تجدون أدنى هذه الكلمات كلمات حزينة وردتني من بيتين من بيوت الدين والتصوف ، الكلمة الاولى من الصديق النبيل الاخ احمد الخضر نجل العالم المالكي الجليل المرحوم الخضر الناسخ وهو من قلائل الرجال الذين ارسوا دعائم العلم النافع في السودان كيف لا وهو يصدر من شجرة مباركة هي شجرة السادة العركيين الاشراف اصحاب العلم والتقوى والمسكنة لأجل الله وقديماً جاء في الآثار الموروثة المسنودة للاحاديث القدسية ان رب العزة والجلال أبان لمن يحتاج الى تبيين عن اين نجد الله وسط البشر ( أنا عند المنكسرة قلوبهم لأجلي ) او كما جاء ، الزميل احمد فقد والدته قبل فترة قصيرة وكانت كما الامهات الفضليات تمثل عنده كنزاً نادر الوجود ولذلك عز عليه الفراق وقد حزنت لحزنه وتذكرت موكب الحزن الذي حمل امي ذات يوم ليدسها تحت التراب وانا الذي كنت في صغري اتصور انه لكي اتلافى ذلك اليوم ينبغي ان لا أكون موجوداً وان اكون قبلها تحت التراب او اكون نسياً منسيا ولكن سبق الكتاب وقال رب العزة والجلال ( لكل اجل كتاب ) وأنه ( إذا جاء أجلهم فلا يستقدمون ساعة ولا يستأخرون ) ..لقد تأخر نشر هذه الكلمات لسبب غير معلوم بيد أني أتصور انها لو نشرت في وقتها لخففت عن زميلنا احمد طعم الحزن النبيل الجميل فله العتبى وللفقيدة الرحمة والمغفرة والجزاء بأحسن ما عملت . اما الكلمة الثانية فهي دعوة لتأبين فقيد الشباب الشهيد زهير الفاتح محمود نجل زميلنا الاعلامي ومعد برنامج جيشنا الفاتح محمود والفقيد من اسرة صوفية كان جدها الاكبر خليفة للطريقة الاحمدية انشغل طوال سني عمره بالذكر والارشاد ومما يزيد الحزن في قلبي ان الفقيد المؤبن خلف عندي كلمات لها معنى حينما التقيته آخر مرة قبل رحيله بشهر او شهرين وانفرد بي بعيداً عن الناس وسألني سؤالاً له مغزى عميق . لقد سألني الفقيد وهو من المداومين على قراءة زاويتي المتواضعة ما إذا كنت قادراً على نشر ( مقال صعب ) يعتزم كتابته والدفع به الى فقلت له آتني بالمقال وسأنشره مهما كان صعباً فسكت برهة ثم قال لي حسناً حينما افرغ منه سآتيك به ، لم اكن اعلم ان مقاله الصعب كان رحيله المفاجئ ، اللهم ارحم زهيراً وعوضه عن شبابه الجنة و(انا لله وانا اليه راجعون) . يتيم في 44 العمر من قساوة اللحظة تبدو الكتابة صعبة والمرء يكتب عن فقد ( أعز الناس ) في الوجود ، والذات الحزينة تكتب عن فقد والدتي العزيزة التومة الامين الخضر الفكي الامين الفكي احمد الناسخ - رحمها الله برحمته الواسعة - والتي رحلت عن دنيانا في ساعة الزوال من ظهيرة الاربعاء 27 محرم 1433ه سيما وهي كانت آخر ظل نستظل به بعد رحيل الوالد الشيخ الخضر الناسخ قبل ثلاثة وعشرين عاماً ، ولدت الفقيدة العزيزة بحلة عمر محلية المناقل عام 1932م ووالدتها آمنة حمد النيل الفكي الامين وشبت في منزل والدها الذي توفي عام 1945م ونشأت يتيمة وتزوجها والدنا الشيخ الخضر الناسخ في شهر شوال 1366ه الموافق27/6/1947 فكانت نعم المرأة وراء ذلك الرجل العظيم الذي كانت داره مفتوحة على مدار 24 ساعة للادباء من اصدقاء وزملاء الوالد فكانت كأنها تقطن المطبخ لاعداد الطعام للضيوف ، والى جانب مثابرتها على اكرام الضيفان كانت الفقيدة مسكينة شديدة المسكنة طبعاً لا تطبعاً حتى ان اغلب تحيتها ( طيب يا فلان ) ومن شدة مسكنتها لا تعرف انواع العملة لا فئة العشرة ولا العشرين وكلما امتلكت عملة ونادراً ما تمتلكها الا ونادت احد اولادها متسائلة ( شوف لي الورقة دي كم ) وكان ذلك ديدنها الى ان استجابت لنداء ربها الرحمن الرحيم ، اللهم ارحم والدتنا التومة الامين المسكينة ام المساكين ونحن نتمثل قول عبدك الشيخ محمد ود بدر ( إن ما كنت من أهل المسكنة دار عدن ما بتسكنه ) وبالله التوفيق . أحمد الخضر الناسخ تأبين لفقيد الشباب زهير الفاتح محمود يقيم الشيخ محمد علي الشيخ يوسف الأحمدي شيخ السجادة الاحمدية البدوية السطو حية المقاماتية والأستاذ الشيخ احمد الطيب شيخ الحلقة الادهمية وأسرة الشيخ محمود عوض حسين حفل تأبين لفقيد الشباب الشهيد زهير الفاتح محمود عوض وذلك بمنزل الأسرة بالحتانة شمال مربع 4 غدا السبت عقب صلاة المغرب، والدعوة للسادة مشايخ الطرق الصوفية والمريدين والأحباب وأصدقاء الفقيد رحمة الله عليه