نظم منتدى السرد والنقد بالتعاون مع المستشارية الثقافية الايرانية ضمن نشاطه الراتب أمسية خصصها لسياحة في تاريخ الأدب الفارسي ضمن سلسلة من الحلقات التي ستتناول الأدب الفارسي تطوره تأثيره وتأثره بالآداب الأخرى تحدث في الأمسية نخبة من الكتاب والنقاد قدم الدكتور زهير ساتي فذلكة تاريخية أشار فيها الى خمسة طرق انتهجها المؤرخون في كتابة الأدب الفارسي ثم عرج على المدارس الفكرية والفلسفية المتعلقة بالأدب والمرتبطة به وهي خمسة مدارس أيضاً أثرت في الضروب الأدبية المختلفة للأدب الفارسي .. ثم اشار الى أنواع الأدب الفاسي والتي تتمثل في الملاحم أو الحماسة ، الغنائي ، التعليمي ، الدرامي وأخيراً ختم بالحديث عن القصة في ايران قائلاً :- تتمتع القصة في الأدب الكلاسيكي الفارسي بقدمها في جزوره الضاربة في التاريخ ، كان للفرس مجالس يجتمعون فيها ويقوم أحد الأشخاص بسرد قصص وحكايات عن الأبطال والأساطير ، هؤلاء الأشخاص يطلق عليهم الحكواتية والقصص التي يرونها على لسان الناس عبر العصور والإيام الفردوسي صاحب الشاهنامة فصل ذلك في ملحمته بأنه استفاد من هؤلاء في معرفة تاريخ ايران .. تحدث بعد ذلك الناقد عز الدين ميرغني عن الشاعر جلال الدين الرومي والذي تميز باسلوبه الأدبي الجذاب حتى في تدريسه حسب عز الدين ثم أضاف والمتعمق في شعر جلال الدين الروحي يجده يدعو للقطبية او الذات التي تكون هناك في الجذب والالتفاف حولها وهو شعر يحاول أن يمزج فيه بين انسانية الانسان والربوبية التي يحملها « كن ربانيا تقل للشئ كن فيكون « ... بهذه الأفكار الصوفية استطاع جلال الدين الرومي أن يخلق لغته الخاصة ومفرداته الخاصة وهو شعر ترجم الى كثير من اللغات العالمية ووجد قبولاً كبيراً ويطلق على شعره الشعر الدائري الذي يعود دائرياً الى خدمة الفكرة الصوفية التي يؤمن بها ويقول النقاد أن شعر جلال الدين قمة موسيقية عالية ورغم ان الأنا فيه حرة وغير مقيدة الا أنه متماسك وليس مهوما غامضاً كما عند بعض شعراء المتصوفة ، هذه الموسيقى العالية عند جلال الدين جعل مدلوله سهلاً في الوصول ولغته سهلة في التوصيل .. كما وأنك تحس بقوة الانعكاس بين لغة العالم الذي يتحدث عنه وعالم اللغة الذي يكتب به فاللغة عند جلال الدين الرومي لها خصوصيتها ولها الشكل الشعري العام المدوزن والمقفى ... كان ختام الأوراق ورقة الأستاذ الأنور محمد صالح وقد تحدث عن الشاعر عمر الخيام فتحدث قائلاً :- غياث الدين أبو الفتوح بن ابراهيم الخيام المعروف بعمر الخيام عالم فارسي والخيام هو لقب والده حيث كان يصنع الخيام ، ورغم شهرة الخيام بكونه شاعراً فقد كان من علماء الرياضيات في عصره وهو أول من اخترع حساب المثلثات ومعادلات جبرية من الدرجة الثالثة وهو أول من استخدم الكلمة العربية شي التي رسمت في الكتب العلمية الاسبانية Xay التي استبدلت بالحرف «X» الذي أصبح رمزا عالميا للعدد المجهول وقد وضع الخيام تقويماً سنوياً بالغ الدقة وتولى الرصد في مرصد أصفهان . للخيام عدة مؤلفات وأكثرها بالفارسية وفسر البعض فلسفته على انها الحاد وزندقة وأحرقت كتبه ولم يصلنا منها سوى الرباعيات لأن القلوب أحبتها وحفظتها من الضياع والرباعيات هي اسم لقصيدة منسوبة الى عمر الخيام ولعلها كتبت في أوائل القرن الثاني عشر الميلادي 865 هجرية وهي عبارة عن مقطعات من أربعة أشطار ، الشطر الثالث مطلق بينما الثلاثة الأخرى مقيدة وهي تعرف باسم الدوبيت بالفارسية وقد الفها بالفارسية ويأتي العنوان من صيغة الجمع للكلمة العربية رباعية والتي تشير الى قالب من قوالب الشعر الفارسي وتتألف رباعيات الخيام من رباعيات يفترض أنه ناظمها وبمرور السنين نسبت اليه أكثر من 2،000 رباعية في حين أن المعروف على وجه اليقين أنه نظم أقل من 200 من هذه الرباعيات . .. ترجمت هذه الرباعيات ترجمات عربية أشهرها ترجمة أحمد الصافي النجفي وأحمد رامي نختم بقول الخيام في احدى رباعياته :- سمعت صوتا هاتفا في السحر .... نادى من الحان غُفاة البشر هُبوا املأوا كأس الطلى قبل أن .... تَفعم كأس العمر كفَ القدر أحس في نفسي دبيب الفناء .. ولم أصب في العيش الا الشقاء يا حسرتا إن حان حيني ولم .. يٌتح لفكري حلَ لغز القضاء ......................... تروح أيامي ولا تغتد .. كما تهب الريح في الفدفد وما طويت النفس هما على .. يومين أمس المنقضي والغد ........................ غدُ يظهر الغيب واليوم لي .. وكم يخيب الظن في المقبل ولست بالغافل حتى أرى .. جمال دنياي ولا أجتلي