*قدم المريخ والموردة بالأمس الأول مباراة كبيرة رفيعة المستوى تجسدت فيها كل فنون كرة القدم ومتعتها حيث الإثارة والسرعة واللعب النظيف والجدية وبذل خلالها نجوم الفريقين جهدا مقدرا وعطاء وافرا وملأوا الملعب حركة وحيوية واجتهد كلا المدربين فى تحقيق هدفه ،فالموردة أعطت المريخ حجمه وتعامل مدربها بواقعية مع خصمه وإستراتيجيات مواطنه ( ريكاردو وكلاهما برازيلى الجنسية ) حيث لعب بمبدأ دفاعى بحت قصد به حماية مرماه من أى إهتزاز ووضح أنه كان يتوقع أن المريخ سيلعب بطريقة هجومية صريحة فيما عمل المريخ على الوصول لشباك الموردة ووجه كل قوته للوصول لمبتغاه وهذا ما جعل المواجهة تتسم بالقوة والسرعة والإثارة وتكتسب عنصر الجدية *وبقراءة للمستوى العام للمريخ نجد أنه جاء متكاملا وجيدا وأفضل من أداءه فى المباراة الأولى التى لعبها أمام الامل ( بل ليس هناك مقارنة ) حيث طبق نجومه أمس الأول كل مبادئ وأساليب وطرق اللعب الحديث من إيقاع سريع وحركة مستمرة وإنتشار ولعب باللمسة الواحدة وظهرت الجماعية وإستطاع الوصول لشباك خصمه ثلاث مرات وكان بإمكانه أن يخرج فائزا بعدد كبير من الأهداف قياسا بالسوانح التى أتيحت لمهاجميه *هناك من يرى أن أداء المريخ لم يكن جيدا ويربط ذلك بالهدفين اللذين ولجا مرماه ولكن هذا لا يلغى أن المريخ كان جيدا وأدى مباراة متكاملة وولوج هدفين فى مرماه ليس مقياسا ولا يمكن أن نصف أداءه بالسوء فالمريخ لعب مباراة ضد خصم كبير له إسمه ودافعه وجاء للملعب ليخرج بنتيجة إيجابية وكان من الطبيعى أن يجد مقاومة ويتعرض للضغط ولظروف اللعب وتقلبات الكرة وتهتز شباكه لسبب واحد وهو أنه لم يكن وحده فى الملعب وكان يلعب أمام خصم أما عن الهدفين اللذين ولجا مرماه فقد صنعهما المريخ نفسه عبر أخطاء فردية من الثنائى نجم الدين وأكرم والسبب غياب الجدية وضعف التركيز والإستهتار وسوء التصرف *وإن وصفنا الأداء العام للاحمر بالجودة فلابد أن نذكر بعض السلبيات التى صاحبت مردود بعض اللاعبين ومنها ضعف حركة بعضهم وغياب تأثيرهم ( ساكواها أدكو ) فهذا الثنائى يحتاج لمراجعة من الجهاز الفنى والإدارة خاصة ساكواها حيث وضح أنه ما زال بعيدا ويبدو أنه قد وصل لمجرد أنه كان ضمن قائمة منتخب بلاده الذى حقق كاس أفريقيا ويكفى أن نشير إلى أن ساكواها لم يكن له أى وجود فى المباريات الأربع التى أداها المريخ أمام كل من ( حرس الحدود وزيسكو والأمل والموردة ) وكلما قدمه هو تجهيزه للهدف الذى أحرزه أدكو فى مرمى الزامبى وفى مواجهة أمس الأول لم يصوب ساكواها أى كرة نحو مرمى الموردة وإكتفى بالفرجة والإحتفاظ بالكرة والأنانية وعدم التعاون مع زملائه بل تعلم صفة جديدة وهى فى الحقيقة عيب حيث أصبح يمارس ( الزوغان من مكان الكرة ويتجنب الإلتحام مع الخصم حتى فى الكرات المعكوسة ) أما العاجى أدكو فقد وضح أنه خارج الشبكة وضعيف التركيز ومن السلبيات أيضا الطريقة التى تعامل بها أكرم ونجم الدين وأقل ما توصف به أنها ( سبهللية وتعكس اللامبالاة ) وتجسد الإستهتار ونرجو أن تكون هناك وقفة مع هذه الظاهرة أما عن أبرز الملاحظات فى ادأء المريخ هو عدم الإستفادة من الضربات الركنية ففى مباراة أمس الأول حصل المريخ على ( عشرين ضربة ركنية نعم عشرين بالتمام والكمال ونفذت بطريقة واحدة ولم تستثمر أي منها بالطريقة الصحيحة *أفضل لاعبى المريخ بالأمس الأول كان اليوغندى مايك موتيابا فقد جاء أداؤه إيجابيا ولكنه خرج مصابا ومعه موسى الزومة والذى لعب بطريقة جديدة ولم تكن أخطاؤه كثيرة *ما نتوقعه هو ارتفاع مستوى المريخ فى المواجهات القادمة ونرجو أن يصل الجهاز الفنى للتشكيلة النموذجية قبل اللقاء الأفريقى والذى لم يتبقَ له سوى إسبوعين فقط * فى سطور *المعلوم والثابت أن كل الفرق السودانية تلعب أمام المريخ بتنظيمات اللعب الدفاعية وهذا يتيح لجهاز المريخ الفنى أن يلعب بالطريقة ( 4:3:3 ) بمعنى أن يشرك ثلاثة مهاجمين *معلومة نهديها لريكاردو وإبراهومة وهى ان كرنقو يجيد اللعب فى خط الهجوم أيضا *كلتشى مازال بعيدا *عودة نصرالدين الشغيل للملاعب أصبحت ضرورية خاصة بعد إصابة أمير كمال *لماذا الإصرار على إشراك لاعبين إثنين فى منطقة المحور ( إرتكازين ) فى كل الحالات فهناك مباريات لا تستحق *وضح تماما أنه لا يوجد فريق ضعيف وأن كل المباريات ستكون صعبة *أنصار المريخ باتوا يمارسون ( الشفقة والتسرع والإستعجال) ومعظمهم أصبحوا ( منظراتية مدربين ) *مازالنا فى إنتظار راجى المتميز المهاجم الخطير ولاعب الوسط الجيد *ماهو السبب الذى جعل نجوم المريخ يقاطعون التصويب نحو مرمى الخصم من مسافات بعيدة وبالأمس الأول فعلها ( نجدى وراجى فقط ) *تمرير الكرة لمنطقة الظهر هو لعب بالنار يا ( بلة ) ولانرى داعي ( للفلسفة العمياء والقاتلة ) *كل جماهير المريخ تسأل فيصل موسى ( مالو ) ونرجو الإجابة من اللاعب نفسه *أكرم يحتاج لتوجيهات فنية من والده كابتن الهادى سليم فقد أصبح يمارس الإستهتار و يتعامل بطريقة قد تعجل برحيله من الملاعب - فقبل أن يجف مداد العقوبة التى فرضت عليه وأدت إلى إبعاده من مباراة المريخ والأمل فعاد من جديد ليقدم إسلوبا جديدا فى عدم الإنضباط فى مباراة أمس الأول *الغريب والمضحك أن بعض الهلالاب وصفوا فوز المريخ على الموردة بالصعب وتناسوا أن فريقهم إنتصر على النسور ( بفعل فاعل) وقد أجمع كل من شهد لقاء الهلال والنسور أن النتيجة العادلة للمباراة هى فوزالنسور بأربعة أهداف.