يعتبر سوق الوحدة او سوق ستة بالحاج يوسف من اكبر الاسواق الشعبية بالعاصمة الخرطوم وقد اسهم وقوعه في احدى اكثر مناطق العاصمة ازدحاما بالسكان في ارتفاع نسبة الحراك التجاري بالسوق ويتوسط السوق الكثير من الامتدادات الحضرية الجديدة بالعاصمة فغدا محطة مواصلات رئيسية هذا الوضع جعل منسوبي السوق من التجار والشركات يعمدون الي توفير كل متطلبات الاسرة بدءا بمحلات البوتيكات التي تعرض احدث موضات الازياء الي الاجهزة الاليكترونية من شاشات التلفزة الي معارض الاثاثات المحلية والمستوردة ومعارض الموبايلات انتهاء بالموروث الشعبي في مجال الوجبات الشعبية من مرس وكول ولوبيا مسحوقة . وبالرغم من حالة التطور التي شهدها سوق الوحدة بالحاج يوسف الا ان السوق لا يزال يحتوي بين جنبيه علي العديد من الظواهر السالبة التي تتجاوز تهديد البيئة الي الصحة العامة خاصة ما يلي عرض الفواكه والخضر علي جانبي الطرق التي تعبر من خلالها المركبات العامة ما يؤدي الي تلوث تلك المعروضات من الاغذية خاصة ان اماكن بيع اللحوم هي الاخري تعرض علي مقربة من الشارع ما يجعل اللحوم في وجه مخرجات عوادم السيارات التي يتقدمها الرصاص القاتل وغيره من الافرازات الكيماوية . وعلي الرغم من محاولات المحلية في تنظيم السوق بصورة توفر الحد الادني من مقومات السلامة الا ان تلك المحاولات انتهت الي الفشل الذريع ما دفع بالمحلية الي نقل سوق الخضروات الي المنطقة الواقعة غرب السوق وقد ابدي المواطنون تأييدهم المطلق للسوق الغربي عساه يوفر بعض اسباب السلامة غير ان تجار الخضر والفاكهة هجروا الموقع البديل بسبب بعده عن مركز السوق ، يقول احد القصابين بالسوق ان السبب الرئيسي للخروج من السوق عدم اقبال المواطنين عليه ما دفع بالجزارين العودة الي مواقعهم السابقة بالسوق الشرقي وقد ادي ذلك الي حدوث حالة من الركود في محلات السوق الغربي واصبح العمل بالسوق يتركز علي الفترة الصباحية . بائع الخضار الطاهر عبيدالله قال ان وضع السوق بات غير معروف بالنسبة اليهم اذ تم تقسيم السوق الي ثلاثة اسواق الغربي والوسط والشرقي وهنالك مواقع لبيع الخضار في اي من الاسواق الثلاثة ما ادي الي احداث ما يشبه الربكة بين المواطنين والباعة، وارجع الطاهر عدم نجاح السوق الغربي الي عدم وجود منافذ ومقصورات لوضع الخضار اضافة الي عدم وجود موقف مواصلات ثابت خاصة ان وجود المواصلات هو الذي يغري المواطن بالتسوق، ويضيف الطاهر ان هجر الاسواق المخصصة لم يأت من فراغ كما ان معظم ملاك المحال لا علاقة لهم بالسوق وبالتالي تجدهم يطلبون مبالغ طائلة مقابل الايجار ما دفع بالخضرجية العودة الي وسط السوق وافتراش الارض لعرض بضاعتهم ، وانتقد الطاهر مواقف المحلية فرغم علمها بما يحدث بالسوق والذي جاء تشييده وفق خططها وبرغم ذلك تتعامل بحالة من اللامبالاة مع ما يجري ، وقال الطاهر ان معظم اصحاب المحال من الموظفين وبعضهم من منسوبي المحلية لذلك فهم ليسوا بمتضررين من الحال التي صار اليها امر السوق . احد المواطنين واسمه محمد الامام انتقد الوضع الذي صار اليه سوق الوحدة خاصة ان الممرات ضيقة جدا ولم تعد تستوعب الكثافة البشرية ما يؤدي الي حالة من الاحتكاكات بين المواطنين خاصة ابان حقبة الاعياد التي يكتظ فيها السوق باعداد من المتسوقين والتي تشبه ما يمكن تسميته بطلعة الروح ، وذكر محمد الامام انه اوصي زوجته بالتسوق مبكرا درءا لحالة الاكتظاظ قبيل الاعياد خاصة ان حالة الازدحام تتيح الفرصة لللصوص لتصيد ضحاياهم من الاهالي البسطاء وبرغم ذلك يري محمد امام بان للنسوة هوسا اسمه الشراء يوم الوقفة . وطالب المواطنون الذين التقتهم «الصحافة» ولاية الخرطوم ووزارة التخطيط العمراني العمل علي اعادة صياغة الاسواق بصورة تراعي توفير مقومات السلامة للمواطن في كافة ما يتعلق بالسوق الذي وضح ان محلية شرق النيل دون ادارته.