رغم التطور التقني الهائل وهيمنة ثقافة الصورة والفضائيات التى تكاد تضيق بها الفضاءات بما رحبت، حيث اصبح بمقدور كل شخص نصف قادر مادياً أن تكون له فضائيته دون اهتمام بما تقدم أو قدرتها على المنافسة والانتاج البرامجى، وعلى القمر المصرى نايل سات كم كبير من الفضائيات التي ليست لها علاقة بفن الإعلام او التسويق، وهى أشبه بالحوانيت التى يصرخ باعتها فى سوق الله أكبر للترويج لسلع بائرة ومنتجات طبية مجهولة، بل أن بعض تلك الفضائيات تروج للانحلال آناء الليل والنهار، ومعظم تلك القنوات ظهرت عقب سقوط مبارك، مستفيدة من مناخ الحريات والديمقراطية، رغم كل ذلك لايزال للراديو ألق نكتشفه حينما ينقطع التيار ويتيح لنا التحرر من سطوة الشاشات والتوقف عن ملاحقة العالم عبر الشبكة العنكبوتية التي تسرق كل الوقت وتجعلك مدمناً للانترنت، وإدارة المؤشر نحو المحطات التي تأسرك الاصوات الاذاعية المنبعثة منها، فلكل اذاعة طعمها الخاص ونكهتها المميزة.. مونت كارلو.. صوت العرب.. اذاعة الشرق الأوسط وال «بى. بى. سى» وهنا القاهرة.. ويظل أثير هنا ام درمان والبيت السودانى هما الملاذ.. وأجمل ما فى انقطاع التيار الكهربائى ليلاً، أنه يمنحك قدراً من الشعور المريح بالهدوء والسكينة، ويجعلك تسترخي لبعض الوقت بعيداً عن صخب العالم الملتهب بالأحداث الساخنة. وأروع ما في المذياع أنه يمنحك حرية التحليق بأجنحة الخيال، وتشكيل ملامح الأمكنة والأزمنة والصور وفق ما تهوى، عكس شاشة التلفاز التي تجبرك على التعاطي مع واقع الأشياء المجرد بكل أبعاده الحقيقية والاستسلام لمنطق الصورة التي لا تتجمل. ويصبح الراديو صديقاً حميماً إذا كنت تنصت الى محطة ذكية تجيد تلبية احتياجتك. شكراً لكل الأصوات الإذاعية والكوادر الفنية التي تجمل فضاءات أثير هنا أم درمان ومحطات ال «اف. ام» ببرامج جذابة بنكهة سودانية أصيلة بمستوى عالٍ من المهنية على مدار ساعات اليوم. فوتوغرافيا ملونة: كلما استمعت الى المطربة الشابة عافية حسن أيقنت أنها فنانة موهوبة صاحبة صوت وبصمة وأسلوب أداء مختلف عن أبناء جيلها. وعافية رقم قصر المشوار، إلا أنها قدمت للمستمع السوداني أعمالها الخاصة التى وجدت القبول والاحترام لأنها رصينة.. والعبرة ليست بالكم، والشاهد على ذلك أماني مراد وصالح الضي.