بعد التحية وواجب الاحترام ٭ قبل ايام احتفل الرعيل الممتاز من الحركة النسوية باليوبيل الذهبي او مرور ستين عاماً حافلة بالعطاء والانجاز وخدمة المرأة والمجتمع في تجرد واخلاص وخلوص، ميز ذلك العصر الذهبي ليس فقط بالنسبة للاتحاد النسائي او الحركة النسوية وإنما في مجالات العمل الوطني والاجتماعي والثقافي والرياضي للجميع. كانت الريادة والابداع والحياة الآمنة المستقرة والنفوس المطمئنة الصدق.. الوفاء.. المودة.. العفة والامانة وحب الوطن.. رجال ونساء فكيف لا نعشق جماله (الوطن اعني). هن متمكنات ومثقفات ومتعلمات لهذا نجحن وافحلن وليس هذا اطراء من اجل الاطراء و(كسير التلج في الشتاء القارص) لكنها الحقيقة ودائماً الزبد يذهب هباء ويبقى على الارض ما يفيد الناس! المال والسلطة عرض زائل ولهذا لم تسع الرائدات الى سلطة او مال أو جاه، قابلت بفناء الجامعة (جامعة الاحفاد للبنات) د. حاجة كاشف واخبرتني بأنهن بصدد الاحتفال واعادة الوهج للاتحاد، وان صحف كثيرة كتبت عن هذا العمل الرائع وعرضت علىَّ صورا في صحيفة للاخوات د. نفيسة احمد الامين ود. نفيسة المليك وبعدها قرأت كلاماً جميلاً رائعاً ايضاً للاخت د. امال عباس حول ذات الموضوع بالصحافة. كل شيء كان جادراً ورائعاً في ذلك الزمن الجميل، ولأنني من بقايا ذلك الزمن.. الحياة رخية رخاءً ميز السودان عن سائر الدول العربية والافريقية، ولم يبك احد من الجوع ولم يطرد تلميذ او طالبة من المدرسة لعدم سداد الرسوم، أو لا يجد مريض العلاج لأنه لا يملك رسوم العلاج! ولهذا افرزت هذه الحياة الطيبة منظمات ونقابات واتحادات ممتازة، سمعت برنامج شخصيات سودانية الذي كان يقدمه الاديب الباحث عمر باشري- رحمه الله- بصوت الاستاذ حمدي بدر الدين من ذاكرة الاذاعة عن الاستاذة امال عباس والعمق العاشر، والاسلوب الادبي الذي تكتب به الاديبة والمفكرة والصحفية امال عباس فأين نحن اليوم من ذلك الجيل؟! بروف السر دوليب وهو بالمناسبة الان عضو بالاتحاد النسائي ولعله مستشار حدثني عن تفوق تلك الاجيال نساءً ورجالاً، ومن ضمن ما كنا نأمل فيه هو عودة الحياه لندوة اولاد امدرمان ومنتدى اولاد ام درمان، ذلك الوعاء الذي اردنا من تأسيسه وعاءً يجمع اولاد وبنات امدرمان، وبالتالي قيم وتقاليد مدينة ام درمان ومن حسن الطالع او الحظ فإن الحركة النسوية والاتحاد النسائي معظمهن من بنات ام درمان المتعلمات والمعلمات اللاتي اعطين مهنة التعليم هيبة لادبهن وحشمتهن وتمكنهن من عملهن وصدقهن وغزارة علهن وتمسكهن بالثقافة السودانية واصالة القيم والتقاليد السودانية. والماعندو محبة ما عندو الحبة والدين كله رحمة، ولهذا فإن الماضي كان يحمل كل هموم الانسان السوداني برؤيا سودانية اصيلة وحلم وامل المواطن ومن هنا قلنا اننا جميعاً تفهمنا المعاني والاهداف التي من اجلها قام الاتحاد النسائى. اختم بأنني احد المؤسسين لندوة اولاد ام درمان وكان المرتجى ان يكون وعاءً للامدرمانيين ولكن اتت الرياح بما لا نشتهي، ولكن هذا لا يمنع ان احيي المرأة في عيد اتحاد المرأة ومهرجانات الانجازات المهمة والمفيدة من اجل المرأة ثم المجتمع السوداني كله، وهذه تحية امدرمانية خالصة لجهد يستحق التوثيق والتكريم والاشادة. الانحناءة لتلك الكوكبة التي مازالت تعطي عطاءً له قيمة حتى ولو في واد من غير زرع، والامل في الله ان يكرم الجميع بالنجاح وخاطرة خطرت بالذهن وانا استعرض نجاحات اخواتنا وبناتنا في الماضي الجميل وما زال الاشراق والخير يرجى من شقائق الرجال، وارجو ان اهنيء ابنتي هبة محمود صادق فريد على جهدها الماضي في مجال عملها وتخصصها، واخيراً توليها منصب وزير دولة ارجو لها ولزميلاتها دوام النجاح. كمال دقيل فريد ام درمان