبد اللطيف الإمام الذي هاتفته (الإنتباهة) قائلاً: لا توجد لدينا بلاغات من المواطنين تفيد بوجود مشكلة في المياه في هذه الأحياء، ولا توجد لدينا مشكلة أبداً لا في المصادر ولا في الخطوط، بل وجَّهنا بزيادة التشغيل، وأضاف: طلبنا من الإدارة العامة لهيئة مياه الشرب كمية من المواد لدعم الخطوط الرئيسة لشبكة مياه مدينة سنجة، ومن المتوقع أن تصل بنهاية شهر مايو الجاري، لكننا لم نُفَد حتى اللحظة بما تم في هذا الموضوع، وقال: إن مشروع مياه سنجة الدالي الجفرات سيتم افتتاحه في العاشر من يونيو القادم وستتم تغذية الشبكة الحالية لمدينة سنجة من خلال الصهريج الرئيس الذي يغطي معظم أحياء المدينة، وستكتمل الخطوط الرئيسة للمدينة بنهاية يونيو أو حتى شهر يوليو، مشيراً إلى أن الضخ التجريبي لمشروع مياه سنجة الدالي الجفرات بدأ في مطلع الأسبوع الثاني من مايو الجاري، وقال الوزير: نتَّجه لتوقيع عقدٍ مع الشركة السودانية للكهرباء لربط تحصيل فاتورة المياه مع طلب شراء الكهرباء، متوقعاً تطبيق هذا الأمر ابتداءً من مطلع شهر يونيو المقبل. عموماً فإن الحاجة للمياه في هذه الأيام تزداد بارتفاع درجات الحرارة واشتداد هجير الشمس والأجواء المصحوبة بالأتربة، وبدلاً من الزيادة في استهلاك المياه بات المواطنون يعملون بسياسة الترشيد بل التقشف في استخدام المياه، فنرجو أن تراجع الجهات المختصة الخطوط بالأحياء التي بها المشكلات.. علمت (الإنتباهة) أن مشروع مياه سنجة الدالي الجفرات هذا المشروع الضخم سيتم افتتاحه على يد النائب الأول لرئيس الجمهورية بجانب عدد من المشروعات الخدمية والتنموية بالولاية نأمل أن تسهم زيارة النائب الأول للولاية في التسريع في حل مشكلة مياه منطقة المليسا التي تبعد «12» كلم من الجفرات نهاية خط مشروع مياه سنجة الدالي حتى يشرب أهلنا هناك مياهًا نقية غير (آسنٍ ولا آجنٍ) ونأمل أن تستخدم وزارة التخطيط العمراني قُوَّتَها سعياً وتنسيقاً مع الإدارة العامة للمياه جلباً للمواد المطلوبة لشبكة مياه سنجة ومواصلة العمل في حل مشكلة المياه ببعض أحياء مدينة سنار.